“إقرأ من أجل رفعت”.. يوم عالمي لرفعت العرعير
بمناسبة مرور 40 يوماً على استشهاد الشاعر والأكاديمي الفلسطيني رفعت العرعير (1979 – 2023)، خلال العدوان “الإسرائيلي” المتواصل على قطاع غزة، دعت مجموعة “ناشرون من أجل فلسطين“، لأن يكون يوم الاثنين 15 كانون الثاني/يناير الجاري، يوماً عالمياً مخصصاً للعرعير من خلال فعالية عالمية تحت عنوان “إقرأ من أجل رفعت“.
وجاء في بيان المجموعة: “في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دعونا القراء حول العالم ليقرأوا فلسطين خلال “أسبوع إقرأ فلسطين'” واليوم ندعوكم لتقرأوا فلسطين مرة أخرى، ولكن هذه المرة بصوت عال وفي العلن، حتى تكون القراءة فعلاً احتجاجياً”.
الفعالية التي تنتهي في 21 الجاري، تشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة الأدبية والثقافية، من بينها قراءات علنية من شعر العرعير في المراكز التجارية، وأماكن العمل، والمدارس، والمرافق العامّة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك طباعة كتاباته وتوزيعها بين الناس مجاناً.
ودعت “ناشرون من أجل فلسطين” الناشطين وأصحاب المكتبات والتشكيليين والكتاب والموسيقيين حول العالم، للاشتراك في الحملة في محاولة لـ”رفض الصمت والإسكات الذي يُمارسه الاحتلال”.
وقالت المجموعة بأنّ المشاركات لا تقتصر على قراءة نصوص صاحب “إذا كان لا بدّ أن أموت”، مذكرة بالعديد من شهداء القطاع الثقافي في غزة، ومنهم الشاعر سليم النفّار، والشاعرة هبة أبو ندى وغيرهما، إضافة إلى عشرات الكتّاب الذين ينتظرون موتهم في ظل الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال.
يذكر أن “ناشرون من أجل فلسطين” هي مجموعة تضامن عالمية تضمّ أكثر من 400 ناشر يدافعون عن العدالة وحرية التعبير وقوة الكلمة المكتوبة تضامناً مع شعب فلسطين، وترفض المحو أو الصمت، كما تسعى إلى مواجهة تواطؤ وسائل الإعلام الغربية والصناعات الثقافية مع المحتل.
أما رفعت العرعير، الذي يسمّى “صوت غزة”، فكان أحد مؤسسي مشروع “نحن لسنا أرقاماً” الذي جمع مؤلفين من القطاع بـمرشدين في الخارج يساعدونهم في كتابة قصص عن واقعهم باللغة الإنجليزية. العرعير، الذي عمل أستاذاً للأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية في غزة، أخذ على عاتقه مساعدة جيل من الكتاب الغزيين الشباب اعتمدوا على الكتابة بالإنجليزية لإيصال قصصهم الفلسطينية إلى العالم. رفض العرعير مغادرة شمال غزة بعد اشتداد الغارات عليه، وقبل استشهاده كتب القصيدة أدناه التي نقلها إلى العربية الروائي العراقي سنان أنطون.
إذا كان لا بدّ أن أموت
فلا بد أن تعيش أنت
لتروي حكايتي
لتبيع أشيائي
وتشتري قطعة قماش
وخيوطاً
(فلتكن بيضاء بذيل طويل)
كي يبصر طفل في مكان ما من غزّة
وهو يحدّق في السماء
منتظراً أباه الذي رحل فجأة
دون أن يودّع أحداً
ولا حتى لحمه
أو ذاته
يبصر الطائرة الورقيّة
طائرتي الورقية التي صنعتَها أنت
تحلّق في الأعالي
ويظنّ للحظة أن هناك ملاكاً
يُعيد الحب
إذا كان لا بد أن أموت
فليأتِ موتي بالأمل
فليصبح حكاية
المصدر : الميادين