وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي: الأميركيون يدفعوننا منذ سنوات إلى الانتحار
قال وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إنّ الولايات المتحدة الأميركية تدفع “إسرائيل منذ سنوات نحو الانتحار”، عبر الدفع نحو “حل الدولتين”.
ولدى تعليقه على كلام الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي ذكر فيه أنّ “الحكومة الإسرائيلية لا تريد حل الدولتين“، قال سموتريتش إنّه “يرى ذلك مديحاً”.
وخلال حديثه إلى الإعلام الإسرائيلي، رأى وزير مالية الاحتلال أنّ “حل الدولتين” هو كأن “تأخذ غزة، وتضاعفها 20 مرةً، وتضعها في منطقة تسيطر (عسكرياً بسبب الظروف على الأرض) على ثلاثة أرباع إسرائيل”.
وفي الوقت نفسه، أشار سموتريتش إلى أنّ لدى الاحتلال “منظومة علاقات جيدة جداً مع واشنطن”، مضيفاً أنّ “أحداً لم يتخيّل قوة التعاون الموجود اليوم” بين الجانبين.
وإذ لفت إلى أنّ الولايات المتحدة والاحتلال “صديقان منذ سنوات كثيرة جداً”، قال إنّ “خلافات كانت موجودةً لسنوات كثيرة أيضاً، ونحن نعرف كيف ندير هذه الخلافات مثل أصدقاء”.
ودعمت الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة، بذريعة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وكان آخر تجليات هذا الدعم الموقف الأميركي الرافض قرار وقف إطلاق النار في القطاع، الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدةالثلاثاء، بعد أن أفشلته في مجلس الأمن الجمعة الماضي.
يأتي كلام سموتريتش فيما يتزايد الحديث في الإعلام الإسرائيلي والغربي عن خلافات بين رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، جو بايدن.
وفي أعقاب قول بايدن إنّ على نتنياهو “تغيير حكومته المتشددة لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، وصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذا التصريح بـ”الانتقاد الاستثنائي”.
وأكد الإعلام الإسرائيلي أنّ كلام بايدن “قيل في الغرف المغلقة في البيت الأبيض، والآن يُقال علناً، ويظهّر الخلاف بين نتنياهو وبايدن”، مشيراً إلى أنّ “انفجاراً سيحدث بين نتنياهو وبايدن في نهاية الأمر”.
أما صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية فذكرت أنّ الانقسام بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، “أقرب حلفائها”، انفجر إلى العلن، بحيث حذّر بايدن من أنّ القادة الإسرائيليين يفقدون الدعم الدولي بسبب حربهم على غزة، ونتيجة رفض نتنياهو، بصورة قاطعة، الرؤية الأميركية لمرحلة ما بعد الحرب.
ورأت الصحيفة أنّ الدعم الأميركي القوي لـ”إسرائيل” يبدو وكأنّه “تراجع اليوم”، إذ تمثّل تعليقات بايدن “أكبر تغيير حتى الآن في اللغة” التي استخدمتها واشنطن فيما يتعلق بالاحتلال، منذ بدء الحرب.
وفي حين واجهت الحكومة الإسرائيلية إداناتٍ متزايدةً من جميع أنحاء العالم، بقي المسؤولون الأميركيون “استئناءً”، ولم يدينوها حتى صدور تصريحات بايدن.
وجاءت انتقادات بايدن الحادة لنتنياهو في الوقت الذي يواجه الرئيس الأميركي نفسه انتقاداتٍ متزايدةً أيضاً بشأن موقفه تجاه العدوان على غزة، “سواء من الرأي العام، أم من داخل حزبه الديمقراطي“، وفق ما أوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
المصدر : الميادين