عبد اللهيان أنذر…!
“في الوقت الذي تزدحم فيه المنطقة بالموفدين الديبلوماسيين وتشهد حراكاً وجولات ديبلوماسية على عواصم القرار في المنطقة، فإن الديبلوماسية الأميركية أولاً، والفرنسية ثانياً، كما المصرية والقطرية ثالثاُ مروراً بالجهود الإنسانية التي تبذلها الأمم المتحدة، قد فشلت كلها وحتى اللحظة، في الدخول فعلياً على خط الوقائع الميدانية والقرار الإسرائيلي بالمعركة الكبرى، وإن كانت نجحت في تأخير لحظتها.
وعلى المستوى اللبناني، فإن لبنان كله قد دخل في مناخ الحرب رغم أنها غير معلنة وبقاء المواجهات ضمن قواعد الإشتباك، فالإستنفارات على أكثر من صعيد سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي، وقد أُضيفت إليها أخيراً الإنذارات من دول غربية لرعاياها في لبنان بضرورة المغادرة، كما السيناريوهات المتداولة حول حرب قد تكون أكبر من لبنان، وخاضعة لوحدة الجبهات بعد وحدة الساحات.
وفي ضوء الرسائل الإيرانية الأخيرة للعمل على التهدئة، يبدو جلياً أن الإتصالات الديبلوماسية تسابق التطوّرات الميدانية، حيث يكشف الكاتب والمحلِّل السياسي قاسم قصير، أن الجهود الديبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة قد بدأت في الأسبوع الماضي، وبمعزلٍ عن كل الحشد والتعبئة العسكرية والسياسية.
وعلى هذا الصعيد، يوضح المحلِّل قصير ل”ليبانون ديبايت”، أن وتيرة الإتصالات الديبلوماسية قد تزايدت أخيراً، وهي تتواصل على أكثر من مستوى أميركي وعربي وإيراني.
وعن نتائج الديبلوماسية الأميركية من خلال جولة وزير الخارجية أنتوني بلينكن في المنطقة، يشير قصير، إلى أن الوزير بلينكن قد بدأها وسوف يستكملها الرئيس الأميركي جو بايدن، بالإضافة إلى التحركات الجارية من قبل إيران وفرنسا ومصر وتركيا وقطر والسعودية، والتي تركِّز على وقف النار ووقف التصعيد.
أمّا بالنسبة للجبهة اللبنانية والعمليات التي تنطلق منها باتجاه إسرائيل من قبل حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وانعكاسها على جبهة الجنوب، يؤكد قصير أن “حزب الله” ليس حارس حدود.
ورداً على سؤال، حول ما إذا كان يمكن القول إن لبنان في حالة حرب، أم أنه سيبقى بمنأى عن التصعيد، يقول قصير إن العمليات عبر الحدود سوف تستمر طالما أن العدوان مستمر على غزة، وبالتالي، فإن العمليات ستتصاعد من كل المجموعات الإسلامية.
وعن الموقف الأخير لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حول الرد على أي اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة، يرى قصير أن عبد اللهيان قد وجّه إنذاراً وفتح باب الحوار، وهدّد بأنه إذا لم يتوقف العدوان ستكون كل الجبهات مفتوحة.
المصدر : ليبانون ديبايت