منوعات

حزب الله يستخدم الدفاع الجوي لردع الطيران “الإسرائيلي”… فيُغيّر قواعد الاشتباك

ادخل حزب الله في المواجهة العسكرية مع العدو الاسرائيلي عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، سلاح الدفاع الجوي الذي لم يحسب له جيش الاحتلال الصهيوني حسابا، وهو يعلم بأن المقاومة في لبنان لديها من السلاح المتطور والنوعي، دون ان يملك معلومات كاملة عنه، بل يؤكد القادة العسكريون من الصهاينة ان حزب الله بات يمتلك اسلحة صاروخية متطورة من نوع “اس – اس 300” الروسية الصنع، اضافة الى الاسلحة الايرانية الصاروخية.

فاسقاط طائرة مسيرة من نوع “هرس – زيك 450” كان مفاجئا للعدو الصهيوني، كما باغتته المقاومة في اثناء العدوان على لبنان صيف 2006 ، حيث اطلقت صاروخا باتجاه بارجة حربية كانت تقف قبالة شاطىء الاوزاعي وتقصف الضاحية الجنوبية ، فخرج الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 14 تموز بعد يومين من بدء الحرب، ليعلن عبر شاشة تلفزيون المنار قائلا: “انظروا اليها في البحر انها تحترق”، فعطل بذلك سلاح البحرية “الاسرائيلية” او شل حركته، وابتعد عن المياه الاقليمية للبنان.
والمفاجأة الثانية في حرب صيف 2006 كانت مجزرة دبابات “الميركافا” من الجيل الرابع، حيث امطرت المقاومة هذه الدبابات بقذائف صاروخية من نوع “كورنيت”، وهو روسي الصنع وطورته المقاومة، فالحقت بالدبابات المعادية خسائر كبيرة في سهل الخيام ووادي الحجير واحرقتها وقتلت من فيها، حيث اضطر جيش الاحتلال الى وقف التقدم البري، بعد ان فشل سلاح الجو في تدمير قواعد ومنصات صواريخ المقاومة، وقد اعطى آنذاك رئيس الاركان في جيش العدو دان حالوتس وقتا ليدمر صواريخ المقاومة خلال 72 ساعة ويمنع انطلاقها نحو الكيان الصهيوني، لكنه فشل في محاولته، اذ كان يتساقط على الكيان الغاصب حوالى 100 و150 صاروخا يوميا، وان بعضها وصل الى مسافات بعيدة. واطلق السيد نصرالله شعار المقاومة في الحرب “الى حيفا وما بعد حيفا”، مما اضطر المستوطنون في الشمال الى النزوح الى اماكن بعيدة، فعطلت المقاومة هدف العدو الاسرائيلي بتدمير صواريخها.
وفي المواجهة العسكرية المستمرة منذ 8 تشرين الاول الماضي سندا لغزة، فان المقاومة لجأت الى الدفاع الجوي، حيث يتفوق العدو الاسرائيلي في الطيران بتدمير ليس البنى التحتية التي هي من “بنك اهدافه”، بل قصف المباني السكنية ودمّر المنازل على رؤوس ساكينها كما فعل في كل حروبه وآخرها غزة، سواء مع الجيوش العربية او مع المقاومة، وهذه نقطة ضعف عند الدول التي استهدفها العدو، فلجأت مثلا سوريا الى الاستعانة بالاتحاد السوفياتي الذي قدم لها صواريخ “سام” من انواع متعددة، للدفاع عن نفسها بوجه الطيران الحربي المعادي، واقام وزراء الدفاع العرب “رادار” في جبل الباروك بلبنان بعد حرب 1967 ، لمراقبة ورصد طيران العدو الاسرائيلي الذي لجأ الى تدميره.
فمنذ بدء المواجهة العسكرية الحالية مع العدو الاسرائيلي، كانت المقاومة تتحرك وفق ما يظهر في الميدان جنوبا، والذي تتطور العمليات العسكرية فيه، سواء في المسافة او في نوع السلاح المستخدم، حيث اظهر العدو الاسرائيلي قوة في الجو وفق ما يؤكد خبير عسكري، الذي يشير الى التقنيات التي ادخلها ايضا في الحرب لا سيما تلك التي تستخدم في الرصد والمتابعة التقنية، ورصد الهواتف لا سيما النقالة منها واصطياد الاهداف.

فبعد استخدام المقاومة للاسلحة الصاروخية من نوع “بركان” و “فالق واحد” وغيرهما، فانها تلجأ الى الدفاع الجوي الذي سيشل او يعطل حركة الطيران، سواء المسير او الحربي، وان مثل هذا السلاح سيبدل في قواعد الاشتباك، حيث يفرض الميدان حصول هذا التحول في سير المعارك العسكرية التي لا تعمل المقاومة على توسيعها، الا اذا فرض العدو ذلك، وهو ما اكد عليه السيد نصرالله الذي رسم خارطة طريق لانخراط المقاومة في معركة الاسناد لغزة، التي لو التزم العدو الاسرائيلي بقرارات الامم المتحدة وبما صدر عن محكمة العدل الدولية، وتجاوب مع مناشدات غالبية الدول وشعوبها له لوقف الحرب، لما كانت جبهة الجنوب استمرت بل هدأت التزاما بالهدف الذي وضعته المقاومة لها، وهو وقف العدوان على غزة.
فتوسيع العدو للحرب باتجاه مسافات بعيدة عن الجبهة، بدأ يفرض على المقاومة تغيير معادلة الاشتباك والتعاطي مع الميدان بما يلزم ، وفق ما يؤكد مصدر قيادي في حزب الله، الذي يشير الى ان رد المقاومة هو دائما على المواقع العسكرية “الاسرائيلية” لردع العدو عن توسيع الحرب، وان استهداف المستوطنات يأتي بعد قصف المدن والبلدات عند الشريط الحدودي او في اماكن بعيدة، وهذا ما بدأ يظهر في الميدان الذي منه ترسل المقاومة رسائلها للعدو الذي يهدد قادته بقصف لبنان كله.
ان وصول طيران العدو الى بعلبك في البقاع وعلى بعد حوالى 100 كلم عن الجبهة هو عدوان متوقع، يقول المصدر الذي يكشف بأن المقاومة تضع في خططها مثل هذه الاستهدافات، التي بدأت مع اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية وما ترمز اليه، فتعاملت المقاومة مع الحدث على انه محاولة لتوسيع المعركة، ولم تنجر اليها ما دامت هي حققت اهدافا في انخراطها في المواجهة كجبهة مساندة، كما فعلت قوى اخرى في محور المقاومة، فتم نزوح مئة الف مستوطن وتحولت شمال فلسطين الى جبهة عسكرية شل فيها كل شيء، ولن يحصل العدو على “حزام امني” في جنوب الليطاني كما فعل في العام 1978 ، فموازين القوى تبدلت لمصلحة المقاومة في لبنان على مدى عقود من الصراع مع العدو الصهيوني، الذي يلجأ الى وسطاء دوليين لتهدئة الجبهة، وهو ما لم يكن يحصل في الماضي. والعدو يعلم كما قادة دول بأن لبنان تحرر في المقاومة عام 2000 وصمد بفضلها في اثناء الحرب صيف 2006 ، ويستخرج ثروته النفطية ويحافظ على المائية بقوة مقاومته وتنسيقها مع الجيش. فالمواجهة العسكرية تتوسع، لكن الحرب ما زالت مضبوطة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى