منوعات

ذكرى الإسراء والمعراج بالأقصى.. غابت الاحتفالات وحضر الدعاء لغزة

حلّت ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام، على وقع مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وما تشهده الضفة الغربية من قتل واعتقالات وحواجز عسكرية، وفي ظل التضييقات المفروضة على المسجد الأقصى المبارك منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غابت الاحتفالات المعتادة، وحضرت الدعوات والتأييد للمقاومة الفلسطينية.

مرّت الذكرى هذا اليوم هادئة وحملت معها مشاعر الحزن والألم لما يجري في غزة، وتخوّفاً مما تحمله الأيام المقبلة للمسجد الأقصى خاصة في شهر رمضان الذي تحييه الأمة بالصلوات والعبادة.

تضييق مستمر

لم يكن الوصول إلى المسجد الأقصى هذا اليوم الذي صادف ذكرى الإسراء والمعراج أمراً ميسّراً لآلاف المقدسيين خاصة الفتية والشبان الذين توجب عليهم اجتياز ستة حواجز تفتيش عسكرية أقامها جنود وشرطة الاحتلال على مداخل أبواب البلدة القديمة من القدس وفي محاور الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، ما حال دون مشاركتهم في إحياء الذكرى والتي بدا فيها الأقصى بمصلياته جميعاً شبه خال من المصلين بعدما كانت أعدادهم في السنوات الماضية تُقدَّر بعشرات الآلاف، فيما اقتصر إحياء الذكرى على الشعائر الدينية.

عند مدخل باب العامود اعترض جنود الاحتلال طفلين لم يتعد عمراهما العاشرة ومنعوهما من دخول البلدة القديمة، وحين حاول أحدهما الاستفسار عن السبب ردّ عليه شرطي ناطق بالعربية “سمعت الكلام أو ما سمعت؟ يلا عالبيت”.

الأمر تكرر أيضاً عند أبواب المسجد الأقصى، حيث منعت قوات الاحتلال عشرات الشبان من دخوله، كما اعترضت سبيل فتيات ونساء وعرقلت دخولهن إلى المسجد بعد إخضاعهن للاستجواب والتحقق من بطاقاتهن الشخصية، في وقت انتشر العشرات من الجنود وعناصر شرطة الاحتلال بلباس مدني في ساحاته كافة لمراقبة الأسر التي حضرت للمشاركة في إحياء الذكرى وثم التجول في ساحاته مع أطفالهم.

المشهد برمته كان بوليسياً بامتياز بفعل ممارسات شرطة الاحتلال وملاحقتها للوافدين للمدينة المقدسة على قلة أعدادهم هذا العام.

عبّر مقدسيون التقاهم “العربي الجديد” عن حزنهم بهذه المناسبة، إزاء المذابح والمجازر بحق النساء والأطفال وعموم المدنيين في قطاع غزة وما رافقها من تدمير وقتل لكل مظاهر الحياة هناك من بشر وحجر وشجر وارتقاء عشرات الآلاف.

وقال المواطن معروف الينّو، إنه يتألم بشدة لأوضاع الشعب الفلسطيني في غزة، حيث تأتي هذه المناسبة في ذكرى الإسراء والمعراج، بينما ترزح القدس تحت الحصار والمنع وتقييد حركة الدخول إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

في حين أكد مواطن آخر هو محمود وزوز أبو عنتر دعمه للمقاومة ووصفها بأنها شرف الأمة، مندداً بالخذلان العربي والإسلامي الذي ترك غزة تُدمر ويقتل أبناؤها على مرأى من شعوب الأمتين العربية والإسلامية، كما هاجم شيوخ السلاطين الذين يتطاولون على المقاومة ورموزها ويطالبونها بالجهاد بالسنن.

في شارع الواد ببلدة القدس القديمة، اعتاد الوافدون إلى البلدة القديمة التوقف عند محلات الزغير حيث تباع في هذا المتجر الكتب الدينية وأشرطة الموشحات الدينية، لكن المشهد قرب المحل كان اليوم حزيناً إلى حد ما حيث بالكاد تبث هذه التواشيح.

في ساحات الأقصى كان الوضع مختلفا قليلا، تم توزيع حلوى الإسراء والمعراج، واختلطت مشاعر المقدسيين بين هذه الذكرى ودعوات النصرة لغزة وكف العدوان عنها والترحم على الشهداء.

عشرات الأسر التي حضرت مع أطفالها الذين مارسوا هوايتهم في اللعب وتقاذف الكرات، وكل هذا كان تحت عين شرطة الاحتلال الظاهرة والمتخفية.

مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب تحدث عن احتفالات اليوم في ذكرى الإسراء والمعراج، وترتيبات الأوقاف التي تمت اليوم لإحيائها باحتفال ديني شارك فيه عدد من كبار رجال الدين والشيوخ والعلماء، إذ استحضر المتحدثون سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ولم يسهب الخطيب في الحديث عن الترتيبات المستقبلية رغم جاهزية الأوقاف لها، بيد أن الأمر كله بيد الاحتلال حيث التخوف من منع المواطنين من الوصول بحرية لمسجدهم سواء من ضواحي المدينة المقدسة المتاخمة للبلدة القديمة أو من الضفة الغربية.

مثل هذا التخوف عبّر عنه صراحة الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الذي قال في تصريحات للصحافيين ومن بينهم مراسل “العربي الجديد”: إن الأوضاع منذ السابع من أكتوبر تشي بكثير من التحديات وانتهاك حرية الصلاة والعبادة، ورغم ذلك حث على شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى رغم القيود التي يضعها الاحتلال.

واستذكر حسين في حديثه أوضاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض للإبادة والقتل، داعياً إلى وقف العدوان والكف عن المسّ بالمدنيين هناك، مترحما على الشهداء

لم تشهد أسواق البلدة القديمة من القدس الازدحام الذي اعتاد عليها أصحاب المحال التجارية خاصة محلات الحلويات التي توافدت عليها هذا العام أعداد أقل من المعتاد من المواطنين الذين يشترون الحلويات لمعايدة الأهل والأقارب، بينما تبرعت بعض المحلات لتوزيعها على الوافدين كتقليد ضيافة سنوي، ومنهم من وزّعها على أرواح الشهداء في غزة وجنين ونابلس وطولكرم.

المصدر : العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى