أولويتها العلاقات الإسرائيلية السعودية.. خطة أميركية سرية “لما بعد غزة”
كشف موقع “هافينغتون بوست” الأميركي أنّ المسؤول الكبير في البيت الأبيض، بريت ماكغورك، طرح سراً خطةً مثيرة للجدل لإعادة إعمار قطاع غزّة بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي على القطاع، وذلك على الرغم من المخاوف الجدية لدى بعض المسؤولين داخل الإدارة الأميركية من أنّ هذه الخطة ستزرع بذور عدم الاستقرار في المنطقة مستقبلاً.
ونقل الموقع عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، أنّه في الأسابيع الأخيرة، كان ماكغورك يطرح على مسؤولي الأمن القومي الأميركي خطةً تقترح جدولاً زمنياً مدته 90 يوماً، لما يجب أن يحدث بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.
وأوضح المسؤولون أنّ الخطة تقول إنّه يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة الفلسطينية المدمرة إذا “أطلق المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون والسعوديون جهداً دبلوماسياً عاجلاً يعطي الأولوية لإقامة العلاقات الإسرائيلية السعودية”.
وستستخدم خطة ماكغورك حافز المساعدة لإعادة الإعمار من السعودية، وربما دول الخليج الغنية الأخرى مثل قطر والإمارات بهدف “الضغط على الفلسطينيين والإسرائيليين”، وفقاً للمسؤولين الأميركيون.
وضمن هذه الرؤية، يفترض ماكغورك أن “يوافق القادة الفلسطينيون على تشكيل حكومةٍ جديدة لكلٍ من قطاع غزّة والضفة الغربية”، ويخففون من انتقاداتهم لـ”إسرائيل”، في حين تقبل الأخيرة نفوذاً محدوداً في قطاع غزّة، بحسب ما كشف الموقع الأميركي.
وذكر تقرير الموقع أنّ ماكغورك يتولى قيادة التخطيط في واشنطن لقطاع غزّة ما بعد الحرب، موضحاً أنّ اقتراحاته تعكس سياسة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أي نهج التعامل مع الفلسطينيين “كفكرةٍ لاحقة”، وذلك حسبما قال المسؤولون الثلاثة.
وقيّم أحد المسؤولين الأميركيين الخطة بأنّها “تُخطئ الهدف”، فيما أوضح آخر أنّ خطة ماكغورك، تتصور أن يسافر بايدن إلى المنطقة في الأشهر المقبلة في “جولة نصر، لادّعاء الفضل في صفقةٍ إسرائيلية سعودية كإجابةٍ على آلام غزة”.
وأشار المسؤول إلى أنّ ماكغورك عرض رؤيته في وثيقةٍ سرية للغاية تمّت مشاركتها في بعض دوائر مؤسّسة الأمن القومي في واشنطن، وأنّها تتضمن اتفاقاً أولياً يُسمى “ميثاق القدس – جدة”.
وذكّر الموقع الأميركي إلى أنّ ماكغورك عمل سابقاً في قضايا الشرق الأوسط في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مضيفاً أنّه “بغض النظر عما إذا كانت خطته قابلة للتنفيذ، فإنّ لمستشار البيت الأبيض وفريقه مصلحة واضحة في محاولة كسب الدعم لها”.
واعتبر أحد المسؤولين الأميركين الذين تحدّثوا لـ”هافينغتون بوست” أنّ الأمر يتعلق “بدحض نقطة الحديث القائلة إنّ كل العمل الذي قام به ماكغورك بشأن التطبيع قد ضاع بسبب غزّة”، لافتاً إلى أنّه يقدّم خطته بسبب حاجته لـ”حفظ ماء الوجه”.
المصدر : الميادين