حول العالم

حقائق مشوّقة عن “الفرقة 162” الإسرائيليّة التي اقتحمت غزّة!

منذ يوم الجمعة 27 تشرين الأول الماضي، دخلت الفرقة 162 الإسرائيلية إلى قطاع غزة وتوغلت داخله من محور الشمال. في ذلك اليوم بدأ الاجتياح البري للقطاع واعتمدت إسرائيل على الفرقة المذكورة للتقدم، كما تم الإعتماد على لواء غفيعاتي وفرقة 401 وفرقة مشاة ناحال في التوغل من جهة الشمال الغربي قبالة ساحل غزة نحو مخيم الشاطئ، حسبما قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.
الفرقة 162 دخلت مخيم جباليا لتنفيذ عمليات “نوعية”، وذلك بحسب وصف أحد المتحدثين الرسمين باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الإنكليزية.
كذلك، تعتمد إسرائيل على الفرقة التي تشمل جنود مشاة ومهندسين ومدرعات، في تدمير المواقع الإستراتيجية والأساسية للتخطيط التابعة لحماس، وذلك وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
لكن اللبنانيين والمصريين يعرفون هذه الفرقة جيداً لأنها قاتلت في جنوب لبنان في “حرب تموز”، وكذلك انخرطت مع القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مدينة السويس المصرية في 1973. فما هي هذه الفرقة؟ وما هو تكوينها؟ وما هي مهمتها في غزة؟ وما هي أهم محطاتها التاريخية؟
فرقة نظامية وليست احتياط

الفرقة 162 هي فرقة نظامية في الجيش الإسرائيلي وليست من فرق الاحتياط، يقودها حاليا في غزة الجنرال إيتسيك كوهين الذي صرح لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن فرقته تعمل على “تفكيك قدرات حماس التي بنتها على مر السنين”.
ووفقاً لرويترز، برغم وجود الجنود الإسرائيليين على الأرض تمكنت الفصائل الفلسطينية من توجيه ضربات صاروخية إلى مستوطنات غلاف غزة ومنها ما وصل تل أبيب.

بالإضافة للجنود والمدرعات، تشمل الفرقة مجموعة بحث واستكشاف وفرق إمدادات طبية وغذائية وفريق تخطيط لوجستي ومهندسي معارك وتسليح.

ويحوي علم الفرقة صورة مدفع تخرج منه ألسنة لهب في إشارة إلى مهمة الفرقة الأساسية التي تتمثل في القصف المدفعي.

مهام صعبة في جباليا
نفذت الفرقة مهاما أخرى تمثلت في اجتياح جنود المشاة لمناطق الركام وأنقاض المباني المهدمة في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة.

ويتجاوز عدد سكان مخيم جباليا الذي يبعد 4 كيلومترات عن مركز مدينة غزة، الـ170 ألف نسمة منهم من بقي في المخيم ومنهم من نزح نحو الجنوب.

وتضم جباليا المستشفى الأندونيسي الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي وقصف أجزاء منه في الأيام الماضية بحجة أن أنفاق حماس تمتد تحته.

ومنذ الاجتياح البري، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلو الفصائل الفلسطينية في أغلب المناطق التي تقع إلى الشمال من وادي غزة الذي يقع في منتصف القطاع.

وتركزت مهمة الفرقة 162 في مخيمي جباليا والشاطئ، واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أكثر من 390 جندياً منذ 7 تشرين الأول، قرابة الـ50 منهم بعد الاجتياح البري.

لكن الناطق الرسمي باسم كتائب القسام كرر في خطاباته أن إسرائيل لا تعترف بالعدد الحقيقي لقتلاها.

ماذا عن مخيم الشاطئ؟

  المراسل الحربي لـ”تايمز أوف  إسرائيلإيمانويل فابين نقل عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن الفرقة 162 التي دخلت غزة من الشمال أكملت السيطرة على مخيم الشاطئ.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن مخيم الشاطئ كان مركزاً رئيسياً لحماس. بدوره، يشير المراسل الحربي في تقريره إلى أنّ القوات الإسرائيلية واجهت “مقاومة” في مخيم الشاطئ في الأيام القليلة الماضية.

وفي 14 تشرين الثاني الحالي، وقعت 4 اشتباكات على الأقل في مخيم الشاطئ بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية والفرقة 162 الإسرائيلية. المراسل الحربي إيمانويل فابين قال إن كل المنازل تقريباً في مخيم الشاطئ كانت مفخخة.

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 150 ألف إلى 200 ألف فلسطيني نزحوا من مخيم الشاطئ مع دخول القوات الإسرائيلية، واشتبكت قوات الفرقة 162 مع حوالى 200 من مقاتلي الفصائل في الشاطئ.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 162 تعمل على “تطهير منطقة الشاطئ بشكل منهجي من أي بنية تحتية لحماس“، بما في ذلك الأنفاق ومخابئ الأسلحة.

الفرقة 162 في لبنان ومصر

على الرغم من أن الفرقة مرتبطة بالقيادة العسكرية الجنوبية للجيش الإسرائيلي، إلا أن أرشيف صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية يحتوي على تقرير نشرته الصحيفة في 30 تموز عام 2006 يتحدث عن دخول الفرقة 162 حرب تموز في يومها الثامن عشر على الحدود الشمالية لفلسطين المحلتة.

وتحت قيادة العميد غي تسور وصلت الفرقة إلى نهر الليطاني وقرية بنت جبيل وظلت تشارك في معارك أو مناوشات ضد “حزب الله”.

وعثر جنود الفرقة على مخبأ كبير للأسلحة، بما في ذلك 10 صواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ آر بي جي في منطقة الطيبة في لبنان. حينها، أصيب 6 جنود بجروح خطيرة من الفرقة بحسب اعترافات الجيش الإسرائيلي.

كذلك، لعبت الفرقة 162 دوراً مهما في حرب تشرين الأول عام 1973 بين مصر وإسرائيل. في ذلك الوقت، تكونت الفرقة تحت قيادة أبراهام آدان حلقة حصار على مدينة السويس المصرية مستغلة إعلان وقف إطلاق النار بين الجيشين الإسرائيلي والمصري.

وقطعت الفرقة الإمدادات عن الجيش المصري الذي عبر قنوات السويس في طريقه لتحرير شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في 1967. كذلك، تلقت الفرقة خسائر فادحة في مصر بعد أن سجل الجيش المصري تفوقاً عسكرياً في حرب تشرين الأول.

المصدر : (بلينكس – blinx)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى