“الكابينت” يصادق على تمديد الخدمة العسكرية.. قرار يستبطن أزمات مستعصية
في خطوة تعكس التوترات الأمنية والاحتياجات العسكرية المتزايدة في كيان العدو، صادق “الكابينت” الصهيوني على قرار تمديد الخدمة العسكرية الإلزامية لمدة أربعة أشهر إضافية، لتصبح مدتها ستة وثلاثين شهرًا على مدى السنوات الثماني المقبلة.
وبحسب هيئة البثّ “الإسرائيلية”، فإنه من المقرر أن يُطرح هذا القرار للتصويت عليه في جلسة الحكومة الصهيونية القادمة بعد يومين، في محاولة لموازنة الاحتياجات العسكرية مع الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها كيان الاحتلال منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
الخبير في الشؤن الصهيونية نهاد أبو غوش أكد أن “هذا القرار يحمل دلالات عسكرية واضحة من الناحية العسكرية، إذ إنه يظهر أن تركيبة الجيش “الإسرائيلي” الحالية، والتي تعتمد على التكنولوجيا والقوات المدرعة والمشاة، لم تكن فعالة في الحروب، كما رأينا في غزة، تم استدعاء 360 ألف جندي ومع ذلك لم يكفِ ذلك لتنفيذ المطلوب على عدة جبهات”.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، قال أبو غوش إن “تمديد فترة الخدمة يشير إلى حاجة ماسة لمزيد من القوات، حيث تم استدعاء قوات الاحتياط عدة مرات خلال الحرب، الأمر الذي فرض على الجنود والضباط الذين يخدمون لفترات طويلة، وعلى المجتمع “الإسرائيلي” بأكمله أعباء اجتماعية واقتصادية وثقافية، ويزيد من الشك في جدوى هذه الخدمة خاصة في ظل حكومة تتلاعب بمصيرهم”.
وبحسب أبو غوش فإن “العقيدة العسكرية الصهيونية بحاجة إلى مراجعة شاملة، فالطريقة الحالية لبناء الجيش وتوزيع القوات على المشاة والمدرعات لم تعد فعالة، كما أن هناك حاجة لتقييم شامل لهذه الإستراتيجية، لكن ذلك يتطلب وقتًا طويلاً وربما سنوات لإعادة البناء والتكيف مع التحديات المستقبلية، حيث إن الاعتماد على شركات خاصة لتوفير الإمدادات والصيانة يجعل الجيش أقل استعدادًا لخوض تجارب صعبة كما حدث في غزة”.
وأوضح أبو غوش أن “موافقة “الكابينت” الصهيوني على قرار تمديد الخدمة في جيش العدو إلى 3 سنوات مرتبط بشكل وثيق بقرار تجنيد الحريديم الذين يشكلون وزنًا سياسيًا كبيرًا داخل كيان العدو لكنهم لا يشاركون في الخدمة العسكرية، ما يخلق شعورًا بالتمييز والظلم بين من يخدمون فعليًا، وقد يؤدي إلى تصاعد التوترات والانقسامات داخل المجتمع “الإسرائيلي”، وحتى داخل الجيش نفسه”.
وأشار إلى أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو “يواجه أزمة وجودية حقيقية إبان الحرب على غزة، والتي أثرت بشكل كبير على اقتصاد الكيان، حيث خسرت “إسرائيل” حوالي 75 مليار دولار، فضلًا عن انهيار قطاعات اقتصادية كاملة، وزيادة معدلات الهجرة العكسية”.
وشدد الخبير في الشؤون الصهيونية في ختام حديثه لـ”العهد” على أن “الكيان الصهيوني في مأزق حقيقي، ونتنياهو يستخدم الخطابات النارية والمزايدات للبقاء في السلطة، في ظل مواجهته لضغوط كبيرة من الداخل والخارج لإنهاء الحرب”.
المصدر : العهد الاخباري