تصريحات للملكة رانيا تُغضب بن غفير.. هذا ما قالته عن 7 أكتوبر وأزعج الوزير الإسرائيلي
قالت الملكة رانيا العبد الله، زوجة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية، الإثنين 11 مارس/آذار 2024، إن وقف إطلاق النار في غزة هو الأولوية رقم واحد، مضيقة أنه بقدر ما كان 7 من أكتوبر/تشرين الأول صادماً لإسرائيل، فليس لها الحق في ارتكاب فظائع تلو الأخرى بحق الفلسطينيين، في تصريحات أثارت غضب وزير الأمن الإسرائيلي، إيتمار بن غفير.
وأضافت الملكة رانيا أن إسرائيل شهدت واحداً من 7 تشرين الأول/أكتوبر، مثلما شهد الفلسطينيون 156 من سبعة تشرين الأول/أكتوبر، موضحة: “إنهم يمرون بها كل يوم، وقبل ذلك عاشوا 50 عاماً من الاحتلال، والقيود على الحركة، والسيطرة على كل جانب من جوانب حياتهم، والإذلال”.
وتابعت في تصريحاتها: “إذا كان لي أن أخاطب الجمهور الإسرائيلي أود أن أقول إذا كنت تريد السلام والأمن، فعليك أن تعالج هذا الظلم الكبير على عتبة دارك.. لا توجد طرق مختصرة”.
كما أشارت إلى أنه ليس من الصدفة أن نشهد واحدة من أعنف حلقات الصراع في ظل أحد أكثر الأنظمة جموداً وعنصرية في تاريخ إسرائيل. وقال بنيامين نتنياهو إن سياسته تقوم على مبدأ “فرِّق تسُد”.
وتابعت الملكة رانيا: “حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، تم تسجيل رقم قياسي في توسيع المستوطنات… ويُسمح لإسرائيل أيضاً بانتهاك القانون الدولي؛ وطالما أن حلفائها لا يطالبونها بتحمل المسؤولية، فإن إحساسها بالحصانة سيزداد. منذ سنوات ظلت إسرائيل تتحدث عن السلام؛ لكنها حكمت عليه بالموت من خلال المستوطنات”.
وأثارت مقابلة الملكة رانيا غضباً في فلسطين المحتلة ؛ إذ علَّق وزير الأمن القومي لدولة الاحتلال إيتمار بن غفير على المقابلة وهاجم الملكة رانيا.
وكتب بن غفير في تغريدة نشرها عبر منصة إكس أنه على الملكة رانيا أن تتذكر ما فعله والد زوجها عندما واجه مشاكل مع ما وصفه بـ”الإرهاب الفلسطيني”. وأضاف: “يرسل لكم أيلول الأسود أطيب التحيات”.
وتحدثت الملكة رانيا مع الإعلامية كريستيان أمانبور عبر الستلايت من قاعدة الملك عبد الله الثاني الجوية، حيث كانت قد اطلعت، قبل المقابلة، على كيفية تجهيز المساعدات الغذائية والإغاثية لإرسالها مباشرة إلى سكان غزة عبر الإنزالات الجوية.
وقالت منذ بداية هذه الحرب قامت إسرائيل بقطع كل ما هو ضروري لاستمرارية حياة الإنسان، الغذاء والوقود والمأوى والدواء والمياه، وذلك مستمر منذ خمسة أشهر مما جعل أهل غزة معتمدين بشكل كامل على المساعدات الخارجية، وفي الواقع، وبشكل منهجي، إسرائيل رفضت وقامت بتأخير الكثير من تلك المساعدات، وفي بعض الأحيان يتم قصف قوافل تحمل هذه المساعدات، وإطلاق النار على الذين يحاولون أخذ أي موارد شحيحة يمكنهم الحصول عليها.
وبيَّنت أنه وفي شمال غزة الناس ليسوا على حافة المجاعة، بل في الواقع هم يموتون جوعاً، ويبدأ الأمر بالأكثر ضعفاً: كبار السن، والجرحى، والأطفال. إننا نسمع عن أعداد متزايدة من الأطفال الذين يموتون نتيجة سوء التغذية الحاد والعطش، مشيرة إلى أنه في حال لم تتغير الأمور، ستتزايد هذه الحالات في أنحاء القطاع.
ومع دخول حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة شهرها السادس، تتفاقم معاناة سكان القطاع، ولا سيما مناطق الشمال والوسط، جراء حصار مشدد جعل الغذاء شحيحاً حتى باتوا على حافة مجاعة حقيقية، أودت بحياة نحو 27 شخصاً أغلبهم من الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية.
وفي محاولة لتدارك الأزمة، تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جواً على مناطق شمال القطاع، إلا أنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
المصدر: عربي بوست