منوعات

قنصاً وقصفاً.. إسرائيل تلاحق العائدين إلى منازلهم شمالي غزة

شمالي قطاع غزة، تتواصل غارات الاحتلال الإسرائيلي على المناطق المدمرة رغم انسحابه منها خلال الأسابيع الأخيرة، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين يحاولون العودة إلى منازلهم لتفقد الأضرار.

ويتعرض الفلسطينيون لتهديدات حيث يستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي القناصة والطائرات المسيرة “الكواد كابتر”، والقصف بالطائرات الحربية لاستهداف المدنيين في المناطق التي انسحب منها.

عائلة الشنطي، التي نزحت من شرق مخيم جباليا، وقعت في فخ الأمان المصطنع عندما قررت أن تتفحص منزلها والأضرار التي لحقت به بعد الانسحاب الإسرائيلي.

فقررت الذهاب للمنزل في ظل الهدوء الحذر الذي ساد المناطق الشمالية، وجمع أفراد من تلك العائلة شجاعتهم وانطلقوا معًا مقررين التوجه لتفقد منزلهم.

لكن هذا الهدوء كان مجرد خدعة، حيث انقضت الطائرات الحربية فور وصولهم إلى المنزل وشنت هجومًا عليهم، ما أسفر عن مقتل 10 أفراد من العائلة.

تلك الغارة الإسرائيلية حولت السماء إلى سحابة دخان سوداء، مليئة بالغبار والحجارة المتطايرة، وأشلاء القتلى المتناثرة.

وحال القصف الإسرائيلي وانتشار الطائرات المسيرة التي تطلق الرصاص الحي دون وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني لنقل الضحايا إلى مستشفيات شمال القطاع التي تعاني أوضاعا صعبة جراء الحصار المتواصل منذ بدء الحرب على القطاع.

كما أن الغارات الإسرائيلية السابقة على تلك المنطقة الشرقية لمخيم جباليا ظهرت آثارها على المباني والبنية التحتية، حيث تحولت الأحياء السكنية إلى أطلال وتم تدمير العديد من المنازل والمرافق العامة مثل المدارس والمستشفيات والمراكز الاجتماعية.

وقال الشاب يسري الشنطي: “أثناء عودة أبناء العائلة لمنزلهم لتفقده تعرضوا للقصف وإطلاق نار بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاد 10 منهم”. وأضاف: “أبناء العائلة ذهبوا لتفقد منزلهم وما أصابه خلال فترة التوغل البري لكن عادوا جثثا، الاحتلال لم يرحمهم”.

وأوضح أن “المناطق الشرقية لمخيم جباليا تشهد قصفاً وإطلاق نار بشكل كبير عقب الانسحاب الإسرائيلي منها”.

وتابع: “نزحنا من المناطق الشرقية للمخيم عقب العدوان الإسرائيلي ونحلم الأن بالعودة لمنازلنا التي دمر الاحتلال جزءا كبيرا منها”.

وبحسب الشهود، “يواجه المواطنون صعوبة في التوجه لتفقد منازلهم في المناطق الشرقية لمخيم جباليا، بسبب القصف وإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي”.

وذكر الشهود: “يتعرض أي شخص يقوم بذلك للخطر سواء بالقصف أو إطلاق النار من الطائرات المسيرة الكواد كابتر التي تنشط بكثافة في تلك المناطق”.

وأوضحوا أن “الفلسطينيين يخشون عدم العودة إلى منازلهم، وإقامة مناطق عازلة من قبل الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق”.

وخلال الأسابيع الماضية، قام الجيش الإسرائيلي بنشر مقاطع فيديو تظهر تفجير أحياء سكنية ومنشآت مدنية بالكامل قرب الشريط الحدودي بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قالت إن الجيش بدأ بهدم مبان في بعض الأماكن لإنشاء “منطقة عازلة” على امتداد حدود غزة.

وفي 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت الإدارة الأميركية إنها لا تؤيد فكرة إسرائيل إنشاء “منطقة عازلة” في غزة، وإنه ينبغي الحفاظ على حدودها، بحسب ما جاء على لسان منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في مؤتمر صحافي.

وأكد كيربي، حينها، أن واشنطن لا تؤيد خطة إسرائيل لإنشاء “منطقة عازلة” حول غزة.

وقال: “وجهة نظرنا بشأن هذه القضية لم تتغير، لا نريد أن نرى تقليص أراضي غزة بأي شكل من الأشكال، ولا نؤيد ذلك”.

وكشف الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق في الضواحي الشمالية الغربية لمحافظتي غزة وشمال القطاع، في 1 فبراير/ شباط الجاري، لأول مرة منذ بدء عمليته البرية، عن حجم الدمار الذي طاول المناطق السكنية والمعالم الدينية والبنى التحتية.

وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية شملت توغله في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة والشمال.

ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير/كانون الثاني الفائت انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية.

المصدر : (الأناضول)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى