منوعات

معارك شرسة في خانيونس.. ماذا كشف أبو عبيدة عن عمليات المقاومة؟

دارت معارك عنيفة اليوم الخميس بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي المقاومة الفلسطينية في جنوب قطاع غزة، ولا سيما في مدينة خانيونس، غداة قصف ملجأ تابع للأمم المتحدة يؤوي نازحين فلسطينيين ما أثار تنديدًا شديدًا.

من جهته، أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عن تدمير 68 آلية عسكرية كليًا أو جزئيًا والقضاء على 53 جنديًا إسرائيليًا من نقطة الصفر خلال الأسبوع الماضي.

وأوضح أبو عبيدة في تصريح عبر حسابه على “تلغرام”: “أكد مجاهدونا إجهازهم على 53 جنديًا صهيونيًا من نقطة الصفر، وتم قنص 9 جنود وإيقاع العشرات بين قتيل وجريح في 57 مهمة عسكرية مختلفة”.

وأشار إلى استهداف القوات الإسرائيلية بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات، ونجاح كتائب القسام في تفجير منازل ومداخل أنفاق وحقول ألغام في صفوف العدو خلال الأسبوع الماضي.

وأوضح أيضًا أن القسام نجحت في إسقاط طائرتي استطلاع من طراز “سكاي لارك” والاستيلاء على 8 طائرات “درون”، بما في ذلك طائرتين انتحاريتين، بالإضافة إلى قصف التحشدات العسكرية بالقذائف والصواريخ في جميع محاور القتال.

في غضون ذلك، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الخميس أنّ 50 فلسطينيًا استشهدوا خلال الـ 24 ساعة الماضية في خانيونس، حيث زعم الجيش الإسرائيلي بأن قناصة تابعين له قتلوا عددًا من المقاتلين.

وفي تطور لاحق، قال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة: إن “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت بغزة راح ضحيتها 20 شهيدًا و150 إصابة”.

من جهته، قال جيش الاحتلال في بيان إنّ سلاح الجو استهدف عناصر من حماس في وسط وشمال قطاع غزة وأن مقاتلين آخرين قتلوا في “معارك مباشرة”، حسب زعمه.

وفي دير البلح في وسط قطاع غزة، أظهرت مقاطع فيديو لـ”فرانس برس” قبورًا كُتبت علها أسماء الشهداء، في شوارع مغطاة بالحطام وبين مبان نخرتها القذائف.

وقال أحمد عبد السلام، أحد سكان مخيم المغازي للاجئين في المدينة، “إنها تشبه القبور، لكنها ليست قبورًا حقيقية”. وأضاف: “إنها مقابر جماعية دفنّا فيها عائلات بأكملها، تمت إبادتها”.

وأعلن جيش الاحتلال أنه “حاصر” خانيونس، ودعا السكان إلى التوجه جنوبًا إلى رفح على الحدود مع مصر، لكن المعارك تجعل الانتقال خطيرًا إلى هذه المنطقة حيث يحتشد القسم الأكبر من النازحين جراء الحرب وعددهم 1,7 مليون فلسطيني.

إلى ذلك أعلن مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة توماس وايت أن قذيفتي دبابة أصابتا الأربعاء مبنى للأمم المتحدة في خانيونس لجأ إليه آلاف النازحين الفلسطينيين. وقال وايت في بيان الخميس: “تم تأكيد مقتل 12 شخصًا وإصابة أكثر من 75 آخرين، 15 منهم في حالة حرجة”.

وأفادت وكالة “الأونروا” الخميس بأن الجيش الإسرائيلي أمر النازحين بمغادرة مركز الإيواء الذي تعرض للقصف، مؤكدةً شهادات نازحين في المركز قالوا إن الجيش أمهلهم حتى الخامسة من بعد ظهر الجمعة للمغادرة.

وعقب تعرّض المركز للقصف، قال المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني إن الملجأ معروف وتمت “مشاركة إحداثياته بوضوح مع السلطات الإسرائيلية”، منددًا بـ”انتهاك صارخ لقواعد الحرب الأساسية”.

وكان البيت الأبيض قد ندد بالقصف مكررًا موقفه بأن إسرائيل تتحمل “مسؤولية حماية المدنيين” في حربها على قطاع غزة، فيما دعت وزارة الخارجية إلى “حماية” مواقع الأمم المتحدة.

ويستمر تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني الصغير المحاصر، فيما تجري نقاشات في القاهرة حول هدنة جديدة محتملة.

وقالت لطيفة أبو رزق: “تعبنا، توقفوا، الجميع يتوقف، كل الدول ليست قادرة على أن تضغط على إسرائيل؟ أميركا وقفت إلى جانبهم، نحن لا أحد قادر على الوقوف معنا؟!”.

بموازاة ذلك، قطع مئات المتظاهرين لفترة وجيزة مساء الأربعاء شارعًا في تل أبيب مطالبين حكومة بنيامين نتنياهو بالقبول بهدنة أو حتى بوقف إطلاق نار.

وتحاول دولة قطر ومصر والولايات المتحدة حالياً التوسط للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة، تكون أطول من السابقة وتتيح الإفراج عن المحتجزين وأسرى فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

إلى ذلك، قال مراسل “العربي” إن عشرات الشهداء والمصابين نقلوا إلى مستشفى ناصر بعد استهداف دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي تجمعاتِ النازحين.

وقال مراسلنا إن الدباباتِ استهدفت النازحين بمنطقة الضهرة غرب خانيونس، بينما وثقت مقاطعُ مصورة مشاهدَ نقل الشهداء والإصابات إلى المستشفى مع استمرار غارات وقصفِ الاحتلال النازحين في مراكزِ الإيواء والمنازل.

وفي السياق، قالت نبال فرسخ المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقم الجمعية تعمل في ظروف سيئة وتحت تهديدات جيش الاحتلال الذي يمنع وصول مركبات الإسعاف ونقلَ الجرحى ويفرض حصارًا على المستشفيات.

وجددت فرسخ، في حديث إلى “العربي” من رام الله، الدعوة إلى وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية. وأضافت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الوضع الإنساني في غزة سيئٌ للغاية، وأن المواطنين يواجهون مجاعة حقيقية في ظل شح المياه وسرعة انتشار الأمراض الخطيرة، بسبب اكتظاظ المكان بالنازحين وعدم وتوفر وسائل النظافة.

من جهته، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس إن إسرائيل تستهدف المستشفياتَ وتقصفُ خانيونس جنوبي قطاع غزة ، وتعيد ما حدث في الشمال من حصار ومنع دخول المساعدات.

وأضاف في حديث إلى “العربي”: لا بد من ضغط دولي حقيقي لتوقف إسرائيل عدوانها على غزة.

من جهة أُخرى، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إصابة 38 جنديًا خلال الساعات الـ 24 الماضية، بينهم 8 في المعارك البرية بقطاع غزة، دون أن يوضح أماكن إصابة باقي الجنود.

ووفق معطيات الجيش المنشورة على موقعه الرسمي، ارتفع “عدد الجنود والضباط الجرحى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، إلى 2748، ارتفاعًا من 2710 أمس (الأربعاء)”، وبذلك يكون 38 جنديًا وضابطًا أصيبوا منذ الأربعاء.

وأشار الجيش إلى أن “418 أصيبوا بجروح خطيرة، و719 بجروح متوسطة، و1611 بجروح طفيفة”.

وأوضح أن “من بين هؤلاء 1258 أصيبوا في المعارك البرية بقطاع غزة، ارتفاعًا من 1250، الأربعاء”، وبذلك يكون 8 أصيبوا في المعارك البرية في قطاع غزة منذ الأربعاء.

واستنادًا إلى معطيات الجيش، فإن “396 جنديًا وضابطًا ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات، بينهم 38 في حالة خطيرة، و253 متوسطة و105 طفيفة”.

يذكر أن جيش الاحتلال أعلن ارتفاع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي إلى 556، بينهم 219 منذ بداية التوغل البري في قطاع غزة، في 27 من الشهر ذاته.

المصدر : العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى