هآرتس: اليوم الأكثر دموية لإسرائيل في غزة يثير تساؤلات حول القادم
قالت “هآرتس” إن مقتل 21 جنديا من الجيش الإسرائيلي في حادثة واحدة يثبت خطورة العمليات البرية التي تستخدم كميات كبيرة من المتفجرات، كما أنه يشكك في جدوى إنشاء منطقة عازلة على حدود غزة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية -في تقرير لأنشيل فيفر- أن عملية يوم الاثنين لم تكن المرة الأولى التي تضج فيها مجموعات واتساب وتليغرام الإسرائيلية بشائعات مظلمة عن أخبار رهيبة من داخل غزة، تكون أحيانا مبنية على الواقع، وأحيانا تحريضا من قبل مصادر معادية، إلا أن ما تبين صباح الثلاثاء كان صحيحا وكان أمرا يفوق التصديق.
فقد كان 22 يناير/كانون الثاني هو “اليوم الأكثر دموية بالنسبة لإسرائيل” منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث قتل 3 ضباط مظليين غرب خان يونس، من بين 24 جنديا في 24 ساعة. لكن الـ21 الآخرين، كلهم من قوات الاحتياط، 19 منهم من لواء المشاة 261، واثنان من اللواء 205 المدرع الذي يعمل إلى جانبهم. وقد قتلوا بمخيم المغازي للاجئين، على بعد 600 متر فقط من الحدود.
ويعمل الجيش الإسرائيلي بالمغازي -بعد طرد جميع السكان تقريبا- على هدم المباني والأنفاق، وقد قتل جنديان داخل دبابة كانت تؤمن القوة، ثم انفجرت مواد متفجرة داخل المباني الذي كانت قوة المشاة داخله وهي تستعد لتدميره، مما أسفر عن مقتل 19 جنديا.
ولا يزال السبب المباشر للانفجارات قيد التحقيق، خاصة أن 6 جنود قتلوا يوم 8 يناير/كانون الثاني، في انفجار آخر مبكر، عندما كانت القوات الإسرائيلية تحاول تدمير نفق أسفل معسكر البريج.
وسواء كان السبب هو نيران حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو مجرد نوع من الحوادث عندما تستخدم مواد شديدة الانفجار وبالقرب من قوة نيران هائلة، فإن هذا هو نوع الحوادث التي ستستمر -كما تقول الصحيفة- وتتسبب في خسائر بشرية أكثر من القتال الفعلي.
وقد اعترف كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بأن محاولات تدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية العسكرية والأنفاق والمباني التابعة لحماس، قبل أن يقلص الجيش الإسرائيلي وجوده، لا بد أن تكون مكلفة، وفي 22 يناير/كانون الثاني كان الثمن 21 جنديا قتيلا.
وتساءلت الصحيفة: هل ما حدث جزء من خطة أوسع لإنشاء منطقة عازلة بطول ألف متر على حدود فلسطين المحتلة ؟ لترد بأن جنودا وضباطا تحدثوا عن هذه المنطقة العازلة، وكان العمل عليها واضحا في المناطق القريبة بالقطاع الشمالي التي سويت جميع الشوارع فيها بالأرض، رغم أن القانون الدولي لا يجيز مثل هذه المناطق.
ومع أن الحكومة الإسرائيلية أكدت لإدارة بايدن وحلفاء آخرين أنها لا تنوي احتلال أي جزء من قطاع غزة، وأنها بمجرد تدمير حماس وانتهاء الحرب ستغادر، فسوف يصر الجيش الإسرائيلي على أن المنطقة العازلة مؤقتة، ولكن يصعب أن تعلن حكومة إسرائيلية عن الانسحاب الكامل منها، علما بأن أنفاقا لم يكتشفها الجيش الأشهر الأخيرة يمكن استخدامها للعمل من أسفل المنطقة العازلة.
وختمت هآرتس بأنه في ظل غياب أي توجه إستراتيجي واضح من حكومة نتنياهو، التي أثبتت عجزها حتى عن إجراء نقاش وزاري حول سياسة “اليوم التالي” لحربها على غزة، فإن الحل الوحيد الذي يمكن للجيش الإسرائيلي التوصل إليه الوقت الحالي خطير، مثل عمليات الهدم التي ستستمر في التسبب بوقوع إصابات، ومنطقة عازلة مؤقتة قد تخدم أو لا تخدم غرضها وتصبح شبه دائمة.