منوعات

المعركة تتجه نحو التصعيد النوعي.. فهل يتوسع نطاقها؟

بدأت المعركة بين “حزب الله” واسرائيل تأخذ اشكالاً مختلفة أكثر خطورة، الامر الذي قد يؤدي الى زيادة احتمالات التدحرج الى حرب شاملة لا يمكن ضبط تطورها او إتساعها. من هنا بدأ الحديث مجددا عن كيفية ضبط الجبهة الجنوبية من خلال وسطاء ومبعوثين دوليين كثفوا اتصالاتهم ورسائلهم الترغيبية والتهديدية الى حارة حريك، من دون ان يؤدي ذلك الى اي نتيجة.

بحسب مصادر مطلعة فإن “حزب الله” لم يبدا بعد توسيع نطاق نيرانه بالرغم من ان لديه قراءة واضحة تشير الى ان تل ابيب تعمل على استهداف مراكز تابعة له ليس لها اي علاقة بالمعركة الحالية، بمعنى ان الاستهدافات الاسرائيلية انتقلت من كونها عمليات اشتباك للرد على نيران الحزب او تحركاته ضد قواتها على الحدود لتصبح عمليات ضد الحزب عموما، حتى لو لم يكن الهدف على علاقة بالحرب.

وتقول المصادر ان هذا التوجه بدأت تظهر معالمه منذ قررت تل ابيب استهداف “حزب الله” في سوريا بشكل يؤدي الى سقوط عناصر من الحزب، علما ان الحزب لم يستخدم اي من قواته في سوريا في اطار العمل العسكري ضد اسرائيل منذ بدء الحرب على غزة. لكن عدم قيام الحزب بالرد على هذه العمليات العسكرية وبالتالي عدم ردع تل ابيب، دفع الجيش الاسرائيلي الى استخدام الأسلوب نفسه في لبنان، وان بوتيرة خفيفة.

وتؤكد المصادر ان سلاح الجو الاسرائيلي يستهدف بنك اهداف لا علاقة له بالمعركة، بعد ان كان يركز استهدافاته على مراكز مرتبطة بسلاح المسيّرات واسلحة الدفاع الجوي، وهذا ما قد يؤدي الى امرين خطيرين، الاول رد عنيف من الحزب وبالتالي تدحرج المعركة الى ردود واسعة وردود مضادة، اما الامر الثاني فهو اصابة تل ابيب لهدف كبير تابع للحزب لا يمكن السكوت عنه بسهولة.

وتجد المصادر ان تطوير اسرائيل لحربها على الحزب يعود الى فشلها في ردعه عند الحافة الامامية، اذ انه، ومع تطور العمل العسكري ومرور الايام، عدّل الحزب تكتيكاته وباتت اصابة اسرائيل للعناصر الذين يقومون بعمليات عسكرية ضدها امراً صعبا، فكان لا بد من توجيه ضربات اخرى لتحقيق التوازن الردعي في مواجهة قوات الحزب العسكرية وهذا ما يحصل في سوريا وفي بعض المناطق البعيدة عن الحدود في لبنان

كل ذلك ادى الى قيام “حزب الله” في اليومين الماضيين بعمليات استهداف لنقاط بعيدة عن الخط الامامي للحدود عبر طائرات استطلاع انتحارية، وهو ما قد يكون محاولة للرد على التصعيد الاسرائيلي. فهل نكون امام ايام خطيرة لناحية حصول خطأ غير محسوب يؤدي الى تدهور سريع في الاوضاع العسكرية واندلاع معركة مفتوحة، ام ان حرص جميع الاطراف على عدم الانزلاق سيكون اقوى من كل ما يحصل اليوم؟

المصدر : لبنان ٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى