مخاطر القذائف الفوسفورية تتعدى الحرف: إشعاعات نووية في الجنوب
كتب فؤاد بزي في” الاخبار”: لا يقتصر تأثير القذائف الفوسفورية التي يستخدمها العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على جنوب لبنان على التسبّب بإحراق أحراج الأشجار المعمّرة وبساتين الزيتون، بل تمتد تأثيراتها إلى مدة زمنية طويلة، وتتسبّب بتسميم التربة وتلويثها بالمعادن الثقيلة وصولاً إلى الإشعاعات النووية. إذ إن القذائف المستخدمة تحتوي، إضافة إلى الفوسفور الأبيض، على معادن ثقيلة يؤدي ترسّبها في الأرض إلى تغيّرات في نوعية التربة، وتقلّل من خصوبة الأرض وجودة المحاصيل وفقاً لدراسات أجراها مهندسون زراعيون أكّدوا أنّ العدو يهدف إلى «القضاء على الغطاء الحرجي في مناطق الحافة الأمامية المتاخمة للحدود الفلسطينية»، مشبّهين الأمر بـ«القصف الأميركي للغابات الفيتنامية بالمبيدات للقضاء على الأشجار».الخبير في الزراعة المستدامة المهندس قاسم جوني وصف قصف العدو للأحراج بـ«الإرهاب البيئي». وأكّدت دراسة أجراها جوني حول أثر القنابل الفوسفورية، نشرتها الجامعة الأميركية في بيروت، أنّ المواد الموجودة في القذائف الفوسفورية «تعرّض التربة للتعرية والحرق، وتجرّدها من المواد العضوية والرطوبة الأساسية للزراعات البعلية المعتمدة جنوباً كزراعة الزيتون».
يؤكد جوني أنّ الأراضي المحروقة بالفوسفور يمكن إعادة استخدامها للزراعة بشرط إعادة تأهيلها عبر إعادة دمج المواد العضوية المحروقة في التربة باستخدام التسميد الطبيعي ومخلّفات الحيوانات كالبقر والدواجن. أما المواد المعدنية المساعدة على نمو المزروعات فتستبدل مرحلياً بالسماد الكيميائي، بحسب نوعية الأرض، لافتاً إلى ضرورة العودة إلى المهندسين الزراعيين قبل استخدام الأسمدة، إذ تختلف باختلاف طبيعة الأرض والمزروعات الموجودة فيها. فيما يؤكد مهندس زراعي شارك في عمليات الكشف جنوباً أن «عملية تنقية الأرض من الشوائب طويلة ومكلفة، لذلك ينبغي على الدولة أن تتحمّل مسؤولياتها في هذا الشأن، بعد إجراء فحوصات مخبرية مهنية توضح وضع التربة والمياه في المناطق المستهدفة».