حول العالم

بايدن يقوم بتشكيل “خطوط حمراء” للتعامل مع إسرائيل

قالت مجلة نيوزويك إن الولايات المتحدة بدت تائهة في التعامل مع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أن أصبح الرئيس جو بايدن أكثر ميلا إلى الضغط على تل أبيب من أجل كبح جماح تصرفاتها في غزة، بعد أن أثارت غاراتها الجوية العنيفة احتجاجات عالمية.

وأوضح مايكل دوران، رئيس مجلس الأمن القومي في عهد جورج بوش الابن، للمجلة أن “بايدن أصبح مع استمرار الحرب يميل إلى الضغط على إسرائيل من أجل ضبط النفس بعد أن حققت بعض النجاح العسكري الواضح”، مما يعني أنه يقوم بتشكيل “خطوط حمراء” للكيفية التي تريد بها واشنطن أن تتعامل إسرائيل مع الصراع من الآن فصاعدا، بالإضافة إلى تكرار دعمه لحل الدولتين عندما ينتهي الصراع.

وكان بايدن قد قال، أثناء زيارته تل أبيب بعيد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للإسرائيليين “لستم وحدكم”، وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي “نحن لا نرسم خطوطا حمراء لإسرائيل”، كما جاء في تقرير بقلم كبير مراسلي الأخبار بالمجلة بريندان كول.

ولكن الحال كما يبدو لم تعد كذلك، حسب المجلة، فقد تغيرت لهجة بايدن في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي عندما قاطعه أحد المتظاهرين داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، ليقول للمرة الأولى إنه من أجل تأمين إطلاق سراح المحتجزين “أعتقد أننا بحاجة إلى توقف مؤقت”.

وبعد أن أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في قطاع غزة، زاعما أنه مركز لحماس التي نفت ذلك، دعا بايدن إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات “أقل تدخلا” في غزة، وحذر من أنه “يجب حماية المستشفيات”، ليعلق دوران بأنه “كان هناك دائما خط رفيع بين إظهار الدعم لإسرائيل والرغبة في كبح جماحها منذ البداية”.

وقال دوران إن بايدن يواجه ظروفا غير مسبوقة لصعوبة تحقيق التوازن بين حماية القواعد الأميركية في الشرق الأوسط ممن وصفهم بوكلاء إيران الذين نفذوا هجمات متكررة، وبين حماية صناديق الاقتراع عام 2024 من المظاهرات في الولايات المتحدة وغضب الناخبين المسلمين، خاصة في ميشيغان.

وعندما طلب بايدن لصالح إسرائيل حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 14.3 مليار دولار من الكونغرس، نصحه دبلوماسيون غربيون بالضغط على رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لتخفيف عمليتها العسكرية، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن أمام إسرائيل “أسبوعين أو ثلاثة” قبل أن تأتي الضغوط للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكد بايدن أن “وقف إطلاق النار ليس سلاما”، وقال إنه “يجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال لها، ولا منع ولا حصار عليها، ولا تقليص للأراضي”، مذكرا -في دعوته لحل الدولتين- بأن قطاع غزة والضفة الغربية “يجب إعادة توحيدهما في ظل هيكل حكم واحد، وفي ظل سلطة فلسطينية متجددة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أول أمس الاثنين إن الولايات المتحدة تريد “هدنة أطول” ودخول “المزيد من المساعدات الإنسانية” إلى غزة، وأكد ضرورة “حماية” المدارس والمستشفيات، قائلا “لا نريد أن نراها تقصف من الجو”، مشيرا إلى مقتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين.

وقال توماس غيفت، مدير مركز السياسة الأميركية في جامعة كوليدج لندن، إن “لغة البيت الأبيض وسياسته تتشكل من خلال الاعتبارات السياسية الداخلية”، موضحا أن “مطالبة حزب بايدن بوقف إطلاق النار محاولة من الإدارة للموازنة بين الحاجة إلى التحالف الإستراتيجي مع حليفها الإقليمي وبين ضرورة الاستجابة للضغوط الداخلية المتزايدة من التقدميين في الداخل”.

المصدر : مجلة نيوزويك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى