خيبة أمل أميركيّة من اداء جيش العدو في غزة.. وتحذير من تهوّر في الشمال
يتلقى جيش العدو الاسرائيلي على ما يسمى “الجبهة الشمالية” ضربات موجعة على يد حزب الله منذ بدء المعركة على هذه الجبهة في ٨ تشرين الاول. وقد اخذت تتكشف بعض نتائج هذه الضربات مؤخرا، رغم التعتيم والتكتم الشديد الذي يعتمده العدو في كل حروبه.
ووفقا لوقائع المواجهات والمعركة على هذه الجبهة، فان “قواعد الاشتباك” توسعت بشكل واضح منذ اكثر من اسبوعين، وبعد الجريمة التي ارتكبها العدو في عيناتا وادت الى استشهاد ثلاث طفلات وجدتهم وجرح والدتهن، بعد استهداف مباشر للسيارة التي كن يستقلنها.
ويقول مصدر سياسي ان التهويل الاميركي بداية ثم حملة التهديدات التي قام ويقوم بها القادة السياسيون والعسكريون “الاسرائيليون”، لم تؤثر لحظة في المسار التصاعدي لتعامل المقاومة في المواجهات الدائرة مع جيش العدو، بل على العكس زادت فعاليتها مؤخرا بادخال اسلحة اكثر ثقلا وتأثيرا في المعركة، ما ادى الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف “الجيش الاسرائيلي”.
ووفقا لمصادر المستشفيات “الاسرائيلية” فقد بلغ عدد المصابين والجرحى الذين ادخلوا الى المستشفيات من حيفا الى المناطق الحدودية مع لبنان ١٤٠٥ مصاب، غالبيتهم من العسكريين الصهاينة.
ويشير المصدر الى ان زيادة استخدام العدو لطيرانه الحربي ومسيّراته الهجومية واستهدافه المنازل والاهداف المدنية، يعكس الى جانب عدوانيته وهمجيته تأثير وحجم الضربات التي تلقاها جيشه في الميدان، وفي معظم المواقع العسكرية على جبهة لبنان.
ويقول ان زيارة وزير الدفاع “الاسرائيلي” غالنت مرتين الى الجبهة المذكورة، يعبّر بوضوح عن وضع جيشه ويعكس رغبته في رفع معنويات ضباطه وجنوده، خصوصا بعد ارتفاع حجم الخسائر التي لحقت بالمواقع والاهداف العسكرية “الاسرائيلية” جراء عمليات المقاومة الدقيقة والمؤلمة، باعتراف وسائل “الاعلام الاسرائيلي”.
وبرأي المصدر ان حزب الله يتعامل في هذه المواجهات بطريقة مدروسة وفعالة في آن معا، وترتكز المقاومة بالمعركة على ما اكد عليه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابيه بعد عملية طوفان الاقصى. فقد دخلت المعركة بنهج واستراتيجية واضحة مبنية على ما يأتي:
١- ان وتيرة المواجهات مع العدو مرتبطة بوضع الحرب التي تخوضها المقاومة في غزة، وبالمجريات الميدانية على جبهة لبنان مع العدو.
٢- ان كل الخيارات مفتوحة، وهذا يعني ان حزب الله يحسب كل الحسابات لهذه الحرب، ولا يتأثر باي تهويل او تهديد اكان من العدو الاسرائيلي ام من الادارة الاميركية.
٣- ان الميدان هو الذي يتكلم، كما اعلن السيد نصرالله في خطاب السبت، وهذا يعني ان الاستراتيجية التي تنتهجها المقاومة يترجمها الميدان.
٤- في الايام الماضية لا سيما في اليومين الماضيين، استطاعت المقاومة على جبهة لبنان ان تلحق بجيش العدو خسائر موجعة، بعد ادخالها اسلحة ثقيلة نسبيا الى المعركة.
وحسب الاجواء والتقارير التي تسربت، ان هذه الضربات احدثت مزيدا من الارباك والغضب الشديد لدى القيادة السياسية والعسكرية للعدو، ما دفعه الى اطلاق موجة جديدة من التهديدات بتوسيع نطاق المواجهة، والتحضير لهجمات كبيرة على لبنان.
وبرأي الاوساط المراقبة ان نتنياهو الغارق في وحول نتائج طوفان الاقصى، يحاول استثمار الدعم الاميركي المفتوح، ويسعى الى توسيع الحرب باتجاه لبنان، أملا في مزيد من انخراط عسكري اميركي مباشر بالحرب.
وفي الاعتقاد ان الادارة الاميركية، رغم حشد اساطيلها في المنطقة، تحسب مخاطر تورطها المباشر في حرب واسعة في الشرق الاوسط، لذلك سعت وتسعى الى التهديد تارة والتعميم بانها لا تريد اندلاع مثل هذه الحرب تارة اخرى.
وبعد حوالى الشهر واسبوع من عملية طوفان الاقصى، تشعر هذه الادارة بخيبة امل من النتائج المحدودة التي حققها جيش العدو في عمليته البرية وحربه الشرسة في غزة. وما زاد خيبتها ان معركته في جبهة الشمال يسودها ارباك واضح، قد يؤدي الى تهور قادة “اسرائيل” وقيامهم بمغامرة خطرة غير محسوبة النتائج.
وبالاستناد الى تقارير ومعلومات ديبلوماسية، يقول مصدر مطلع ان الادارة الاميركية ارسلت مؤخرا رسائل في اكثر من اتجاه بلغة مرنة، مفادها انها لا تريد فعلا توسيع الحرب في المنطقة، وان اسطولها وتشددها في حرب غزة مرتبط بالدفاع عن “اسرائيل”، ولا يعني نيتها او رغبتها في اشتعال حرب واسعة في الشرق الاوسط.
ويربط المصدر بين هذه الرسائل وبين المعلومات عن تحذيرات جدية وجهتها القيادة العسكرية الاميركية للمسؤولين السياسيين والعسكريين “الاسرائيليين” لكيلا يقدموا على مغامرة متهورة على جبهة لبنان.
المصدر: الديار