عباس ابراهيم: نتنياهو يريد حرباً وأتوقع خطابا تصعيديا لنصرالله وسيكون هناك حل لملف قيادة الجيش
” أكد اللواء عباس إبراهيم أننا أمام الساعات الأخيرة قبل الإعلان عن هدنة إنسانية في غزة، لافتًا إلى أن “رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لا يملك اي قدرة على رفض طلبات أميركا، وكل الدول تنتظر الهدنة لإطلاق سراح مواطنيهم المحتجزين لدى حماس، وهذه الهدنة آتية لا محالة”.
وحول الوساطة بين إسرائيل وحماس، قال: “حجم الدم الذي نراه يمنعنا من الوقوف متفرجين، واتصل بي محام وطلب تدخّلي للمساعدة للإفراج عن الأسرى وقيل لي ان حماس هي العائق، وأنا لا اسمح لنفسي بالتوسط مع إسرائيل”، مضيفًا: “لم أطلب أي اذن للدخول على خط الوساطة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني وأنا راجعت حماس بسبب رفضهم للإفراج عن حاملي الجنسية المزدوجة، وجاء الرد بأنهم يريدون الإفراج أولا عن الجرحى”.
وأوضح إبراهيم في حديث لبرنامج حوار المرحلة مع الإعلامية رولا حداد عبر الـLBCI أنه لا ينافس قطر على التوسّط، مشيرًا إلى أن حماس لم تكلفه بهذه المهمة، وقال: “أنا أسعى للوساطة لأسباب إنسانية فقط”.
إلى ذلك، أردف: “ذهبت الى قطر وبالتالي هذا الامر ينفي ما يتم تداوله عن رفض قطر تدخلي بملف الحرب في غزة، وسبب الاشاعات “اننا في لبنان” وليس في قطر، واجتمعت مع اسماعيل هنية هناك”.
وحول زيارته إلى روما، قال إبراهيم: “للزيارة أبعاد انسانية وليس سياسية، وبدءًا من 3 آذار بدأت مرحلة جديدة من حياتي السياسية ودوري لم ينتهِ بعد، وانا اتمتع بمصداقية كبيرة، ولا احد يستطيع ان يرسم دوري بل انا من ارسم خططي للمستقبل”.
وشدد على أن “الدعم الدولي لاسرائيل غير مسبوق، وإذا انتهت الحرب فسيذهب نتنياهو إلى السجن بسبب التقصير، وعلى اسرائيل التخلص منه، و”الحرب رح تخلص” ولن تطول ورئيس حكومة اسرائيل يستغل قوة العالم لإطالة الحرب كورقة انقاذ له”.
إضافة إلى ذلك، أعلن إبراهيم أن “حماس ستدخل في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل لإطلاق الأسرى الإسرائيليين”، معتبرًا أن “الهدف بالمقابل إطلاق سراح المساجين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم حوالي 5000، وطلب حماس منطقي، ولا حرية دون دم، ولا استقلال من دون تضحية، وكل الدول التي حصلت على استقلالها قدمت دما وقتلى وجرحى”.
ورأى أن “نتنياهو يشتري الوقت في محاولة لجر العالم إلى الحرب، واسرائيل تخسر الكثير كل يوم لانها لا تملك قضية وجيشهم مكسور من الداخل”، مؤكدًا أن “اسرائيل لن تستطيع الوصول الى اهدافها وذلك لانها تضع أهداف لا تستطيع الوصول اليها وهذا يذكرنا بحرب تموز 2006 التي كانت تريد القضاء على الحزب”.
ورأى أنه “تم اتهام ايران بأنها خلف 7 تشرين الأول، ولكن أميركا أكدت أن ليس لديها اي معطيات مؤكدة عن هذا الموضوع”.
وأضاف: “برأيي هدف حماس منذ اليوم الاول للهجوم هو تصفير السجون الاسرائيلية، وكان باستطاعة السجين الفلسطيني ان يرى عائلته مرة في الاسبوع ليصبح مرة كل 3 اشهر من خلف الزجاج ولهذا حماس شنت الهجوم وهي لم تخطئ”، سائلًا: “اين هيبة الجيش الاسرائيلي؟ في المقابل الجسم العسكري لحماس لا يزال بعز عطائه رغم كل القصف، ما جعل وضع نتنياهو مأزوم اكثر، و”يضحك كثيرا من يضحك اخيراً””.
إلى ذلك، أكد إبراهيم أن “الحرب لم تنتهِ حتى اليوم، وإسرائيل هُزمت والمنتصر سيفرض شروطه”، متابعًا: “اسرائيل تقاتل لاستعادة هيبتها وهذا لن يحصل خاصةً عندما تذهب الاساطيل الأميركية من بحرها، والشعب الفلسطيني باق في ارضه”.
وشدد على أم “حماس قامت بعملية الطوفان منفردة، كما قال أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ونحن نصدّق بالطبع ما يقول”.
من ناحية أخرى، أكد إبراهيم أن “الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يهودي وليس اسرائيلي وبالتالي لا مشكل لدينا معه، وهو أميركي ويتعامل معنا على هذا الأساس، ونفاوضه للحصول على حقوقنا وهذا ما حصل”، معلنًا أن “عنوان زيارة هوكشتاين التأكيد على ضرورة بقاء الحزب خارج الحرب”.
وأضاف: “أكدت مع هوكشتاين على محاولة تحييد لبنان عن الحرب الدائرة في فلسطين والمواضيع الأخرى التي تداولنا بها ستُعرف عندما تظهر نتائجها”.
وشدد إبراهيم أن “الجيش اللبناني موجود على الحدود ويقوم بدوره على أكمل وجه والدولة تستطيع لجم الفصائل اللبنانية وغير اللبنانية التي تحاول إدخال لبنان بالصراع الخارجي، ولا نريد إلقاء اللوم على الحزب بشأن كل شيء، الجيش أمر بتوقيف أشخاص على الحدود وهذا يؤكد ان الجيش اللبناني يفعل واجبه بشكل كامل”، وأضاف: “لا بلد في العالم يستطيع ضبط حدوده بشكل كامل، والحزب غير مسؤول عن منع الفصائل الفلسطينية من إطلاق الصواريخ على اسرائيل، بل هذه مسؤولية الدولة اللبنانية”.
إلى ذلك، اعتبر أنه “ما زال هناك قواعد اشتباك، ومقتل العائلة في الجنوب هو محاولة لاستفزاز الحزب للدخول في حرب مع اسرائيل لجر الغرب إلى حرب أوسع”.
وأكد أن “الحرب قائمة بين الحزب واسرائيل، ومن يحدد حتمية التصعيد هو اسرائيل وذلك بحسب ادائها، وهي تسعى لخوض حرب اقليمية ومن جهة اخرى الحزب يتصرف بشكل واع على الصعيد العسكري”، مشيرًا إلى أنه “من الممكن ان تنخرط ايران بهذه الحرب وذلك بحسب التصاعد التدريجي، ومن ينطق باسم ايران اليوم هي السلطة والدولة الإيرانية فقط لا غير”.
وأضاف: “لم أنصح بالحرب، ونصرالله هو من يحدد سياسات الحزب، والرسائل التي نقلتها للحزب اعتبرها فرصة لاعادة النظر بأمور عديدة ومن الممكن ان تتضمن تهديداً بمكان ما من الجانب الأميركي”، مشددًا على أن “إسرائيل خرقت القرار 1701، والحزب موجود على أرض الجنوب بصفته مقاومة شرعية”.
وشدد إبراهيم على أن “عصر دخول إسرائيل إلى الجنوب لن يعود، وإذا اعتدت إسرائيل على لبنان بطريقة أكثر عنفًا ولم يتدخل “الحزب” فسأنتقده”.
واعتبر أنه “”ما بكفينا ندفع دم كرمال فسلطين” فلا يمكننا ان نترك شعباً كاملا، ولدينا عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين الذين يريدون العودة لبلادهم”، موضحًا أنه “على الجيش اللبناني أن يكون المسؤول الوحيد عن الحدود الجنوبية، ولكن الجيش ليس قادراً على تحمل هذه المسؤولية حالياً، داعيًا “جميع اللبنانيين لمقاومة اسرائيل جنوباً”.
وأوضح أن “الترسيم البحري ليس بخطر أما الترسيم البري فسيتأجّل”، مشيرًا إلى أن “هناك بُعد سياسي لتصريح رويترز حول عدم وجود غاز في لبنان، فتقنياً لم يثبت خلو البحر من الغاز”.
وعن تهديد حزب الله لأميركا، قال إبراهيم: “”بين اصحابي واهلي” اختار اهلي، ولا اعتقد ان الامور ستصل للاشتباك بينهم”.
وتوقّع أن “يكون خطاب نصرالله السبت تصعيديا وعالي النبرة!”
علاوة على ذلك، شدد إبراهيم على أننا “بحاجة ماسة لانتخاب رئيس، والمجلس لا يستطيع انتاج رئيس والتدخلات الخارجية لم تصل إلى أي مكان”، سائلًا: “ما الذي يمنع الذهاب لحوار، وانتخاب الرئيس الذي يحظى بالاغلبية؟ الحراك الداخلي هو الاساس لانتخاب رئيس وعلينا ان نتوافق اي نتحاور ونتشاور و”ما فينا نقول ما بدنا نحكي مع بعضنا”، لم الخوف من الحوار؟”
وتساءل: “إلى اين قد تؤدي الدورات المفتوحة؟ لن نصل إلى انتخاب رئيس بظل الخلاف الذي نشهده اليوم”.
ولفت إلى أن “الثنائي “مش حاطط الفرد براس حدا”، فليأت كل فريق بمرشحه وليتحاوروا”.
ودعا ابراهيم “مجلس الوزراء لتعيين رئيس أركان وقائد للجيش اللبناني”، مشيرًا إلى أنه “هناك من يناور بموضوع التمديد لقائد الجيش، وهناك فرصة لتعيين قائد للجيش ورئيس أركان في حال اجتمع مجلس الوزراء، ويجب سحب هذا الموضوع من التداول من أجل معنويات العسكر”.
وأضاف: “لا اعتقد أنه سيتم قطع المساعدات الاميركية عن الجيش اللبناني، خاصة في هذا الوقت وبعد صرف اميركا حوالي 3 مليار دولار في هذا الشأن”، مؤكدًا أننا “سنصل إلى حلّ قبل 10 تشرين الثاني ولن يكون هناك فراغ في قيادة الجيش”.
إلى ذلك، قال إبراهيم: ” لا أرى نفسي في موقع رئيس مجلس النواب وإذا خُيرت بالمسؤوليات سأختار وزارة الخارجية”.
وأكد ابراهيم أنه لا يدافع عن حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة ولم ينصف احد “ولكنني وصفت ما حصل بشكل حقيقي ولا مشكلة لدي أن أقول إن رياض سلامة فعل شيئا جيدا، ومعروف في لبنان أنه “حين تسقط البقرة يكثر السلاخون” ووصل البعض الى اتهامي بالشراكة مع الحاكم السابق في حين أنني لم اتهم أحد من المسؤولين بالاستفادة واعتبرت ان من دفع باتجاه التخلف عن الدفع قد يكون استفاد مما حصل”.
وعن دفع اليورو باوندز، أشار إلى أنه “وصف ما حصل بشكل حقيقي ولم يتهم أي من المسؤوليين بهذا الأمر”.
وتوجه لنصرالله قائلًا: “الجنوب بحاجة لحماية ويجب أن نبقى في موقع الدفاع عن النفس”.
المصدر : الوكالة الاعلامية للاعلام