تصدر خبر محاولات إسرائيل المستمرة إجبار الفلسطينيين بقطاع غزة على النزوح والفرار تجاه مصر، تمهيدا لتوطينهم في سيناء، وسائل الإعلام العالمية، وخرجت تسريبات بوجود خطة منسوبة لجهات إسرائيلية تتضمن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وكشفت الخطة عن نقل المدنيين في قطاع غزةالفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى “مخيمات” في شبه جزيرة سيناء المصرية ثم بناء مدن دائمة وممر إنساني.
وردت مصر على ذلك المخطط بالرفض التام على لسان مسؤوليها.
فما هي قصة ذلك المخطط الذي تسعى إسرائيللتنفيذه؟ وكيف واجهته مصر طيلة السنوات الماضية؟ وما خطورته؟
حسب ما تؤكد مصادر مصرية لـ”العربية”، فإن المخطط قديم وبدأ التفكير فيه منذ بداية السبعينيات، حيث سعت تل أبيب لترحيل الآلاف من فلسطينيي غزة إلى شمال سيناء، لكنه توقف بعد حرب السادس من تشرين الأول 1973، ونجاح مصر في استعادة أراضي سيناء.
وبحسب المصادر، فإن المشروع أعيد التفكير فيه بصورة أخرى جدية في بداية العام 2000، حيث اقترح الجنرال الإسرائيلي غيورا ايلاند، الذي شغل منصب رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي، تطوير المقترح تنفيذ المخطط اعتبارا من العام 2005.
وفي تسريب صوتي للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو جدد له اقتراح توطين الفلسطينيين في سيناء لتخفيف العبء والتكدس السكاني في قطاع غزة.
وقال إنه خلال تولي جماعة الإخوان الحكم، في عهد
محمد مرسي، عرض عليه مرسي الحصول على قطعة من سيناء وتم الرفض لكون المشروع إسرائيلي ويهدف لتصفية القضية الفلسطينية تماما.
ما هو إذن هذا المشروع الملقب بـ”غيورا إيلاند“؟
تفاصيل المشروع تتضمن مضاعفة مساحة غزة ثلاث مرات، وذلك بضم 600 كيلومتر مربع أو أكثر من سيناء لتوطين الفلسطينين بقطاع غزة بها، مع منح قطاع غزة في حجمه الجديد إمكانية إنشاء مطار دولي على بعد 25 كيلو متر مربع من الحدود مع إسرائيل، فضلاً عن بناء مدينة جديدة تستوعب مليون شخص على الأقل.
وكشفت مصادر مصرية لـ”العربية.نت” أن المخطط كان يستهدف اقتطاع مناطق من سيناء تشمل جزءا من الشريط الممتد بنحو 24 كيلومترا على طول شاطئ البحر المتوسط من رفح غربا حتى العريش، بالإضافة إلى شريط يقع غرب كرم أبو سالم جنوبا، ومقابل هذه الزيادة تعطي إسرائيل لمصر منطقة جنوب غرب النقب.
وقالت المصادر إن الخطة عرضها كذلك
دنيس روس، المبعوث الأميركي الأسبق على الرئيس المصري الأسبق
حسني مبارك مقابل 12 مليار دولار، ومساحة من الأراضي في النقب، ولكنه رفضها. وجددتها واشنطن وتل أبيب على جماعة الإخوان فور وصولها للحكم مقابل 20 مليار دولار، ووافقوا، لكنها قوبلت بقرارات حاسمة ورافضة من الجيش المصري ووزير الدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
وحسب ما يقول مصدر أمني مصري رفيع المستوى لـ”العربية” فإن مقترح
إسرائيل كاد يخرج للنور والتنفيذ فعليا خلال عهد الإخوان، مؤكدا أن القوة الأمنية التي داهمت منزل الرئيس الإخواني المعزول
محمد مرسي ليلة القبض عليه، قبل اندلاع أحداث 25 كانون الثاني بساعات، وإيداعه مع قيادات الإخوان سجن وادي النطرون كإجراء استباقي، عثرت على ورقة بخط مرسي مكونة من 8 بنود يبدو أنه تلقاها من مسؤول كبير في الجماعة قبل القبض عليه ودونها في تلك الورقة.
وعُثر في الورقة، كما يقول المسؤول الأمني، على سيناريو المخطط الذي كان يستهدفه الإخوان ومن ورائهم من خلال أحداث كانون الثاني 2011 تفصيليا، ومنها اقتحام السجون واخراج عناصر حماس وحزب الله، ومعارك
ميدان التحرير، وإقالة الحكومة والإطاحة بنظام
حسني مبارك. وكان البندين السابع والثامن مفاجأة حيث تضمن البند السابع دخول عناصر حماس ومواطني غزة سيناء وتوطينهم بها، فيما كان البند الثامن دخول
إسرائيل لسيناء.
المصدر : الحدث