“هآرتس”: نتنياهو.. فنان في تزوير المفاوضات
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تنشر مقال افتتاحيتها الذي تقول فيه إنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعرقل ويكذّب ويغيّر موقفه بشأن المفاوضات.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
الأسرى الذين يتعفنون ببطء في أنفاق حركة حماس منذ أكثر من عشرة أشهر أصبحوا شخصيات ثانوية في الدراما الكبيرة التي تركّز على تقلبات موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الصفقة.
أهالي الأسرى بشكل خاص، والجمهور بشكل عام، عالقون في حلقة من الأمل واليأس: نتنياهو مستعد للتفاوض، نتنياهو يوافق على إطالة حبل الوفد الإسرائيلي، نتنياهو مستعد للتحلي بمرونة، لكن فجأة يضيف نتنياهو شروطاً جديدة، ويقول في المنتديات المغلقة أنه لا يوجد ضمان بأن تكون هناك صفقة، الصفقة تنهار، وهكذا دواليك. وفي هذه الأثناء، يموت المزيد والمزيد من الأسرى.
الخميس ليلاً، تحدّث نتنياهو إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وأعرب عن استعداده للتحلي بمرونة بشأن مسألة محور فيلادلفيا، لكن بعد ذلك قال مصدر سياسي رداً على الخبر إنّ نتنياهو “لم يغير موقفه بشأن ضرورة السيطرة والوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا”.
وقبل ذلك بيوم، قال مسؤولون كبار في إدارة بايدن إنّ المواقف التي قدّمها نتنياهو في اجتماعه مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن تجعل من الصعب إحراز تقدم في الاتصالات، وهذا يتناقض مع ما قاله بلينكن نفسه يوم الاثنين، ومفاده أنّ نتنياهو قَبِل المقترح الأميركي بشكل كامل، والعقبة الرئيسية المتبقية في المفاوضات هي موقف حماس.
على مرّ السنين، أصبح نتنياهو فناناً في تزوير المفاوضات: الكثير من الكلام، لكن “صفر أفعال”. يجب ألا يُسمح له بمواصلة إجراء المفاوضات الصورية التي تتخلى عن الأسرى، وتثير حرب يأجوج ومأجوج، وتمهّد الطريق لتوسّع إقليمي في شكل “سيطرة أمنية إسرائيلية” في غزة.
يجب ألا يُسمح لنتنياهو بإشغال الجمهور بآمال كاذبة بعودة الأسرى، وفي الوقت نفسه السماح بموتهم التدريجي، وخلق واقع جديد تسيطر فيه “إسرائيل” على شمال غزة أولاً، بما في ذلك الاستيطان اليهودي بأساليب المستوطنين الملتوية في الضفة الغربية.
وعلى الجمهور أن يستيقظ ويوضح لرئيس الوزراء أنّه لا يملك صلاحية التضحية بالأسرى على مذبح احتلال غزة، ولمصلحة حرب شاملة. ومن الأفضل للشعب أن يستيقظ سريعاً ما دام الأسرى على قيد الحياة.
المصدر: الميادين