منوعات

نهاية حلم التطبيع بعد “طوفان الأقصى”

بعد توقيع اتفاق “أبراهام” في 15 أيلول/سبتمبر 2020 برعاية الولايات المتحدة الأميركية، أمل وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو، في انضمام الفلسطينيين إلى المفاوضات مع “إسرائيل”. وللتذكير، فإنّ الاتفاق أعلاه ضمّ الكيان الصهيوني والإمارات والبحرين. وحينها، اعتُبر خطوة هامة نحو تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والدولتين العربيتين، وتحولًا كبيرًا في المشهد السياسي الإقليمي.

كما أعرب وقتذاك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن تفاؤله في انضمام قريب للسعودية، ودول أخرى كالسودان وسلطنة عمان، إلى ما أسماها مفاوضات “السلام”. التفاؤل الأميركي لم يأت من فراغ، فلطالما كانت هناك تسريبات بوجود تعاون استخباراتي طويل الأمد بين السعودية والعدو، حيث كشفت التقارير الإعلامية أن هذه العلاقات تتعمّق يومًا بعد يوم. وقد جاء إطلاق اتفاق “أبراهام” فرصة للساعين من الدول العربية الى التطبيع “من تحت الطاولة” لتصبح العلاقة أكثر بروزًا في الإعلام والسياسة.

لكن “الفرحة” الأميركية لم تدم طويلًا. الأوضاع تغيّرت بشكل دراماتيكي مع بداية عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية ضدّ الكيان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. تلك العملية غيّرت مستقبل مشروع التطبيع بشكل جذري. في الأيام التي سبقت “7 أكتوبر”، تحدّث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن أهمية التطبيع مع الكيان الصهيوني. صرّح آنذاك أنّ الرياض تقترب من تطبيع العلاقات بشرط تحقيق الأهداف الفلسطينية. لكن بعد الهجوم على الأقصى، سُرِّبت أخبار عن تعليق عملية التطبيع بين السعودية وتل أبيب. وفي غضون ذلك، واجهت الحكومات العربية صعوبة في المضي بمسار التطبيع جراء إرادة الشعوب الحرة.

رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع الدكتور أحمد ويحمان، أكد أنّ عملية “طوفان الأقصى” كانت ضربة موجعة لاستراتيجية التطبيع مع العدوّ الصهيوني، وأن التطبيع مع “إسرائيل” قد سقط تمامًا بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وفي حديث لموقع العهد الإخباري قال ويحمان: “إن ما حدث في غزّة يجعل أي محاولة لتطبيع العلاقات غير ممكنة لأن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على مواجهة أقوى كيان في المنطقة رغم الظروف الصعبة”. وأشار إلى أن طوفان الأقصى مكّن المقاومة من استعادة مفاتيح القضية الفلسطينية، وأن مقاومة الشعب الفلسطيني أصبحت جزءًا من كلّ جسد فلسطيني، وليس من السهل القضاء عليها.

واستغرب رئيس المرصد المغربي دعم الغرب لـ”إسرائيل” في حربها على غزّة، سائلًا كيف أن وسائل الإعلام الغربية تكتلت في تشجيع “إسرائيل” على الدفاع عن نفسها، وتنكر دور حماس كمجموعة مقاومة، مبينًا أن هذا الدعم الغربي قد خلق شرخًا عميقًا بين العالم العربي وأوروبا، وعرّض القيم التي حاول العرب تبنيها إلى التآكل.

وشدّد ويحمان في ختام حديثه لـ”العهد” على أن العدوّ الصهيوني يستجدي التطبيع مع الدول العربية من أجل إطالة عمر الكيان، حيث يتربص بالصهاينة خوف دائم من عقدة الثمانين عامًا، لكن كلّ هذه الاستجداءات لن تفلح في ظل البطولات التي تسطّرها المقاومة الفلسطينية.

 

 

المصدر: العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى