“معادلة الدبابات” تعمّق أزمات العدو.. هل يتحمل تبعات حروب جديدة؟؟
ذوالفقار ضاهر
من ينسى مشاهد الفتك بالدبابات الاسرائيلية خلال العدوان الصهيوني على لبنان في تموز 2006 حيث تم اصطياد الميركافا في العديد من المناطق الجنوبية، وكان أبرز الشواهد على ذلك ما عُرف بـ”مجزرة الميركافا” في سهل الخيام، حيث تم إحراق معظم الدبابات المتقدمة الى تلك المنطقة بعد اعتقاد العدو انه قادر على شن عدوان بري داخل الاراضي اللبنانية ليتبين لاحقا انه وقع في كمين محكم لإحراق الدبابات بمن فيها والقضاء على صورة الميركافا التي يوهم العدو انها فخر صناعاته العسكرية.
ونحن في الذكرى الـ18 لانتصار تموز/آب الالهي بما أسسه من تمهيد لتطوير قدرات المقاومة وارتفاع شأنها في مختلف المجالات، يأتي الحديث اليوم بظل معركة “طوفان الاقصى” عن دبابات العدو من بوابة النقص في عددها لدى جيش العدو بعد الخسائر التي يتكبدها منذ 10 أشهر في قطاع غزة عبر ما اعدته له فصائل المقاومة الفلسطينية هناك، ومع ذلك خرج وزير الحرب الصهيوني ليتوعد ان الدبابات التي ستخرج من غزة ستكمل مهمتها في جنوب لبنان، ليأتي الرد الحاسم الواضح من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال المجالس العاشورائية هذا العام حيث قال “إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوبه لن تعانوا نقصا في الدبابات لأنه لن تبقى لكم دبابات..”.
وبالسياق، تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية ان “ميدان غزة والشمال أدى إلى تضرر الكثير من الاليات والدبابات في الجيش الاسرائيلي، ما تسبب بنقص لا يمكن تجاوزه في أي حسابات عسكرية مقبلة، إن في الحديث عن عمل عسكري واسع ضد لبنان، أو في استمرار العمليات في غزة”، وأكدت ان “هذه معضلة عسكرية – أمنية فعلية”.
فالنقص الحاصل في جيش تُسخّر له منذ عشرات السنين كل الإمكانات التسليحية واللوجستية والفنية وتعمل لدعمه أقوى الدول والانظمة في العالم لا سيما في الغرب، ليس بالمسألة العابرة بل هو يؤكد على وجود ازمة حقيقية يعيشها الكيان ويمر بها الجيش الاسرائيلي الذي قيل يوما إنه جيش أسست له “دولة”، وبعد كل هذه المعاناة يأتي كلام السيد نصر الله المشار إليه أعلاه حول القضاء على الدبابات إن تقدمت باتجاه جنوب لبنان ليعمّق الأزمة أكثر فأكثر، فهذا العدو ما عاد يحصي الانتكاسات التي يمر بها منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول 2023 حتى اليوم، فبعد فقدان الهيبة والقدرة على الردع وصل الامر بهذا الجيش الى فقدانه الاسلحة الضرورية لكي يواصل الحروب التي يخوضها، مع الاشارة الى أهمية سلاح الدبابات في بنية الجيش الاسرائيلي.
فهل يمكن لهذه الجيش الاستمرار بدون قوة المدرعات والدبابات التي تعمل على الارض؟ وهل يمكن للقوة البرية الاسرائيلية التقدم وإنجاز أي أمر في ظل هذه الظروف؟ وهل يمكن فقط الاعتماد على سلاح الطيران للدخول في أي حرب او الانتقال من جبهة الى جبهة؟ علما ان هذا الجيش بطيرانه ودباباته وقواته البرية والبحرية والاستخبارية غير قادر على تحقيق الاهداف التي رُسمت له منذ بداية العدوان على غزة، فكيف يمكن تحقيق اي أهداف مستقبلية له بدون سلاح الدبابات؟؟ وهل يمكن لجيش فاقد لهكذا سلاح مواصلة العمل والقتال؟ وهل يمكن إعادة ترميم هذا الجيش مع كل الخسائر التي مني بها على الصعيد البشري واللوجستي والتسليحي ناهيك على صعيد الهيبة والسمعة امام الجبهة الداخلية والعالم؟؟
وبحسب موقع “غلوبال فاير باور” المتخصص في الشؤون العسكرية للدول فإن “الجيش الإسرائيلي يصنف في المرتبة 18 بين أقوى 142 جيشاً في العالم، ويمتلك قوة برية تضم مجموعة متنوعة من الدبابات، وتصنف في المرتبة رقم 12 بين أضخم قوات دبابات عالميا”، واشار الموقع الى ان “قوة الدبابات الإسرائيلية تحتل المرتبة الخامسة في الشرق الأوسط ويبلغ تعدادها نحو 2200 دبابة، وغالبيتها من نوع ميركافا ولدى تل أبيب 530 مدفعاً من مختلف الأنواع والقدرات و339 طائرة هجوم برية مقاتلة وخمس قطع برمائية”.
وبالسياق، أكدت اوساط العدو أن “الجيش الاسرائيلي يعيش مأزقا على مستوى وحداته المدرعة والآلية، خاصة مع استخدام الفصائل الفلسطينية في غزة صواريخ لديها قدرة تدميرية وموجة تفجيرية عالية جدا مما يؤدي إلى خسائر كبيرة بالوحدات المدرعة والآلية للجيش”.
أسئلة كثيرة برسم القيادات السياسية والعسكرية الاسرائيلية ورسم كل من يدعم هذا الكيان في العالم وايضا برسم كل من يراهن على “إسرائيل” في المنطقة، فهذا “الجيش العنكبوتي” هو أوهن من الدخول في حرب جديدة ولا قدرة لديه على حسم الحروب لصالحه، فهذا الجيش العاجز عن تأمين دبابات لحماية نفسه وجنوده بالتأكيد غير قادر ان يحمي غيره ممن يراهن عليه او ان يدعي انه يقاتل نيابة عن غيره.
المصدر: موقع المنار