منوعات

المقاومة الفلسطينية ترفض قرار “الكنيست”… المستقبل لمصلحة شعبنا الذي سيُنهي الاحتلال

لم يكتفِ العدوّ الصهيوني بما ارتكبه من جرائم وإبادة بحق الشعب الفلسطيني، مع أنّه كان البادئ باضطهاد هذا الشعب وقتله، متسلحًا بدعم دوليّ وحقٍ مزعوم مختلق تذرع به لسرقة الأرض والثروات، وهو يحاول اليوم أن يلعب دور الضحية الخائفة المغصوب حقُها، ويبادر لرد الفعل على رد فعلٍ كان أقل الواجبِ الذي يمكن أن يفعله شعبٌ محاصرٌ، يُقتل ويهان يوميًا من قوات الاحتلال.

آخر صيحات المظلومية الكاذبة لهذا العدوّ بانت مع تصويت “الكنيست” الصهيوني على مشروع قرارٍ يقضي برفض إقامة أي دولة فلسطينية في غرب نهر الأردن، كونها ستشكّل “خطرًا وجوديًا” عليه ومستوطنيه، وستؤدي “إلى إدامة الصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة”.

ما دلالات هذا القرار؟

عن دلالات قرار “الكنيست”، يقول المسؤول الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في لبنان رأفت مُرة لموقع العهد الإخباري إنّه: “لم يكن قرارًا مفاجئًا لنا، قوى مقاومة ولا الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أنّ حكومة العدو هذه: “التي تشكّلت قبل أقل من عامين، وضعت برنامجًا سياسيًا لتصفية عناوين القضية الفلسطينية كافة، مثل الأرض والدولة والقدس واللاجئين وغيرها”.

ويضيف: “قبل هذا القرار، وخلال مراحل متفاوتة، وسّعت حكومة نتنياهو ضمّ الأراضي وبناء المستوطنات، وأعادت الإدارة في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية إلى سلطة الحاكم العسكري والإدارة المدنية، وبالتالي هذا القرار ينسجم مع السياسات “الإسرائيلية” في هذه الحكومة والحكومات السابقة في عدوانهم على الشعب الفلسطيني”. وأكد “مُرة” أنّ القرار: “وجّه طعنةً لكل الدول التي وقّعت اتفاق “أبراهام”، وادّعت أنها اعترفت بالكيان من أجل قيام الدولة الفلسطينية، كما وجّه طعنةً للدول التي تسعى إلى التطبيع مع الكيان، وتسوّغ ذلك بسعيها نحو إقامة دولة فلسطينية”.

مفاعيل القرار على أرض الواقع

عن مفاعيل هذا القرار على أرض الواقع، يلفت “مُرة” إلى أنّ الاحتلال مارسها: “منذ مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو، حين عطّل المفاوضات وزاد الاستيطان ورفض التفاوض على أهم القضايا، مثل الأرض والقدس وقيام الدولة، وربط الاقتصاد الفلسطيني باقتصاد الاحتلال، وحوّل السلطة الفلسطينية إلى سلطة متواطئة معه بالكامل، وحاصر الضفة الغربية، واعتدى على القدس، وسمح للمستوطنين بممارسة الإرهاب”.

لا رهان على التدخل الدولي
يرى مُرة أنّ: “مشروع قيام دولة فلسطينية انتهى منذ اتفاق أوسلو، لأن الاحتلال “الإسرائيلي” أخذ من منظمة التحرير الفلسطينية كلّ ما يريده، فقد أخذ الاعتراف به وبحقه في الوجود والتعهد بحمايته أمنيًا، بالتالي لم يعد للسلطة الفلسطينية ما تضغط به على الاحتلال الذي أقام على الأرض واقعًا يمنع قيام دولة فلسطينية. وهو اعترف مؤخرًا أنه يعمل على ضمّ الضفّة الغربية بالكامل من دون ضوضاء”.

كما أكد المسؤول الإعلامي أنّ: “الشعب الفلسطيني والمقاومة لا يراهنون على التدخل الدّولي؛ لأن هذا المجتمع فاقد للقدرة على ممارسة أي ضغط على الاحتلال”. ويتابع: “الشعب الفلسطيني هو الذي سيقيم دولته الحرة كاملة السيادة على جميع التراب الفلسطيني، ونحن نعتقد أن المقاومة الفلسطينية وصمود شعبنا وهذا الالتفاف الوطني حول المقاومة، هو الذي يحقق حرية وكرامة ودولة الشعب الفلسطيني”.

هذا؛ يُشدّد “مُرة” على أنّ: “غالبية القِوَى الفلسطينية وقوى المجتمع ترفض قرار “الكنيست”، وصدر موقفٌ مشترك من حماس والجهاد برفض ذلك”. فقد طالبت قيادتا الحركتين منظمةَ التحرير، خلال اجتماع ترأسه القائدان زياد النخالة وإسماعيل هنية في الدوحة، إلى سحب اعترافها بالكيان “الإسرائيلي”، ويردف: “نحن ندعو إلى وحدة وطنية فلسطينية حقيقية تواجه الاحتلال، وتتبنّى خِيار المقاومة، وتحصن الموقف الشعبي الفلسطيني، وتستثمر تضحيات شعبنا في تحقيق أهدافه الوطنية”.

نظرًا إلى أنّ قرار “الكنيست” هذا صدر بالتوازي مع حرب الإبادة التي يشنها العدوّ على غرة، يلفت “مُرة” إلى أنّ: “الصمود الفلسطيني في غزّة، وتضحيات أهلنا وشعبنا وصمود مقاومتنا، أفشل مخطّط الاحتلال بطرد الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أنّ الكيان الصهيوني اليوم يعاني: “هزائم كبيرة وفشلًا هائلًا بسبب عملية طوفان الأقصى وضربات المقاومة الإسلامية من لبنان، ومعنويات جيشه في الحضيض، وغالبية القيادات “الإسرائيلية” تتحدث عن انهيار الدولة”، مؤكّدًا أنّ “المستقبل لمصلحة شعبنا الفلسطيني الذي سيّنهي هذا الاحتلال”.

إذًا هو قرارٌ لن يقدّم أو يؤخر في طبيعة الصراع القائم، بل سيزيد من إصرار الشعب الفلسطيني ومقاومته على مواصلة النضال من أجل التحرير. كما أنه سحب الشرعية من كل خطابات الدول المُطَبِعة مع كيان الاحتلال، والتي روّجت أنّ تطبيعها مع العدوّ يصبُ في إطار السعي لحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة لهذا الشعب المضطهد.

المصدر: العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى