حول العالم

“هدهد” حزب الله يكسر قانون KBA الأميركي

الفيديو الذي نشره حزب الله وبات يعرف بـ”فيديو الهدهد” نسبة للطائرة المُسيّرة” “الهدهد – 3” التي أجرت مسحًا جويًا واسعًا في شمال فلسطين المحتلة، مركزًا على المراكز الحيوية الحساسة عسكرياً وأمنيًا واقتصاديًا في مدينة حيفا وموانئها، أثار حالة من الرعب والهلع في الكيان الصهيوني على المستوى القيادي والاستيطاني ما تزال مفاعيله تتردد عبر وسائل إعلام العدو.

لماذا أثار هذا الفيديو الرعب والهلع؟

كانت سلطات الاحتلال الصهيوني على مدى أكثر من 20 عامًا مطمئنة إلى منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها إلى أن جاءت المُسيّرات غير المأهولة لحزب الله على أنواعها الاستكشافية والهجومية والانقضاضية وهذه المُسيّرات ضربت منظومات الدفاع الجوي “مقلاع داوود” و”القبة الحديدية” و”حيتس” (السهم) التي طالما تغنت بها سلطات الاحتلال، وهذا ما شاهده العالم عبر مقاطع الفيديو التي نشرها الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية وتضمّنت عمليات استهداف هذه المنظومات بالصواريخ والمسيّرات الانقضاضية التي أصابت مقتلًا في منظومات الدفاع الجوي للكيان الصهيوني.

بعد ذلك جاءت مسيّرة “الهدهد” لتضرب ما تبقى من منظومات لحماية الكيان الصهيوني من الجو وأبرزها ما سميّ بـ”قانون KBA” الأميركي المخصّص لمنع التصوير الفضائي للأراضي الفلسطينية المحتلة من الأقمار الاصطناعية.

هذا القانون اسمه اختصارًا KBA هو قانون أميركي يحدّ من نوعية وتوفر صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة والتي تغطي الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، سواء المحتلة عام 1948 أو المحتلة عام 1967، إضافة إلى مرتفعات الجولان السوري المحتل، ما يعني، أن الصور المتوفرة للعامة، على منصات مثل Google Earth على سبيل المثال، تمّ تخفيض جودتها ونوعيتها بشكل متعمّد، وجُعلت مشوّشة.

والقانون، الذي تم تطبيقه بحجة حماية ما يسمى بـ”الأمن القومي” للكيان الصهيوني، كان في الواقع، له خلفية عسكرية وإستراتيجية.

لائحة قانون KBA كانت صدرت أساسًا إبان الحرب الباردة، عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، يستخدمان صور الأقمار الصناعية في أغراض التجسّس. وعند انتهاء الحرب، سعى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، إلى رفع القيود التي نصّت عليها هذه اللائحة، ضمن خطته باستخدام التكنولوجيا في التجارة والاقتصاد، فدفع باتجاه رفع السرية عن صور الأقمار الصناعية في الستينيات والسبعينيات.

وحينها، أدركت الحكومة الصهيونية أهمية وخطورة صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، للمحققين والباحثين الذين يدرسون التغييرات التي تجري على الأرض وتحديدها وتوثيقها، ولذلك، ضغطت وقتها على الكونغرس من أجل استمرار تطبيق هذه اللائحة، في كل ما يتعلق بها، وبمشاركتها في الحرب الباردة.

وعلى إثر هذه الضغوطات، تمّت إضافة بند في اللائحة، عام 1996، نصّ على استمرار تقييد صور الأقمار الصناعية الخاصة بالكيان الصهيوني، إلا أن ما عاد به “هدهد” حزب الله من شمال فلسطين المحتلة، ألغى أهمية القانون KBA.

المصدر : العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى