لبنانيات

الشيخ الخطيب: المقاومة تسعى لحماية لبنان وإعطاء العدو حجمه الحقيقي

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أنّ “عظمة ما تنجزه قوى المقاومة اليوم على أرض غزة وفي جنوب لبنان واليمن والعراق ليس فقط في إفشال مخطط القوى العالمية الصهيونية فقط على أرض غزة وفي الجنوب اللبناني، بل بما ستنجزه من إحياء الأمة كلها وبعثها من جديد وعلى مستوى ترددات هذا الإنجاز وتأثيره الجديد على مستقبل العالم العربي والاسلامي كعنصر فاعل في رسم معالم النظام العالمي الجديد بديلًا عن واقعه الفعلي المخجل والمريب”.

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس، قال الشيخ الخطيب إن “ما يجري اليوم على أرض غزة وعلى أرض جبل عامل وتخوم فلسطين المحتلة، أعاد اليوم لهذه الأمة الاعتبار ووضعها من جديد في واجهة الاحداث العالمية نظرًا لما تختزنه من طاقات وثروات، ونظرًا للموقع الاستراتيجي الذي تحتله على خريطة العالم مما يجعل أي تحوّل فيها مُهدِّدًا لمصالح الغرب الحيوية”، مشددًا على أن “ما تقوم به المقاومة ليس تهديدًا وجوديًا للعدو الاسرائيلي فقط بل تهديدًا وجوديًا للغرب، ولذلك احتاجت أن تُخاض المعركة بكثير من الجدية والذكاء كما يحدث فعلاً لا بردّات الفعل غير المحسوبة التي ارتدت سلباً على معنويات الأمة إحباطًا ويأسًا والتي استغلها العدو ليردّها بخبث إلى صدرها لتنتقم من نفسها بنفسها”.

وتابع أن المقاومة أحكمت أمر القيادة حين انطلقت من أرضية قوية وتخطيط بارع أذهل الأعداء ووضعه في مأزق ليس له منه خلاص وهو التسليم بشروط الهزيمة المنكرة، كما خططت قيادة المقاومة وصرَّحت بشكل واضح وصريح انها لن تقبل ليس فقط بهزيمة المقاومة في غزة بل بتحقيق نصر مبين لها واثبتت بشكل لا لبس فيه جديتها بما قدمته من قرابين بينهم قادة اعزاء، لا تلوي على لوم لائم محكوم بعقد نفسية قد اديث بالصغار. فالأمة تحتاج الى قادة يحملون في نفوسهم الآباء والعزة لا الجبناء والاذلاء، فهل يُرتجى من ذليل كرامة أمة أو بلوغ عزة؟؟؟”.

وأكد “انّ الذين يثقون بأنفسهم فقط هم من ينتزعون حقّهم بأيديهم ولا يستجدونه من الآخرين، فالحق يُنتزع انتزاعًا ولا يُستجدى، ومن يستجدي الحقّ لا يستحقه فضلاً عن أن يُعطاه، فهل أنت تغامر أو تقامر حين تواجه عدوك الذي احتل أرضك وأهان كرامتك واستباح دماءك ويريد اخضاعك ؟؟؟؟  وهل تكون كرامتك مصانة وسيادتك مصونة حين تقبل بالهزيمة وترضى بالذل؟؟؟.”

وأشار الشيخ الخطيب إلى أننا “اليوم في عصر المقاومة التي اذلت هذا الكيان واثبتت انه الجيش الذي يقهر وخصوصًا اليوم بعد الذي يحدث أمام ناظريك على الحدود مع فلسطين المحتلة وانها أي المقاومة لن تمارس إنتقاماً من احد كما سبق لها ان فعلت، فمشروع المقاومة اكبر من الحسابات السياسية الطائفية الصغيرة هو مشروع أخلاقي إنساني من حق البعض الا يفهمه لانه لم يعتد أن يعيش السياسة بمعناها الحضاري بمضامينها الأخلاقية وقيمها الرسالية والإنسانية كما ارادتها السماء ومارسها الأنبياء والرسل والأوصياء (ع) ومنهم من كنا بذكراه حامل قيم السماء والوصي عليها ومن قبله آباؤه ومن بعده أبناؤه (ع) والسلام عليهم حين ولدوا وحين استشهدوا وحين يبعثون (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).”

ولفت الى أن “الواقعية السياسية تستدعي الاستجابة لدعوة الحوار بدل السلبية، والتفرّغ لإيجاد الحلول لمشاكل المواطنين والمخاطر الوجودية التي تهدّد البلد ومنها النزوح السوري حيث لا نعرف الهدف من صعود هذا الملف تارةً إلى سطح الاهتمامات ثم يختفي فجأة، فلا يجوز أن يكون على خطورته موضوعاً للمساومات السياسية. ولا بدّ من العمل الجدي لحلّه بالانفتاح على سوريا والضغط على الدول الأوروبية التي تُعرقل الحل بما دعينا اليه سابقاً من ترك الحرية للنازحين السوريين بالهجرة حيث شاؤوا وألا نكون حراساً للحدودعلى حساب وجودنا”.

 

المصدر:الوكالة الوطنية للإعلام

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى