السيد الحوثي: تنسيقنا مع الإخوة في العراق سيكون له إسهام إضافي في عملياتنا
كشف قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس 23 أيّار/مايو 2024، عن تنفيذ عملية عسكرية هذا الأسبوع باتجاه البحر الأبيض المتوسط، في إطار مساندة قطاع غزة، مشيرًا إلى “أننا بحمد الله في عملية تطوير مستمرّ، وتنسيقنا مع الإخوة في العراق سيكون له إسهام إضافي”.
ولفت، في كلمة متلفزة حول آخر تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية، إلى أنّ “الشعب اليمني في كل محافظاته ظهر متوحدًا في نصرة القضية الفلسطينية”، مضيفًا أنّ “الإرادة الشعبية في بلدنا عبّرت عن نصرة فلسطين”، موضحًا أنّ “العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة يستمر لأجل القتل والتدمير ولن يحقق أهدافه التي أعلنها، وهناك اعتراف أميركي و”إسرائيلي” باستحالة تحقيق أهداف العدوان على غزة، والتشبث بها ليس إلا وسيلة للقتل”.
وقال السيد الحوثي إنّه “مع كل جرائم الإبادة الواضحة التي يرتكبها العدو في غزة يخرج الرئيس الأميركي لنفي ذلك”، مشيرًا إلى أنّه “ليس غريبًا ألا يعتبر بايدن ما يجري في غزة حرب إبادة، فالأميركيون “أساتذة” الإجرام ولهم سوابق في الإبادة الجماعية”، موضحًا أنّه “لم يكن للعدوان الصهيوني في قطاع غزة أن يكون بهذا المستوى من الإجرام لولا الدعم والغطاء الأميركي”.
وأكّد أنّه “تم بعون الله خلال هذا الأسبوع تنفيذ 8 عمليات بـ15 صاروخًا ومسيّرة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وإحدى عملياتنا العسكرية خلال هذا الأسبوع نُفّذت باتجاه البحر الأبيض المتوسط”، مضيفًا “عدد السفن المستهدفة حتى الآن بلغ 119 سفينة مرتبطة بالعدو “الإسرائيلي” والأميركي والبريطاني”، متابعًا أنّه “تم خلال هذا الأسبوع إسقاط طائرتين أميركيتين من طراز “MQ9” في أجواء محافظتي مأرب والبيضاء، وطائرة “MQ9″ من أهم طائرات الاستطلاع المسلّح الأميركي وإسقاطها يعتبر إنجازًا مهمًا للدفاع الجوي”.
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ “إحدى السفن المستهدفة تتبع لإحدى الشركات التي خرقت الحظر ودخلت إلى الموانئ الصهيونية وتم استهدافها ضمن المرحلة الرابعة”، مشيرًا إلى أنّ “الأميركي يحاول إعاقة المرحلة الرابعة من التصعيد ويشتغل بالكثير من الأحزمة والأنشطة لكنه سيفشل، فنحن بحمد الله في عملية تطوير مستمر، وتنسيقنا مع الإخوة في العراق سيكون له إسهام إضافي”.
وأضاف “عملياتنا المباشرة من الأراضي اليمنية سيكون لها تأثير كبير بإذن الله، وهناك بشائر قادمة وستشهد الزخم العظيم والكبير والمؤثر”، وقال: “التأثيرات الاقتصادية على أميركا وبريطانيا مستمرّة بارتفاع الأسعار وتكاليف الشحن، لأن أكثر البضائع تُنقل عبر البحار”، مؤكدًا أنّ “التعنت الأميركي والبريطاني والإصرار على الحصار للشعب الفلسطيني هو السبب في التأثيرات التي تطالهم”.
السيد رئيسي كان حاملًا للموقف الإيراني تجاه قضايا الأمة
وتطرّق السيد الحوثي إلى حادث الطائرة الذي أدى إلى استشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، حيث قال: “نشاطر الجمهورية الإسلامية في إيران الحزن باستشهاد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ورفاقهما”.
وأوضح أنّ “إيران وقفت مع فلسطين بشكل مميّز وبما لا مثيل له على المستوى الرسمي عربيًا وإسلاميًا في إطار موقف ثابت ومبدئي، كما أنّ إيران تبنّت قضايا الأمة الإسلامية والشعوب المظلومة، ومنها الموقف تجاه مظلومية شعبنا اليمني”، مؤكدًا أنّه “لم يكن هناك أي موقف رسمي قوي وواضح وصريح لمساندة الشعب اليمني ضد العدوان على بلدنا كالموقف الإيراني”.
ولفت إلى أنّ “السيد رئيسي كان حاملًا للموقف الإيراني تجاه قضايا الأمة ومعبّرًا عنه بكل ثبات ورغبة وجرأة”، موضحا أنّ “الكثير من الزعماء يتحدثون بلهجة يراعون فيها دائمًا ما قد يغضب الأميركي، ولكن السيد رئيسي كان مختلفًا عن بقية الزعماء ومتميّزًا بصوته وموقفه الواضح والجريء دون اكتراث للضغوط الأميركية”.
وذكر قائد أنصار الله أنّ “السيد رئيسي كان يعبّر عن الثورة الإسلامية في تبنيها للقضية الفلسطينية دون تأثر بالحسابات السياسية والاقتصادية”، مؤكدًا أنّ “السيد رئيسي كان قائدًا إسلاميًا يحق للأمة أن تفتخر به في مؤهلاته الراقية على المستويين الأخلاقي والعلمي”.
الميناء العائم الأميركي في غزة هو قاعدة عسكرية
ورأى أنّ “الميناء العائم الأميركي في غزة هو قاعدة عسكرية وقد افتُضحت واشنطن حينما جلبت المدرعات وأنظمة الدفاع الجوي”، مضيفًا “الأميركي يريد أن يحوّل قطاع غزة إلى سجن له بوابة واحدة عبر البحر يشرف عليها العسكريون الأميركيون”، مبيّنًا أنّ الأميركي عبر الميناء العائم “يريد أن يتحكم بالقليل من المساعدات وتوظيفها بما يخدمه عسكريًّا ويخدم “الإسرائيلي””.
وشدد السيد الحوثي على أنّه “من المهم أن تترسخ لدى الشعوب النظرة الصحيحة والواعية عن الدور الأميركي العدائي والمستهتر بالإنسانية، وأن تترسخ النظرة الواعية عن حقيقة السياسات الأميركية العدائية تجاه مختلف الملفات في منطقتنا والعالم”.
إلى ذلك، أكّد أنّ إعلان وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت “عودة النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية تصعيد خطير”، وأنّ “تدنيس باحات المسجد الأقصى من قبل المجرم إيتمار بن غفير والتهديد الذي أطلقه هو تصعيد خطير وتحدٍ لكل المسلمين”.
في سياق آخر، أشار السيد الحوثي إلى أنّ “إعلان 3 دول أوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية، مع أنه موقف ناقص، فهو يعتبر خطوة سياسية مهمة”، وقال: “كنّا نتمنى من الدول الأوروبية الاعتراف بالحق الفلسطيني كاملًا لأنّه الموقف المنصف والعادل والحق، ولو اتجهت بقية البلدان الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية فسيشكّل ضغطًا سياسيًا على العدو”.
وتابع: “هناك شعور كبير بالحرج والخزي في الوسط الأوروبي بعد فضيحة أنظمتها التي ترفع قيم الحرية والحقوق”.
مسؤولية كبيرة على العرب والمسلمين لم تصل إلى مستوى القطع الكامل للعلاقات مع العدو
وأردف السيد الحوثي أنّه “هناك مسؤولية كبيرة على المسلمين، وبعض الدول العربية لم تصل إلى مستوى القطع الكامل للعلاقات مع العدو، ومن المؤسف أنّ إعلام بعض الدول العربية لا يزال داعمًا للعدو ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه”.
ولفت إلى أنّه “أمام التصعيد “الإسرائيلي” لا تكفي البيانات والقمم العربية، والمطلوب مواقف وقرارات عملية وخطوات جادة، ومن المفترض بالدول العربية والإسلامية أن تتجه بوضوح إلى دعم الإخوة المجاهدين في قطاع غزة”.
وأضاف السيد الحوثي أنّ “المجاهدين في غزة بصمودهم العظيم قدموا صورة حقيقية تعطي الأمل عن إمكانية الوصول إلى النصر”، معتبرًا أنّ “استمرار عمليات المقاومة البطولية والقصف للمستوطنات يشهد على مدى إخفاق وفشل العدو “الإسرائيلي””.
المصدر: العهد الاخباري