مسؤول أممي: ما نراه في غزة كابوس يتعدى مجرد أزمة إنسانية
قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، دومينك آلين، الجمعة، إن “ما نراه في غزة هو كابوس ويتعدى مجرد أزمة إنسانية، الوضع أكثر من كارثي ويصعب وصفه ولا يمكن أن تعبر أي صور عن حقيقته أو ما يمكن أن تتخيله”، وذلك خلال إحاطة له من القدس المحتلة عبر تقنية الفيديو مع الصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة بعد عودته من زيارة لغزة أخيراً.
ورسم صورة قاتمة كذلك عن الوضع في شمال قطاع غزة، الذي يعاني من حصار مشدد، بعدما تمكن من الدخول إليه هذه المرة مع فريق من الأمم المتحدة، بعد فشله في ذلك قبل شهرين. وكشف آلين أنهم تمكنوا من إدخال بعض المساعدات لواحد من المستشفيات المتبقية، ووصف ما رآه في الشمال بأنه “يكسر القلب”. وقال إن المباني “سويت بالأرض وكل شخص تحدثنا إليه كان جائعاً ومنهكاً”، مشيراً إلى انتشار الجوع، ومشدداً على أن ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وأشار ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين إلى الخوف المنتشر في كل مكان في غزة بين الطواقم الطبية والغزيين عموماً، فضلاً عن حالة الإنهاك الشديد. ورسم صورة قاتمة للأوضاع الصحية وزيادة في نسبة الأطفال الذين يولدون موتى، ناهيك بأن الذين يبقون على قيد الحياة يولدون بأحجام غير طبيعية نتيجة سوء التغذية والحرب وغيرهما.
وأوضح أن الطواقم الطبية تحدثت عن زيادة ملحوظة، قد تزيد عن الضعف لحالات الولادة المعقدة، مضيفاً أنهم يعزون ذلك إلى سوء التغذية والجوع وظروف الحرب، والضغط النفسي، والخوف، وغيرها. وحذر من أن المستشفيات القليلة المتبقية في الخدمة لا يوجد لديها وقود كاف للاستمرار بعملياتها.
وتحدث آلين كذلك عن زيارته إلى “مخيمات” النازحين حيث الخيام مجرد هياكل بلاستكية مدعومة ببعض قطع الخشب، وبالكاد يمكنها أن توفر أي خصوصية وحماية حقيقية، مشيراً إلى النقص في الاحتياجات الأساسية للنساء بما فيها المستلزمات الأساسية الخاصة بهن. وتحدث عن خوف نساء من الذهاب في الليل إلى المراحيض والحاجة لأماكن آمنة لهن وللأطفال والدعم النفسي والجسدي.
وعبر عن مخاوفه من عملية برية محتملة لجيش الاحتلال في رفح جنوبي قطاع غزة، وقال إن لا مكان آمناً لأهل غزة ليذهبوا إليه داخل القطاع بما فيه سكان رفح. وناشد مجدداً وقفاً إنسانياً لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.
المصدر: العربي الجديد