حول العالم

الأمم المتحدة تحذّر: “إسرائيل” تمنع بصورة منهجية إيصال المساعدات إلى سكان غزة

أكّدت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع “بصورة منهجية” وصول المساعدات إلى سكان غزة، الأمر الذي يُعقّد مهمة إيصال المساعدات إلى “منطقة حرب لا تخضع لأي قانون”.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لايركه، للصحافيين في جنيف، إنه “أصبح من شبه المستحيل تنفيذ عمليات إجلاء المرضى والجرحى، وإيصال المساعدات إلى شمالي غزة”، واصفاً الأمر بأنه “يزداد صعوبة في جنوبي القطاع”.

وأشار لايركه إلى حادث وقع يوم الأحد الماضي، عندما تمّ منع قافلة تضم 24 مريضاً نظمتها منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني من أجل إجلاء المرضى عن مستشفى “الأمل” المحاصر في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بالإضافة إلى احتجاز عدد من المسعفين.

وقال لايركه إنّ “الجيش الإسرائيلي أجبر المرضى والموظفين على الخروج من سيارات الإسعاف، وجرّد جميع المسعفين من ملابسهم”.

وعلى الرغم من التنسيق المسبّق مع الجانب الإسرائيلي، فإنه قال إن “القوات الإسرائيلية أوقفت القافلة التي تقودها منظمة الصحة العالمية لحظة مغادرتها المستشفى، ومنعتها من التحرك طوال عدة ساعات”، مشيراً إلى أنه “تمّ اعتقال ثلاثة مسعفين تابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت لاحق، على الرغم من أنه تمت مشاركة بياناتهم الشخصية مع القوات الإسرائيلية مسبقاّ، وتمّ إطلاق سراح واحد منهم فقط حتى الآن”.

ولفت إلى أنّ “قوات الاحتلال منعت، في الأسابيع الماضية، جميع قوافل المساعدات المخطط إرسالها إلى شمالي القطاع”، وكانت آخر المساعدات التي سُمح لها بالدخول في 23 كانون الثاني/يناير الماضي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، مؤكّداً أنّ “قوافل المساعدات تعرضت لإطلاق النار، ومُنعت من الوصول إلى المحتاجين”.

وحذّر المتحدث الأممي من أنّ “عدم توفير التسهيلات الكافية لإيصال المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، يعني أنّ العاملين في المجال الإنساني معرضون لخطر الاعتقال أو الإصابة أو ما هو أسوأ”، محذّراً من أنّ “ما يزيد الوضع صعوبة أنه حتى القوافل، التي تمّ تخليصها مسبقاً وفتشها الاحتلال، تمّ حظرها مراراً”.

ووعد لايركه بأنّ “الأمم المتحدة ستواصل تذكير قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنها مُلزَمة، على الأقل، بتسهيل المرور الآمن والسلس والسريع لبعثات المساعدات الإنسانية، عند إبلاغها بشأنها”.

وفي السياق ذاته، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص والمعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، في مقابلة حصرية مع صحيفة “الغارديان”، إنه “لا يوجد سبب لمنع مرور المساعدات الإنسانية، أو تعمّد تدمير سفن الصيد الصغيرة والبساتين في غزة، غير تعمّد حرمان الناس من الوصول إلى الغذاء”.

وأضاف أنّ “إسرائيل ستدّعي أن هناك استثناءات لجرائم الحرب”، وأكّد أن “ليس هناك استثناء للإبادة الجماعية في غزة، وتدمير البنية التحتية المدنية، والنظام الغذائي، والعاملين في المجال الإنساني”.

والاثنين، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانٍ، تعليقها جميع إجراءات تنسيق المهمات الطبية في قطاع غزة، مدة 48 ساعة، بسبب فشلها في تأمين السلامة والأمن لطواقم الجمعية والمرضى والمصابين الموجودين في المستشفيات والمراكز وسيارات الإسعاف التابعة للجمعية، بسبب عدم احترام قوات الاحتلال الإسرائيلي آليات التنسيق والإجراءات المتفق عليها مع منظمات الأمم المتحدة.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة إلى 29.878 شهيداً و70.215 إصابة، في اليوم الـ144 من العدوان المستمر على القطاع.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ 144 يوماً، تسببت بدمار غير مسبوق، يحتاج إصلاحه إلى عقود من الزمن.

المصدر: الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى