منوعات

من محمد الدرة إلى أمل الدر: قاتل واحد

الملائكة ترتقي فتعرّج أرواحها إلى السماء، معراجها عمودي عابر للكواكب والأقمار، ,وهي قطعاً، لا تلوي على شيء من وضاعة عتاة مجرمي البشر.

هم  الشهداء الأطفال ملائكة الأرض، يهاتفون ملائكة السماء، لهم في السدم مهاجع ومنازل، فكيف يقوى المارقون على قتل هؤلاء؟

القاتل واحد، والمجرم واحد، إنها آلة الحرب الهمجية، هم الرعاديد الذين لا يقوون على ثلل المقاومين.. هم الجبناء وما استطاعوا فعلاً أمام الأبطال، استشاط غضبهم بعد هزائمهم في فلسطين ولبنان، قهرهم الخارجون من تحت الأرض في غزة المحاصرة، أوقفهم الطالعون من تِبر الجنوب وأرضه المحرّرة على “رِجلٍ ونصف”،  فأسلحة دمارهم وعنجهيتهم لا تقوى سوى على أطفال ومدنيين عزّل.

“إنهم جنوبيون. الشمس تأكل لحمهم، لكنهم يعاندون الشمس، من بطون الأرض يطلعون، من عيون الشمس يطلعون، من وجه القمر، إنهم جنوبيون، يزرعون الحب والسنابل، والتبغ والرصاص، ويكدحون، فقراء يكدحون، فليلهم طويل، ودربهم طويل، لكن، في عيونهم ألف انتقام” هذا ما كتبه الشاعر الجنوبي حسن ضاهر يوماً.

بين أمل الدر  و محمد الدرة!

أمل حسين الدر، يا طفلةً جنوبية لبنانية ملائكية، هل أخبرك أحدٌ يوماً عن “أيقونة الانتفاضة”  الملاكِ الفلسطيني محمد جمال الدّرة في غزة؟ يوم صبّ جنودٌ مدججون بالسلاح  جام  حقد رصاصاتهم عام 2000 عن سابق إصرار وترصّد على طفلٍ يحتمي خلف والده، أمام شاشات العالم وكاميراته.

إنها “المحرقة الإسرائيلية” الممتدة على مساحات الأمة منذ مجزرة حيفا عام 1937، إلى آماد لا تاريخ لها، ما دام المحتل يلقى الدعم الأميركي والغربي السافر.

من المؤشرات الهامة ما يتعلق بنسبة الأطفال من إجمالي أعداد الشهداء بسبب العدوان على غزة وهي نسبة كبيرة جداً تتجاوز 43%، فيما هي في باقي الحروب أقل من ذلك بكثير.

هي إذاً حربٌ على الأطفال.. جيش يدّعي أنه “الأقوى في المنطقة”، لا يستهدف إلا  منازل آمنة ومستشفياتٍ ومدارس، و لا يهاجم سوى مدنيين من نساء ومسنين وأطفال!

والجدير بالذكر، أن الطفلة “أمل حسين الدر”  ارتقت أمس الأربعاء متأثرة بإصابتها من جرّاء الغارة الإسرائيلية في بلدة مجدل زون، وتمّ تشييعها اليوم الخميس في مأتمٍ مهيب.

وانتشر فيديو للشهيدة الملاك أمل تغني فيه “شهيد بيودع شهيد”!

جنوب  “منذور” دوماً كرمى لعيون فلسطين

لبنان “الجبهة المساندة”، بجنوبه “منذور” دوماً كرمى لعيون فلسطين، وليس هذا فحسب، تتظهّر “أقمار الجنوب” تفتدي لبنان، ترتقي إلى العلياء، جنوب الوطن يفتدي الوطن!

الدم الفلسطيني اللبناني لطالما خضّب أرض جنوبي لبنان وشمالي فلسطين، رابطة الدمّ أمتن الروابط، الجغرافيا والتاريخ يتجليان أكثر  في وريد واحد.

“الشعب عربيٌ واحد.. والحدود تراب”، هكذا تقع على يافطات معبّرة في مخيمات لبنان، وهكذا هو لبنان المثري في تجربته المقاومة التي حررت أرضه، والمساند الحقيقي لاسترجاع كلّ شبرٍ فلسطيني عربي.

تفاعل عارم

عام 2000 لم تكن وسائل التواصل “السوشيل ميديا”، موجودة، ومع ذلك فقد كان لاستشهاد الطفل محمد درّة الوقع الكبير في نفوس الناس عربياً وعالمياً، بسبب التصوير المباشر للجريمة حينها، الوقائع مشتركة والمجرم واحد والحدث جلل بين الجريمتين، مع اختلاف الزمن.

إلى ذلك لاقت جريمة اغتيال الطفلة الدّر تفاعلاً هاماً عبر وسائل التواصل:

زوجة رئيس تيار المردة في لبنان ريما فرنجية كتبت عبر صفحتها: “نعيش اليوم حرباً على الطفولة وفي استشهاد الأطفال حزن كبير ووجع أكبر”.

عم الشهيدة حسن الدر كتب على حسابه X “كان في طيران وكانت أمل خايفة صارت تسبّح، قلتلا شو بتقولي: قالتلي بقول: استغفر الله والحمد لله وغفيت هيك من الخوف أو من الطمأنينة”!

الإعلامي نيشان قال: “اسمها أمل. طفلةٌ ارتقت شهيدةً في جنوب لبنان. اسمها: أمل حسين الدر . رحمها الله وصبّر قلب أسرتها”.

الفنان اللبناني يوسف حداد وضع صورةً مع أبيات وجدانية للطفلة أمل قائلاً: “يا زهرة لجنوب الله وحدو بيعرف كمية الوجع لبقلبي وحدو بيعرف كمية الحقد تجاه الصهاينة بقتلنا الله وحدو بيعرف كمية القرف من  الصمت_العالمي والعربي المشين الله”..

المممثل اللبناني باسم مغنية غرّد عبر منصة  X “بدي أطلب من أمل هيي تترحم علينا وتدعيلنا. ملاك بالسما. عزائي لك حسن ولعائلتك”.

المصدر: الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى