منوعات

أبو عبيدة.. إليكم ما نعرفه عن قائد الحرب النفسية ضد إسرائيل

يختلف وقع إطلالة أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، بين مستمع وآخر.

فإن كان مطمئنًا لمن يتوخى طمأنتهم وصمودهم، إلا أنه في المقابل يبث الرعب لدى من يخشون سماع وقائع الميدان في غزة، ومسار العمليات العسكرية وما تحققه فيه المقاومة الفلسطينية من إنجازات في مقابل ما يتكبده الاحتلال من خسائر.

وفي حين يتعمّد الرسميون ووسائل الإعلام الكبرى في إسرائيل تجاهل خطابات الرجل “الملثم”، تبقى متداولة على نطاق واسع في الشارع الإسرائيلي وعبر تطبيقات المحادثة، على ما يفيد مراسل “العربي”.

أبو عبيدة، الذي يُكنى باسم الصحابي أبو عبيدة بن الجراح الذي فتح القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تحوّل إلى أيقونة فلسطينية من غزة إلى العالم.

وبعدما ظهر عدة مرات خلال سنوات مضت، إلا أن إطلالاته منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” وشنّ الاحتلال عدوانه على غزة، كرّسته كواحد من الشخصيات الأكثر شعبية على الرغم من الغموض حول اسمه وشكله حيث لا يظهر منه إلا عيناه.

ويختصر مظهر الرجل وفحوى تصريحاته هوية جمعية، تعبّر عنها الكوفية وبذة المقاومة، والخطاب الذي ينبئ بموازين معركة يتفوق فيها أصحاب الأرض في القتال والصمود، ويفرضون على الاحتلال شروطهم.

وعلى هذا النحو تحوّل أبو عبيدة إلى قائد الحرب النفسية التي تدار من غزة، البقعة التي لطالما أرقت الاحتلال فشنّ عليها حروبًا متتالية. وإن ادعى المسؤولون في تل أبيب عدم سماع خطاباته، فهم يلمسون ما تثيره من بلبلة وغضب في صفوف الإسرائيليين لا محالة.

الرجل يتحدث عن إنجازات المقاومة في تصدّيها للجنود الإسرائيليين المتوغلين في غزة؛ من مسافة أمتار أو النقطة صفر، مبينًا ما تكبده هؤلاء من خسائر عبر دك الجنود وتفجير فتحات الأنفاق ونسف المنازل التي يتحصنون فيها أو حقول الألغام التي يعبرون فوقها.

وتأتي الإحداثيات المعلن عنها على لسان أبي عبيدة مفصّلة وتتضمن أنواع الأسلحة المستخدمة وتقديرات لأعداد القتلى والمصابين من جنود الاحتلال، الذين قال عنهم أبو عبيدة ذات تصريح “نصطادهم كالبط”. وقد شهدت المقاطع المصورة التي يقوم في كل مرة بنشرها على ذلك.

وبينما يضطر الاحتلال إلى نشر تحديثات حول قتلاه في المعارك، إلا أن متابعين يؤكدون أنها أقل بكثير مما هي في الواقع، كي لا تظهر إسرائيل في موقع المهزوم.

إلى ذلك، يجمع كثر على مزايا أبو عبيدة من فصاحة اللغة وطلاقة اللسان والنبرة التي تعكس صدقية المضمون بشأن الواقع والوقائع. والرجل يجزم بالنبرة نفسها أن “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ”.

ويتوعد بانتصار المقاومة في نهاية المعركة وثبات أصحاب الأرض، خاتمًا خطاباته بعبارة: “وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”.

وفي إسرائيل، التي شاهد قادتها لأول مرة أبو عبيدة في العام 2006، عندما أعلن عن أسر القسام الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية باسم “الوهم المتبدد”، ردًا على مجزرة شاطئ غزة بالعام نفسه، لم تفلح أجهزة الاحتلال الأمنية والاستخباراتية في التوصل إلى هويته.

وسائل إعلام إسرائيلية بنت سيرة للرجل من دون وجود ما يؤكدها، منها أنه ينحدر من قرية نعليا في غزة، التي احتلتها إسرائيل خلال نكبة العام 1948.

كما أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن أبو عبيدة قد حصل في العام 2013 على درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية في غزة، وأعدّ أطروحة تحت عنوان: “الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام”.

بدوره، عمد المتحدث باسم جيش الاحتلال إلى الادعاء بأن اسم أبو عبيدة هو حذيفة كحلوت، ونشر صورة مزعومة لشخصه.

ومتى غاب الرجل خلال العدوان على غزة نشر الاحتلال مزاعم بأنه مصاب ومختبئ أسفل مستشفى ناصر.

ولما تكرر ظهوره روّج لتصريح مفبرك نسبه لـ”أبو عبيدة” عن “وجوده خارج فلسطين لكنه مع غزة بقلبه ومشاعره”؛ وهو ما يتمناه الاحتلال في حقيقة الأمر ويجافي الواقع.

المصادر: العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى