“لا تزعجونا.. نحن نقتل الأطفال”.. جدعون ليفي: لا مبرر لقتل إسرائيل 11500 طفل
قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال نشره، الأحد، في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن قيام الجيش الإسرائيلي بقتل 11 ألفًا و500 طفل في غزة “رعب ليس له تفسير”.
وأضاف: “قُتل طفل كل 15 دقيقة في غزة، وتعرض طفل من كل 100 في غزة للقتل خلال الأشهر الأربعة الماضية”.
وأشار ليفي إلى قيام شبكة الجزيرة بنشر قائمة بما لديها من أسماء الأطفال الذين فقدوا حياتهم في غزة، واصفًا هذه القائمة بأنها “بدت مثل قائمة الأسماء في نهاية فيلم طويل مع نغمة حزينة في الخلفية”.
ووصف ليفي معاناة أسر الضحايا من الأطفال بقوله “بقي أطفال شهدوا موت أحبائهم، وآباء دفنوا أطفالهم، وأفراد قاموا باستخراج جثث الأطفال من بين الأنقاض والحرائق، والآلاف من الأطفال المعاقين، وعشرات الآلاف من المصدومين للأبد”.
وطبقًا لبيانات الأمم المتحدة، فقد 10 آلاف طفل كلا الأبوين في هذه الحرب التي تموت فيها الأمهات بمعدل 2 كل ساعة.
وأضاف ليفي “لا تفسير ولا تبرير ولا عذر يمكن أن يخفي هذا الرعب، والأفضل لآلة الدعاية الإسرائيلية ألا تحاول ذلك. لا قصص عن أن حماس مسؤولة عن كل ما يحدث، أو أن حماس تختبئ بين المدنيين”.
ووصف ليفي ما يحدث لأطفال غزة بقوله إن “رعبًا على هذا المستوى ليس له تفسير سوى وجود حكومة وجيش يفتقران لأي حدود يفرضها القانون أو الأخلاق”.
لا تغطية في إسرائيل
وأشار ليفي إلى قتل أطفال غزة على هذا النطاق دون تغطية في الإعلام الإسرائيلي، ودون حوار عام حول حجم العنف الذي سمحت إسرائيل لنفسها بالوصول إليه في غزة هذه المرة، وبشكل لم يحدث من قبل.
وأضاف أن هذا كله يحدث دون أن يفكر أحد في إسرائيل في ما يمكن أن يتحقق من هذا القتل الجماعي، أو الثمن الذي ستدفعه، مضيفًا “لا تزعجونا. نحن نقتل الأطفال”.
ورفض ليفي ما وصفه “بالإكليشيهات” أو العبارات التقليدية، لتبرير ما يحدث في غزة، مثل القول “إنهم من بدأوا” (في إشارة للفلسطينيين)، أو “لا يوجد خيار”، أو “ما الذي تريد أن نفعله؟”، أو أن الجيش الإسرائيلي “يقوم بكل ما يستطيع لتجنب قتل الناس الأبرياء”.
ومضى ليفي قائلًا “الحقيقة أن إسرائيل لا يعنيها الأمر، وليست مهتمة به”، وأن هناك من يرى “أن الفلسطينيين لا يحبون أطفالهم، وفي كل الأحوال سيكبر الأطفال الفلسطينيون ليصبحوا إرهابيين”.
جرائم لا يمكن السكوت عليها
وفي الوقت ذاته تمضي إسرائيل، كما قال ليفي، في إزالة أجيال بكاملها في غزة، ويقتل جنودها الأطفال بأعداد تنافس أبشع الحروب، وهو أمر لا يمكن نسيانه.
وتساءل ليفي “كيف يمكن لناس أن ينسوا من قتل أطفالهم بهذه الطريقة؟ كيف يمكن لأصحاب الضمائر حول العالم أن يبقوا صامتين تجاه مثل هذا القتل الجماعي للأطفال”.
وأجاب ليفي عن بعض ما طرح من تساؤلات بقوله “الحقيقة أنه من المستحيل أن تبقى صامتًا. يستغرق الأمر سبع دقائق لعرض قائمة آلاف الأطفال القتلى، ويمرون بنفس السرعة التي مرت بها حياتهم البائسة”.
وختم ليفي مقاله بقوله “في النهاية لا يمكن للمرء أن يبقى صامتًا. هذه الدقائق السبعة ستجعلك تشعر بالاختناق والأسى والعار الشديد”.