منوعات

تجنبًا لطوفان جديد.. الكيان يحفر خندقًا على طول الحدود مع الجولان المحتلّ

تحاول القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية تجنّب سيناريو مماثلًا لصدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولكن على جبهة أخرى وهي جبهة الجولان المحتلّ. هذا ما كشفت عنه صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية، والتي تحدثت عن بدء “الجيش الإسرائيلي بحفر خندق خلف السياج الفاصل على طول الحدود مع سوريا، وذلك بهدف منع أي هجمات مستقبلية، بهدف منع تكرار سيناريو طوفان الأقصى”.

حلول مجترعة من العصور الوسطى

حول نجاعة الخطة الإسرائيلية وإمكان نجاحها في تفادي سيناريو غزّة، قال الخبير العسكري العميد علي خضور لموقع “العهد” الإخباري إن: “الخطة الإسرائيلية هي انعكاس لحجم التوّتر والارباك الذي أصيبت به القيادة الإسرائيلية على المستويين السياسي والعسكري”.

ورجّح المحلّل العسكري أن: “توتر الأوضاع يعود إلى حجم الفشل الإسرائيلي، خاصة على الصعيدين الأمني والاستخباراتي، في اكتشاف عملية “طوفان الأقصى” قبل وقوعها، بعد أن كانت “إسرائيل” تفتخر بقدرتها الاستخبارية وقدرتها على صد أي هجوم حتى قبل بدء التنفيذ. ومع ذلك، تحوّلت حال الثقة والاطمئنان في القيادة الإسرائيلية بعد الهجوم في السابع من تشرين، إلى حالٍ من القلق والشك والريبة. ثم جاءت هجمات محور المقاومة على مختلف الجبهات لتزيد من حالٍ الارتباك، فدفعت قيادة العدو إلى اتخاذ خطوات تُظهر جدوى محدودة. وهذا ما أكده أحد كبار ضباط الهندسة الإسرائيلية، حين وصف حفر الخندق بأنه استراتيجية تقوم على أساليب القرون الوسطى، وبرّر هدف هذا الحفر بأنه يمنع، وبشكل خاص، عربات الدفع الرباعي من التوغل في العمق الصهيوني بعد كسر الخطوط الدفاعية للقوات الإسرائيلية، زاعمًا أن هذا الخندق لو كان موجودًا على حدود القطاع لما تمكّن المقاومون الفلسطينيون من التقدم بعرباتهم وأسروا الجنود والمستوطنين والعودة بهم إلى القطاع”.

ورأى العميد علي أن كلام الضابط الصهيوني، وإن كان ينطبق إلى حد ما على القطاع، فإنه لا يمكن أن ينجح على الجبهات الأخرى ذات العمق الحيوي، والتي يملك مقاتلوها وجنودها أكثر من سيارات دفع رباعي ليعبروا بها. ولكنه أوضح أن الكيان الإسرائيلي يهدف أيضًا من خلال حفر الخندق إلى الاستغناء، إلى حد ما، عن العامل البشري في الدفاع عن حدوده حيث تشتت القوى البشرية الصهيونية على الجبهات كافة؛ فضلًا عن حرب غزّة التي استنزفت فرقه وكتائبه وألوية النخبة.

مآرب أخرى لقوات الاحتلال

من ناحيته؛ قال المحلل السياسي إبراهيم الأحمد، لموقع “العهد” الإخباري، إنه بالإضافة إلى العامل الأمني هناك عوامل أخرى تدفع هذا الكيان إلى القيام بهذه الخطوة، وهو استغلال الفوضى الحاصلة في المنطقة لتحقيق مكاسب لوجستيه على الأرض وهذا ما حصل عندما قامت الجرافات وآليات الهندسة الإسرائيلية وبحجة إنشاء الخندق بتجريف عدد من السواتر الترابية والأشجار من جهة مجدل شمس بالرغم من تواجد قوات الأندوف التي اكتفت بمراقبة ما يجري. وهذا ما دفع المركز الروسي للمصالحة بالاعلان عن قيام القوات الجوفضائية الروسية بتسيير دوريات جوية عند خط برافو لمراقبة التحركات الإسرائيلية الأخيرة، فضلاً عن إنشاء نقطتين جديدتين لمراقبة وقف إطلاق النار على الحدود.

وذكر المحلّل السياسي بأنه سبق لكيان الاحتلال أن قام، بين العامين 2013 و2015، ببناء سياج حدودي مع سورية يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار، إلا أن الأحمد أكد أن كلّ هذه التحركات الصهيونية لن تحمي حدود هذا الكيان، ولن تجنّبه مصيره المحتوم، وهو مصير كلّ من جاء قبله إلى هذه الأرض غاصبًا محتلًا.

المصدر : العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى