لبنانيات

تصاعد نوعيّ وكميّ .. المقاومة الإسلامية أظهرت مزيدًا من أسلحتها الجديدة

ظلّت التطورات الميدانية على جبهة الجنوب اللبناني مع فلسطين المحتلة، محور المقالات الرئيسية للصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 30 كانون الثاني 2024، إلى جانب تطورات العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وركزت الصحف اللبنانية بشكل خاص على الأسلحة النوعية التي أدخلتها المقاومة الإسلامية في تنفيذ عمليات الجريئة دعمًا للشعب الفلسطيني وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‌‏والشريفة، لا سيما الصواريخ الموجهة المزودة بالكاميرات وصواريخ “بركان” و”فلق – 1″ و”فلق – 2″ التي تمتلك دقة إصابة عالية وقدرة تدميرية كبيرة.

وقللت الصحف اللبنانية من أهمية التهديدات المتكررة التي يطلقها وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، بتحريك جيش العدو “قريبًا جدًا نحو الحدود الشمالية مع لبنان”.

البناء
في السياق كتبت صحيفة “البناء” تحت عنوان: “غزة تقصف تل أبيب بـ 15 صاروخًا… وحزب الله يظهر بعض ترسانته الحديثة” تقول: “لا زالت المنطقة تحت ضغط مناخات القلق من تصاعد المواجهة العسكرية بين محور المقاومة ومن خلفه إيران من جهة والتحالف الأميركي الإسرائيلي من جهة مقابلة، نحو حرب كبرى على خلفية العملية النوعية التي نفذتها المقاومة العراقية واستهدفت قاعدة أميركية على الحدود السورية الأردنية وأسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 بجراح.
في واشنطن محاولة للتمهل أمام المطالبات بالردّ السريع والحاسم وصولاً لدعوات الحرب على إيران، وتأكيد بأن الرد الأميركي على العملية مقبل وأن واشنطن سوف تردّ في المكان والزمان المناسبين والطريقة التي تختارها، مع اظهار اهتمام أكبر بالجهود المبذولة لإنجاز صفقة تبادل يبدو أن المساعي القطرية المصرية الأميركية قد اقتربت من التوصل إلى التفاهم حولها، وفقاً لما قاله رئيس الحكومة القطري، ولم تقم حركة حماس بنفيه، حيث أكد المستشار الإعلامي لرئيس مكتبها السياسي القيادي طاهر النونو لقناة “الميادين”، أن المفاوضات جارية، وأن القيادة معنية بالإفراج عن الأسرى ومهتمة بالتوصل الى نتيجة إيجابية، بينما أكد القيادي في الحركة أسامة حمدان أن الموقف لا يزال على حاله برفض أيّ تبادل دون وقف نهائيّ للحرب.
ما كُشف عن مشروع الصفقة المحتملة يقوم على هدنة لـ 45 يوماً قابلة للتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار، على قاعدة تجديد الهدنة لثلاثة شهور بعد الهدنة الأولى مع صفقة ثانية للتبادل، بحيث يبقى بيد حماس عدد كاف من الأسرى دائماً لربطه بوقف النار النهائي، وتتضمن الصفقة في المرحلة الأولى إطلاق 35 أسيراً من المستوطنين والجنود مقابل إطلاق قرابة خمسة آلاف من الأسرى وفق معادلة بين 100 و200 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي.
المقاومة في غزة واصلت عملياتها وتضمّنت بياناتها المزيد من أرقام النجاحات المحققة في مواجهتها لقوات الاحتلال. وكان الحدث المهم يوم أمس العودة لاستهداف تل أبيب بالصواريخ، حيث سقط في منطقة تل أبيب 15 صاروخاً أطلقت من غزة رغم ادعاءات جيش الاحتلال بالنجاح بتوجيه ضربات قاضية لسلاح صواريخ المقاومة”.

وأضافت “البناء”: “على جبهة لبنان تصاعد نوعيّ وكميّ تعتمده المقاومة وقد أظهرت الى العلن المزيد من أسلحتها الجديدة، كان أبرزها ما تتحدّث عنه وسائل الإعلام الاسرائيلية خلال اليومين الماضيين تحت عنوان الردع العلميّ، حيث كانت نسخة صاروخ “فلق 2” وما يتميّز به من دقة، ونجاح تزويده بكاميرا تصوير تظهر مساره وصولاً الى لحظة اصطدامه بالهدف مصدر إبهار وذهول في الرأي العام في كيان الاحتلال.

فيما تترقب الساحة الداخلية انطلاق تحرّك سفراء دول اللجنة الخماسيّة في لبنان باتجاه المرجعيات والقوى السياسية على خط استحقاق رئاسة الجمهورية، بقيت العيون على الجبهة الجنوبية على وقع استمرار التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان.
وقد جدّد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، التهديد بأن “الجيش سيتحرك قريباً جداً على الحدود الشمالية مع لبنان”.
وقلّلت مصادر سياسية في فريق المقاومة لـ “البناء” من أهمية التهديدات الاسرائيلية لكون حكومة الاحتلال وإن كانت تحمل نيات مبيتة وظروفًا موضوعية ودافعة للعدوان على لبنان، لكنها لا تستطيع من دون ضوء أخضر أميركي لكون القرار بالحرب على لبنان هو بيد الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. وفي الدرجة الثانية يتعلق بالقدرة العسكرية الإسرائيلية بعد ٣ أشهر ونصف من حرب الاستنزاف في غزة، وبالدرجة الثالثة أن “إسرائيل” لا تضمن الانتصار في الحرب في ظل قوة حزب الله الذي يستطيع افشال اهداف اي عدوان وتكبيد العدو خسائر فادحة قد لا يستطيع تحمّلها في ظل حالة الانهاك والاستنزاف الذي يعيشها حالياً.
وأوضح خبراء عسكريون لـ”البناء” أن سحب ألوية من النخبة في الجيش الاسرائيلي من غزة ونقلها الى لبنان والإعلان عن ذلك لا يعد مؤشرًا على اقتراب “إسرائيل” من شن عدوان كبير على لبنان، مع الإشارة إلى أن إضافة بعض الألوية على المئة ألف جندي وضابط الموجودة على طول الحدود لا يغير في المعادلة، لأن الحرب لا تقاس فقط بعدد الجنود وخاصة مع جيش كالجيش الإسرائيلي لا يقاتل بروح معنوية كبيرة كالتي يقاتل بها حزب الله أو حركة حماس. والدليل وفق الخبراء أن ألوية النخبة لم تغير المعادلة في غزة بل تكبّدت الخسائر وهُزمت وها هي تنسحب تدريجياً من غزة. فكيف ستغير المعادلة في جنوب لبنان مع حزب الله؟ ولفت الخبراء الى ان حزب الله أعدّ للحرب الطويلة والكبيرة ولديه بنك أهداف واسع في كل “إسرائيل” ويستطيع الوصول الى أهداف حيوية وحساسة بالصواريخ الدقيقة التي يمتلك الآلاف منها. واستبعد الخبراء تحرك الجيش الاسرائيلي في عملية برية على الجنوب لأنه سيتكبد خسائر فادحة ستكون ضربة قاسية قد تدمّر الجيش الاسرائيلي بعد تعرضه لضربات كبيرة في ٧ تشرين وجولات القتال بعده.
لكن الخبراء وفقًا لصحيفة “البناء” يتخوفون من التصعيد الأخير في المنطقة لا سيما قصف المقاومة العراقية للقواعد الاميركية على الحدود السورية الأردنية والتهديدات الأميركية برد فعل قوي على إيران وحلفائها، الأمر الذي قد يستدرج ردود فعل متقابلة وتصعيدًا إضافيًا يأخذ الأمور الى حرب اقليمية تدخل فيها إيران وبطبيعة الحال حزب الله.

ولفتت “البناء” إلى العمليات النوعية اتي تنفذها المقاومة الإسلامية وآخرها استهداف ‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏سلسلة مواقع وتجمّعات ‏لجنود إسرائيليين خلف موقع جل العلام بصاروخ “فلق” وفي محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية ‏وفي قلعة هونين بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة وفي محيط ثكنة “زرعيت” بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة. وقبل ذلك، استهدف ‌‌‌‌‌‌‌‌ثكنة ‏”برانيت” بصواريخ “بركان” وأصابتها إصابةً مباشرة، مشيرة إلى إقرار إذاعة جيش الاحتلال، بـ”إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي جراء سقوط صواريخ بركان على ثكنة برانيت بالجليل الغربي”.
في المقابل تعرضت أطراف عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي.
وقصف جيش الاحتلال تلة العزية من جهة كفركلا وديرميماس بقذيفتين مدفعيتين وايضاً أطراف مروحين. وتعرضت منطقة الضهور في بلدة كفركلا لقصف بالقذائف الفوسفورية رافقه إطلاق أعيرة نارية باتجاه البلدة. وسقطت ثلاث قذائف في خراج سردا قرب برج تابع للجيش. إلى ذلك أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب أن “وقف القتال في جنوب لبنان صعب بسبب التهديدات الإسرائيلية المستمرّة”. وطالب “بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وترسيم الحدود مع “إسرائيل””. وأضاف “يمكن لـ”إسرائيل” بناء جدار على الحدود مع لبنان بعد ترسيم الحدود”، مشيرًا إلى أن “إذا توقف إطلاق النار في غزة سيتوقف التصعيد في جنوب لبنان”. وتابع بوحبيب “يجب أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ثم البدء بترسيم الحدود”، قائلًا: “نطالب بمفاوضات غير مباشرة مع “إسرائيل” لحل النقاط الخلافية”.
كما أشار إلى أن “المجتمع الدولي يتمسّك بحل الدولتين لكن هناك رفض إسرائيلي”.
وفي سياق ذلك اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع بوحبيب، وبحث معه نتائج الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي في نيويورك على المستوى الوزاري بشأن الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأطلع وزير الخارجية الرئيس ميقاتي على الاجتماعات واللقاءات التي عقدها وأبرزها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وردود الفعل التي صدرت بشأن الكلمة التي ألقاها. وقال وزير الخارجية “ابلغت المجتمعين أن هناك فرصة تاريخية لهدوء مستدام على حدود لبنان الجنوبية. فلبنان لا يريد الحرب، ولم يسعَ يوماً، أو يسعى اليوم إليها”. وشدد على “أن رؤية لبنان من اجل تحقيق الامن والاستقرار المستدام في جنوب لبنان تقوم على التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة”.
وفي موضوع آخر حذر بوحبيب بعد لقائه السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ان “قطع المساعدات عن الأونروا خطأ تاريخيّ سيؤدي إلى حرمان اللاجئين الفلسطينيين من أي أمل بحياة ومستقبل أفضل وسيشكل تهديداً للأمن الإقليمي ولأمن الدول المضيفة والدول المانحة على حد سواء”.
وكتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر صفحته الرسمية على منصة “أكس”: “نخشى ان يكون قرار حجب التمويل عن الـUNRWA مقدّمة لتصفية القضية الفلسطينية وجعل التوطين أمراً واقعاً ببلدان اللجوء. القرار يُحرم الوكالة من غوث اللاجئين الفلسطينيين وتداعياته الإنسانية كارثية. وفي حال أرادوا تعميم الحجب عن جميع نشاطات الوكالة في المنطقة، سيكون للقرار تداعيات سياسية كبيرة. لبنان لن يدفع الثمن مرّةً أخرى”.

على صعيد الملف الرئاسي رأت “البناء” أنه لم يسجل أي جديد بانتظار جولة سفراء دول الخماسية والتي تبدأ من عين التينة، حيث يتلقي السفراء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أبدى استعداده وفق معلومات “البناء” للتعاون مع مقترحات ممثلي اللجنة والبحث في آفاق الخروج من الأزمة الرئاسية.
لكن مصادر مواكبة للحراك الرئاسي أشارت لـ”البناء” إلى أن سفراء الخماسية ليسوا على موقف موحد رغم الإيحاء بغير ذلك، كما أعلن السفير المصري في لبنان، فلكل دولة موقفها وحساباتها ومصالحها ونظرتها للساحة اللبنانية لا سيما أن المشهد بات أكثر تعقيداً بعد حرب غزة. وحذّرت المصادر من أن جوهر الحراك الخارجي الجديد هو محاولة فصل الملف الرئاسي عن حرب غزة من بوابة الضغط على حزب الله لفرض رئيس على لبنان تحت وطأة التهديد بعدوان إسرائيلي واسع على لبنان او السعي باتجاه عرض مقايضة على الحزب لتسهيل انتخاب مرشحه مقابل تقديم تنازلات في الجبهة الجنوبية. وأوضحت المصادر ان جوهر ومحور الحراك الخماسيّ هو انتزاع حل من لبنان يصب في إراحة “إسرائيل” واستعادة الأمن للمستوطنين المهجرين من شمال فلسطين. وهذا يتلاقى مع الهدف الذي جاء لأجله الموفد الأميركي أموس هوكشتاين.

في المقابل، جددت أوساط حزب الله لـ”البناء” رفض أي مقايضة بين الملف الرئاسي والجبهة الجنوبية، موضحة أن الحزب مع فصل الملف الرئاسي عن حرب غزة، لكن ليس على أساس فرض مرشح ما لكن وفق قواعد محددة وأهمها الحوار الوطني للتوصل الى قواسم مشتركة ومواصفات معينة للرئيس العتيد ما قد يؤدي الى تحالفات نيابية جديدة تتيح تأمين أغلبية نيابية ونصاب الثلثين للانتخاب..
وجدّدت مصادر التيار الوطني الحر لـ “البناء” رفضها ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأسباب عدة سبق وشرحها رئيس التيار، لكننا مستعدون للحوار مع حزب الله وحركة أمل على مرشح آخر غير فرنجية، كما توافقنا مع قوى المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور. وشددت المصادر على أننا سنعيد انتخاب ازعور في حال دعا رئيس المجلس لجلسة انتخابية مقبلة.

الأخبار
من جهتها وتحت عنوان: “حزب الله – “إسرائيل”: أيهما يفرض القرار 1701 بشروطه؟” لفتت صحيفة “الأخبار” إلى أن حماسة اللجنة الخماسية الدولية لم تحتج سوى الى أيام قليلة لتبيان خطأ الرهان على بعث الروح في انتخاب الرئيس. ما تناهى من مناقشاتها الى الافرقاء أكد المؤكد: الشغور يراوح مكانه. فهم هؤلاء ان الاختلاف في الآراء كان في صلب ما تحدث فيه السفراء.

ورأت أن من بعض ما وصل الى افرقاء محليين عن اجتماع الخميس الفائت (25 كانون الثاني) لسفراء دول الخماسية، ان عودة الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى بيروت في جولة تحرّك جديدة تنتظر حصوله على تفويض دولها له، غير المعطى كليًا في الوقت الحاضر. يتفق السفراء الخمسة على الحاجة الى مرشح جديد لرئاسة الجمهورية. يتقاطعون على الاعتقاد بأن انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية متعذر. يتقاطعون كذلك على ان من الصعوبة بمكان انتخاب رئيس لا يوافق عليه الثنائي الشيعي. إلا أنهم يختلفون على المرشح. لكل من فرنسا والسعودية وقطر مرشح يختلف عن الآخر. يقال إن باريس تجاري الرياض في تأييد انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، فيما تحبذ الدوحة المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. رابعتهم القاهرة تبحث عن دور، فيما الاوسع تأثيراً واشنطن لا مرشح لها يشغل اهتمامها سوى القرار 1701. يكاد يكون مرشحها الوحيد في الوقت الحاضر.

ورأت “الأخبار” أن “لا مغزى للموقف الاميركي سوى انه يتطابق مع موقف حزب الله، لكن في وجهة مغايرة تماماً لكل ما يدور من حوليْهما: ما يعني الحزب حالياً انطفاء حرب غزة ومن ثمّ النظر في ما سيكون عليه التفاوض على القرار 1701. بذلك، دون سائر دول الخماسية كما الافرقاء اللبنانيين، يستحوذ القرار 1701 على انشغال الطرفيْن الاكثر فاعلية في الاستحقاق الرئاسي وفي الاستقرار الداخلي كما على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية. لكل من واشنطن وحزب الله مفهوم مختلف لقرار مجلس الامن وتفسيره وطريقة تطبيقه، ما يجعل اي تفكير لهما في استعجال انتخاب الرئيس في وقت قريب قليل الاهمية، هامشياً ان لم يُقل منسياً”.
وقالت: “ليس الزوار الدوليون السياسيون وحدهم اكبّوا على الطلب من السلطات اللبنانية العودة الى القرار 1701 في الجنوب، فسحاً في المجال امام عودة آمنة للمستوطنين الاسرائيليين. ثمة زوّار في الخفاء لا يفصحون عن مهماتهم. يحضرون ويرحلون في صمت بعيداً من الاضواء هم رؤساء استخبارات عسكرية اوروبية مهمومون بأمن “إسرائيل”. بينهم المعروف اهتمامه كألمانيا، وبعضهم غير معروف اهتمامه كرومانيا. يصل رؤساء اجهزة استخبارات لمهمة محددة هي حض الحكومة اللبنانية على العودة الى قرار مجلس الامن.
بذلك يتكشّف واقع الاهتمام الدولي بالجزء اللبناني في حرب غزة اكثر منه ذاك المتصل بالدولة اللبنانية وتحديدًا انتخاب رئيس للجمهورية. الاول يعبّر عن الاستقرار الاقليمي تتداخل فيه أكثر من دولة، لكن “إسرائيل” أول مَن يريده، فيما الثاني شأن محض محلي يعني اللبنانيين دون سواهم سواء اتفقوا او تنابذوا كما الآن. ذلك ما تشير اليه معطيات اضافية:
1 – ليس بين المسؤولين اللبنانيين مَن يسمع زائرًا دوليًا، سياسيًا أو أمنيًا، يربط تنفيذ القرار 1701 بانتخاب الرئيس، او العكس. يكتفون بالسؤال عن مآل قرار مجلس الامن فقط.
2 – الربط الجاري الكلام عليه ليس الا من صنع افرقاء الداخل، لم يتورط فيه أحد في الخارج وليس في جدول أعمال دول الخماسية، ولا حتماً ناقشوه في اجتماعهم الاخير. الا انهم، كسواهم من زملائهم العرب والدوليين، يسألون عن القرار 1701 على انه عامل استقرار في جنوب لبنان ومع اسرائيل.
3 – تحوّل الجدل الدائر من حول الربط بين القرار والاستحقاق، أو عدم ربط أحدهما بالآخر، إلى مادة جديدة للاشتباك السياسي في ما بين الافرقاء المحليين لا سيما منهم الاطراف المسيحيين. بالتأكيد جميعهم معنيون بانتخاب الرئيس وشركاء فيه في مجلس النواب وخارجه، ويملك بعضهم فيتو منع وصول غير المرغوب في وصوله، بيد انهم ليسوا كذلك ابداً حيال القرار 1701 الذي لا يمسك بناصيته سوى فريق واحد فقط هو الثنائي الشيعي: الرئيس نبيه برّي سياسياً في ما يشترطه على كل مَن يفاتحه في تطبيقه لدى استقباله من الزوار على انه هو المحاور الشيعي غير المستغنى عنه، وحزب الله اللاعب الميداني الوحيد على ارض القرار والطرف المباشر في حرب غزة.
4 – المثير للانتباه المصادفات المستجدة في الآونة الاخيرة في تقاطعات تجعل حزب الله وحزب القوات اللبنانية طرفيْها. حدث ذلك في تمديد بقاء قائد الجيش في منصبه سنة جديدة دونما ان يُصوّت له الحزب، بيد انه مثّل الغطاء السياسي لاكتمال نصاب البرلمان. الآن يتقاطعان على رفض ربط الاستحقاق الرئاسي بتنفيذ القرار 1701″.
وتابعت الصحيفة: “في حسبان حزب القوات اللبنانية، وهو يرفض الربط، معارضته اي صفقة سياسية تنشأ عن الموافقة على تنفيذ القرار في مقابل وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية على انه مكافأة لحزب الله. ما يريده تطبيقه بلا شروط بارغام حزب الله على اخلاء منطقة عمليات القوة الدولية، وكذلك انتخاب رئيس للجمهورية يستفز حزب الله ولا يكتفي بأن يكون محايداً.
وجهة النظر المقابلة أكثر تشعباً. في حسبان حزب الله انه ممسك بإحكام بالاستحقاقيْن في آن: ما دام يملك فيتو قاطعاً يمنع انتخاب رئيس للجمهورية لا يوافق عليه، الا انه في الوقت نفسه متمسك بمرشحه المتمسك هو الآخر بالاستمرار في ترشحه ما دام يحتفظ منذ جلسة 14 حزيران بـ51 صوتاً لم يقل اي من اصحابها انه تخلى عنه. القيمة المضافة اخيراً تأكيد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انه لا يمانع في انتخاب فرنجية. فوق ذلك كله، ليس خافياً ان حزب الله يدير الظهر كلياً للاستحقاق بينما اهتمامه بحرب غزة واستمرار اشتعال الجبهة الجنوبية مع “إسرائيل”.
اما القرار 1701 فشأن آخر عند حزب الله: هو أول المعنيين به ويكاد يكون الوحيد ما خلا ارسال الحكومة اللبنانية الجيش الى منطقة عمليات القوة الدولية في الجنوب. ما يُسمع عن موقف الحزب من قرار مجلس الامن غاية في الوضوح: لا عودة الى القرار 1701 على نحو ما كان عليه بين عام 2006 واندلاع حرب غزة بإبعاد حزب الله الى شمال الليطاني في مقابل تفلّت اسرائيلي في انتهاكاته. إما يُطبّق كاملاً او لا يُطبّق. سواء اضيف اليه في مرحلة ما بعد حرب غزة التفاوض على استعادة مزارع شبعا وB1 والنقاط الـ13 المختلف عليها او من دونها، لا رجوع اليه من دون توقّف الانتهاكات البرية والبحرية والجوية. المُحصى لدى السلطات اللبنانية مذ ذاك ما يزيد على 34 ألف انتهاك اسرائيلي خلال 18 عاماً، في المقابل لم تسجّل القوة الدولية يومًا على مر السنين تلك انتهاكًا لبنانيًا له. تاليًا تطبيق متوازن له من جانبي الحدود.
ما يُسمع من يقين حزب الله ان لا تطبيق جديًا وفعليًا وحقيقيًا للقرار 1701 انطلاقًا من الاعتقاد بأن ما تحتاج اليه “إسرائيل” يوميًا هو انتهاك الاراضي اللبنانية لاسيما منها الجزء الاساسي والجوهري فيه، وهو الطلعات الجوية لطائراتها ومسيّراتها لمراقبة “خلف خطوط العدو”، مواقع حزب الله وراء الحدود، ورصد تحركاته ونشاطاته ومحاولة تقييد تحركاته. من دون انتهاك جوي كهذا تعرف اسرائيل انها قد تستيقظ يوماً على أنفاق لحزب الله تحت اراضيها.
يقارب حزب الله القرار 1701 اليوم على انه وجهة نظر على ما تفعل الدولة العبرية، كما لو انه مشطور الى تفسيرين”.

الديار
بدورها لفتت صحيفة “الديار” إلى الأسلحة النوعية التي بدأت تستخدمها المقاومة الإسلامية في عملياتها على جبهة الجنوب اللبناني، وكتبت تحت عنوان: «صندوق المفاجآت» تقول: ”
ميدانيا، وعلى وقع الحرب النفسية «الاسرائيلية» عبر اعلان وزير حرب عدو الإسرائيلي يوآف غالانت أن «الجيش الإسرائيلي» سيتحرك قريبًا جدًا في الشمال عند الحدود مع لبنان مشيرًا الى انه ابلغ الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال، واصل حزب الله الكشف عن بعض من «صندوق المفاجآت» لديه، في محاولة واضحة لكبح جماح التصعيد «الاسرائيلي»، فاستخدم بالأمس صواريخ “البركان” على نطاق واسع، و”فلق واحد”، وادخل ايضا “الكورنيت” المعدل الجديد الى مسرح العمليات، والصاروخ الموجه بكاميرات.

وأضافت: “إنها أسلحة ردعية، تقول أوساط مطلعة على الواقع الميداني، ويفهمها «الجيش الاسرائيلي» جيدًا، باعتبارها لا تشكل إلا 10 في المئة من ترسانة الحزب المخفية، ما يزيد من منسوب القلق حيال ما يملكه من صواريخ دقيقة، وأسلحة أرض – جو، وأرض – بحر.
هذه التطورات النوعية دفعت الإعلام «الإسرائيلي» إلى الاقرار بأن حزب الله نجح في ردع «اسرائيل»، وشككت في قدرة الجيش على فتح حرب شاملة مع لبنان. وقال مُعلّق الشؤون السياسية في «القناة 13 الإسرائيلية» ألون بن ديفيد، إن «اسرائيل» عاجزة عن إبعاد قوات الرضوان إلى ما بعد الليطاني. وقد وصفت وسائل إعلام «إسرائيلية» الوضع في الشمال بأنه «خطرٌ جداً»، كما لفتت إلى أنّ الجبهة الداخلية هناك في خطر أيضاً، وهو امر لم يسبق له مثيل في «اسرائيل» التي تقف امام خيارات محدودة في مواجهة حزب الله، في ظل غياب البنية التحتية في الشمال. وفي هذا السياق، طلب رئيس مجلس شلومي الحصول على 1000 غرفة محصّنة، ولكنّهم بنوا له 40 فقط. وهذا يطرح السؤال حول قدرة «إسرائيل» على خوض حرب واسعة ضد حزب الله قد تمتد الى وقت طويل”.

وبعد عرض للعمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الإسلامية أمس رأت “الديار” أن «رسائل» حزب الله السياسية عبر الحضور في الميدان تبدو على قدر كبير من الأهمية أيضًا، حيث يضع لبنان حول «الطاولة» وليس على «الطاولة»، في ظل انتقال البحث عن تفاهمات سياسية محتملة.

الجمهورية
وفي السياق أشارت صحيفة “الجمهورية” إلى تسارع التطورات على الجبهة الجنوبية والتهديدات الصهيونية للبنان، ونقلت عن مسؤول كبير قوله: “إن الحذر مطلوب دائماً من أي عمل عدواني واسع يمكن أن تقوم به إسرائيل في اي وقت ضد لبنان، ولكن في الوقت نفسه، رغم كل العدوانية التي تمارسها اسرائيل في الجنوب وتوسيع دائرة استهدافاتها للمدنيين وللمناطق اللبنانية البعيدة عن الحدود فإنه لا ينبغي الاستسلام للقلق، أولاً لأنّ واشنطن تمنع هذه الحرب، وسيأتي آموس هوكشتاين مجددا في وقت لاحق. وثانيًا، وهنا الاساس، وهو انّ اسرائيل، وبرغم تهديداتها المتتالية، لا تستطيع ان تنتقل من حرب الى حرب، ولو كانت قادرة على ذلك لكانت أشعلت جبهة لبنان بالتوازي مع حربها المدمرة على غزة”.
أضاف المسؤول الكبير للصحيفة: “لا أنفي أنّ احتمال الحرب الاسرائيلية على لبنان قائم، ولكن، بعد ما يُقارب اربعة أشهر من الحرب في غزة، الجيش الاسرائيلي وباعتراف الاعلام الاسرائيلي، مُنهَك، فكيف لجيش منهَك أن يشن حرباً على لبنان، تحذّر غالبية المستويات الاسياسية والعسكرية في “إسرائيل” منها ومن أكلافها الكبيرة جدًا على “إسرائيل”. ولقد قرأت مؤخراً في الصحافة الاميركية – اعتقد في الواشنطن بوست – انّ تقريرا سرّيا أعدّه البنتاغون خَلصَ فيه الى أنّ انتصار “إسرائيل” في حرب على حزب الله في لبنان أمر صعب. ومن هنا نلاحظ انّ المستويات السياسية والأمنية في “إسرائيل” تلوّح بالحرب وبضرب لبنان، ولكنها في الوقت نفسه تقول إنها تعطي الفرصة للحل الديبلوماسي”.

وبالنسبة الى ما يتعلق بالهدنة الطويلة الأمد، اعتبرها المسؤول عَينه “بمثابة إعلان غير مباشر عن فشل حكومة بنيامين نتنياهو في تحقيق اهداف الحرب على قطاع غزة، بضرب حركة “حماس” وسحقها، واستعادة الاسرى بالقوة العسكرية. وهذه الهدنة، إنْ حصلت، فقد تتطوّر لتصبح هدنة دائمة، والأهم هو ما سيَليها مباشرة من صراعٍ سياسي مؤكد داخل “إسرائيل” يهدّد بتطيير حكومة نتنياهو. ولكن بمعزل عن الصراع السياسي المتوقّع داخل “إسرائيل”، فإنّ الفلسطينيين مهدّدون بخطر وجودي، لا بل أكثر من وجودي في موازاة العدوانية الاسرائيلية التي لا تتغيّر بتَغيّر الجهة الحاكمة في “إسرائيل”. وبالتالي، لا مفر من حتمية أن تتوحّد كل الفصائل الفلسطينية في مواجهة هذا الخطر”.

اللواء
بدورها تطرقت صحيفة “اللواء” إلى التطورات الميدانية على جبهة الجنوب اللبناني، وتحت عنوان: “تزايد الحشود المعادية عند الحدود.. وحزب الله يصعِّد القصف للمواقع المقابلة”، لفتت إلى أن التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية ضد تواجد حزب الله على الحدود الجنوبية، تتواصل بوتيرة متسارعة، إن كان من خلال المواقف والتصريحات لكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، أو من خلال زيادة حشد المزيد من وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، على طول المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية، ونقلت عن مراقبين في المنطقة تقديراتها، بأن عدد هذه القوات تجاوز أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل اسابيع، ما يؤشر اما الى التحضير لعملية إسرائيلية واسعة النطاق، تتجاوز حدود ما يطلق عليه قواعد الاشتباك، تنفيذا للتهديدات، أو لممارسة مزيد من الضغوط، لكي يقبل الحزب الشروط المطروحة من قبل “إسرائيل”، بخصوص تفاهم ما على الحدود الجنوبية، تنهي حالة التصعيد العسكري المستمرة، ومن خلاله يتم سحب عناصر الحزب للابتعاد عن الحدود، لمسافة آمنة نسبيا وهو ما يتم الاتفاق عليه بالتفاصيل لطمأنة سكان المستوطنات الإسرائيليين للعودة الى مناطق سكنهم وتثبيت الامن والاستقرار بالمنطقة. وفي السياق، واصل المسؤولون الاسرائيليون رفع منسوب تهديداتهم ضد لبنان والجنوب.
وقال وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت مساء أمس عندما التقى جنودًا قرب الحدود مع غزة، إنهم سيغادرون المنطقة قريبًا للانتقال إلى الشمال، مشيرًا إلى أنهم «سيتحركون قريبًا جدًا، اذ سيتم تعزيز القوات في الشمال، وأن جنود الاحتياط سيتركون مواقعهم استعدادًا لهذه العمليات المستقبلية».

المصدر : العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى