مطالب أميركية بعدم توسيع الصراع: انظروا إلى أصل المشكلة في غزة
أفاد مراسل الميادين في واشنطن بتصاعد دعواتٍ في الولايات المتحدة، مطالبةً بوقفٍ فوري لإطلاق النار في قطاع غزّة، وذلك على خلفية استهداف القاعدة الأميركية بهجومٍ باستخدام الطيران المُسيّر، الأحد، والذي أدّى إلى مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات، ورفع من منسوب التصعيد في المنطقة.
وأكّد مراسلنا أنّ أصواتٍ داخل الحزب الديمقراطي الأميركي أعلنت رفضها توسيع الصراع، وطالبت بمعالجة أصل المشكلة وهي الحرب المستمرة في قطاع غزّة.
وحمّل نائب الرئيس التنفيذي لمعهد “كوينسي” للدراسات الأميركي، تريتا بارسي، في تغريدةٍ على حسابه الشخصي على منصة “إكس”، المسؤولية الأولى عمّا يحدث للرئيس الأميركي، جو بايدن، مؤكّداً أنّه من خلال رفضه الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وضع القوات الأميركية “في طريق الأذى”.
وأشار بارسي إلى أنّ الجنود الأميركيين لم يُقتلوا دفاعاً عن المصالح الأميركية، إنّما “دفاعاً عن رفض بايدن الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار”، مُشيراً إلى أنّ بايدن “عرّض حياتهم للخطر للدفاع عن قدرة إسرائيل على مواصلة مذبحتها في غزة”.
وأشار بارسي إلى أنّه من أجل حماية القوات بشكل حقيقي، وتجنّب الحرب والمزيد من الوفيات الأميركية، التي لا داعي لها، على حد وصفه، يجب على بايدن أن يبدأ في سحب القوات من العراق وسوريا، والضغط على “إسرائيل” من أجل وقف إطلاق النار، مُشدّداً على أنّ “مذبحتها في غزة تغذي أربع جبهات تعرض الولايات المتحدة للخطر”.
وبخصوص احتمالات الرد الأميركي، قال مراسل الميادين إنّه “من غير المُتوقع أن تعلن واشنطن عن أي عملٍ عسكري قبل الشروع به”، مرجحاً أنّ الأهداف المقدمة إلى الرئيس الأميركي للرد على مقتل الجنود الأميركيين من المحتمل أن تقع في العراق وسوريا.
وكان مراسل الميادين في واشنطن نقل عن مسؤولٍ أميركي تصريحه بأنّ القيادة العسكرية في الولايات المتحدة بصدد “تحديد الأهداف التي سترد القوات الأميركية عليها”.
ونشرت القيادة المركزية الأميركية بياناً، أكّدت فيه مقتل ثلاثة جنودٍ أميركيين يوم الـ28 من كانون الثاني/يناير الجاري، وإصابة عددٍ آخر منهم من جرّاء هجومٍ بطائرةٍ مُسيّرة على قاعدةٍ في شمال شرقي الأردن، بالقرب من الحدود السورية.
وجاء في البيان أيضاً أنّ عدد الجنود الأميركيين الذين أُصيبوا في الهجوم، ارتفع إلى 34 على الأقل، وأنّه يُتوقع أن يتغير العدد مع استمرار الجنود بطلب الرعاية الطبية، كما كشف أنّه تمّ إجلاء ثمانيةٍ من الجنود المُصابين من الأردن، وذلك “لحاجتهم إلى مستوى أعلى من الرعاية الطبية”.
وكشف البيان أنّ الهجوم “وقع في قاعدة الدعم اللوجستي الواقعة في البرج 22 التابع لشبكة الدفاعات الأردنية”، متطرقاً إلى عديد القوات الأميركية في القاعدة، حيث أضاف أنّه “هناك ما يقرب من 350 من أفراد الجيش، والقوات الجوية الأميركية، منتشرين في القاعدة التي استهدفت، ويقومون بعددٍ من وظائف الدعم الرئيسية”.
يُشار إلى أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، علّق على الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية، قائلاً خلال كلمةٍ له في جولةٍ انتخابية في ولاية كارولينا الجنوبية: “لقد مررنا بيومٍ صعب الليلة الماضية في الشرق الأوسط، لقد فقدنا ثلاثة أرواح في هجومٍ على إحدى قواعدنا”، مضيفاً خلال حديثه: “وسوف نرد على ذلك”.
يُذكر أنّ القاعدة التي أعلنت الولايات المتحدة أنّ الهجوم استهدفها، والمعروفة باسم “البرج 22″، هي موقع عسكري مُلحق بمخيم “الركبان” للاجئين، بالقرب من الحدود الأردنية السورية العراقية، كما أنّها تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قاعدة “التنف” الأميركية، وهي المُقامة على الأراضي السورية، وقد تمّ استهدافها عدّة مرات من قِبل فصائل المقاومة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ويمثل هذا الهجوم المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود أميركيون، منذ أشهر، في هجماتٍ استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا، والآن في منطقة الحدود الأردنية السورية، والتي بدأت بعد وقتٍ قصير من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.
المصدر : الميادين