البناء: أبو عبيدة: خلال 100 يوم دمّرنا 110 آليات… ولا حديث عن غير وقف العدوان نصرالله: الكيان يجب أن يخشى الحرب لا أن يهدّد بها لأننا سنخوضها بلا تردد هدف مهم في حيفا بنيران المقاومة العراقية والأميركي تورّط في البحر الأحمر
كتبت صحيفة “البناء”: تزامن إحياء اليوم الـ 100 للعدوان الأميركي الإسرائيلي على غزة، مع إحياء حزب الله لذكرى استشهاد القيادي وسام طويل الذي تحدّث خلاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقد تلاقت المواقف التي أطلقها السيد نصرالله مع ما قاله الناطق بلسان قوات القسام أبو عبيدة الذي ظهر مجدداً بالصوت والصورة بعد غياب لأكثر من شهر، حيث قال أبو عبيدة إن المقاومة في غزة نجحت بتدمير 110 آليات خلال 100 يوم من الحرب، وإن عدداً غير قليل من الأسرى مجهول المصير بسبب قصف جيش الاحتلال، مؤكداً أن ليس عند المقاومة موضوع للتفاوض يسبق تثبيت وقف إطلاق النار وإعلان نهاية العدوان على غزة وفك الحصار عنها.
السيد نصرالله قدّم قراءة للحرب الدائرة في المنطقة، حيث ثقة بالصمود واقتدار بمقاومة غزة، وما ترتب على قتالها من إنهاك واستنزاف لجيش الاحتلال، يتحدّث عنه رقم المصابين بإعاقة دائمة في اعترافات جيش الاحتلال نفسه، والذين يزيد عددهم عن 12 ألفاً، وحيث المقاومة اللبنانية ألحقت الأذى ببنى وهياكل الاحتلال التقنية المتقدمة، خصوصاً في هجوم موقع ميرون الاستراتيجي الذي تمّ تدميره حسب اعترافات متأخرة لإعلام كيان الاحتلال، وحيث نجحت المقاومة بإيصال 18 صاروخاً متطوراً من نمط كورنيت إلى الموقع، مشيراً الى ان المقاومة العراقية استهدفت هدفاً مهماً في حيفا، واصفاً الغارات الأميركية البريطانية على اليمن بالحماقة والتورط في مواجهة خاسرة وفاشلة.
عن التهديد بالحرب على لبنان، قال السيد نصرالله إن الكيان يجب أن يخشى من الحرب، فكيف سوف يشنّ حرباً بجيشه المتهالك وضعف معنوياته وتشقق صفوفه، ومَن يخشى الحرب لا يهدّد بها مَن لا يخشاها، بل مَن سوف يخوضها بلا تردّد وبكل شجاعة ودون سقوف وضوابط.
لم يطرأ أيّ مستجد على المستوى السياسي الرئاسي، سوى أن ممثلي دول الخماسية سوف يجتمعون نهاية هذا الشهر للبحث في هذا الملف وتقييم زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الأخيرة إلى بيروت تمهيداً لزيارة الأخير المقبلة إليها حاملاً معه طرح الخماسية.
وليس بعيداً، يبدي المعنيون اقتناعاً أن لا تفاهمات رئاسية قريبة وأن الكلام اليوم هو للميدان الذي سيتحكّم بقواعد اللعبة السياسيّة.
ويقول مصدر سياسي بارز إن تلبية رئيس تيار المرده سليمان فرنجية دعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الى العشاء اليوم لا صلة لها بالملف الرئاسي خاصة أن موقف كلا الطرفين معروف، إلا أن الاتصالات التي يقوم بها الاشتراكي عبر جنبلاط الأب والابن هي من أجل تحصين الساحة اللبنانية وإرساء نوع من الاستقرار. وأشار المصدر الى ارتياح جنبلاط للقاء فرنجية قائد الجيش العماد جوزاف عون، ومرد ذلك أن هذا اللقاء يمكن ان يبنى عليه في المستقبل من الأيام على المستوى الرئاسي. هذا واعتبر المصدر ان ملف رئاسة الأركان سوف يطرح على طاولة العشاء لكن الأكيد وفق المصدر ان فرنجية ليس من يعطل هذا التعيين والتعيينات الأخرى، ومن تؤول إليه المسؤولية هو وزير الدفاع الوطني موريس سليم.
اما على خط الجنوب، فأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى مرور اسبوع على استشهاد القائد وسام طويل (الحاج جواد): “يجب أن نتعاون جميعاً لتوفير عناصر الصمود في هذه المعركة التي لا نعرف مداها حتى الآن”.
وكشف نصرالله ان المقاومة أطلقت 62 صاروخاً بينها 40 كاتيوشا و22 كورنيت من المدى الجديد على قاعدة ميرون و18 صاروخ “كورنيت” من المدى الجديد أصابت قاعدة ميرون. وهناك إصابات بشرية في قاعدة ميرون لكن الاحتلال يتكتّم على قتلاه وجرحاه وخسائره وهزائمه لأنّ ذلك سيؤدي إلى إحباط معنويّ كبير باعتراف الإعلام الإسرائيلي. ونحن مستمرّون وجبهتنا تُلحق الخسائر بالعدو وتؤدي إلى ضغط النازحين الذين ارتفع صوتهم نتيجة خسائره.
وتابع: “الأميركيون هددوا لبنان بأنّه إذا لم يتم وقف جبهة الجنوب فإنّ “إسرائيل” ستشنّ حرباً على البلاد. ونقول للأميركيين: تهويلكم لن يُجدي نفعاً لا اليوم ولا غداً ولا في أيّ يومٍ من الأيام على لبنان. يتم تهديدنا بألوية مهزومة في غزّة.. “يا هلا ومرحب”. “الجيش” الإسرائيلي حين كان مُعافى وبكامل عتاده تحطّم أمام مقاومينا. من يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو “إسرائيل” و”شعب” العدو ومستوطنوه وليس لبنان”.
وتناول ما يجري في البحر الأحمر، وقال: “انه وجّه ضربة كبيرة لاقتصاد العدو الذي انكشفت صورته في العالم وهو ما تبدّى في محكمة لاهاي. مشهد كيان الاحتلال في دائرة الاتهام أمام أنظار العالم بناء على أدلّة دامغة أمرٌ غير مسبوق وأربك كيان الاحتلال. كيان الاحتلال يعتمد “نفاقاً أخلاقياً” أمام العالم من خلال نفيه قيامه بحرب إبادة جماعية في غزّة”.
وأوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، أن “زيارات الموفدين الى بيروت بعد محطة في تل أبيب، تركز بشكل خاص على طرح عودة المستوطنين الإسرائيليين الى القرى الحدودية مع لبنان، فيما مطالب لبنان معروفة لدى الجميع ويكررها مسؤولوه على مسامع الموفدين الدوليين ويتقدّمها انسحاب “إسرائيل” من الأراضي المحتلة بعد تظهير الحدود، كما والتأكيد أن الخط الأزرق ليس خطاً حدودياً بل هو خط انسحاب إسرائيلي وخط الحدود هو خط 49”.
وقال بو حبيب “أبلغنا المسؤولين الدوليين أننا على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، اذا طبقت مطالبه وهذا موقف الحكومة ومضمون الرسالة”.
ولفت الى أن “اجتماع الامم المتحدة في 23 الحالي والمخصص للحوار في قضايا الشرق الاوسط ليس للحسم في القرارات، ولبنان سيستغل حضوره لتوضيح وجهة نظره التي ضمنها في رسالته الى الامم المتحدة والاتفاقات النهائية بشأن حدود لبنان والتي تحدد أولويتين توقف حرب غزة ووجود رئيس جمهورية في لبنان ومن صلاحياته التوقيع وهو لا يوقع مع “إسرائيل” بل مع الامم المتحدة”.
وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “لا يمكن القبول لا ماضيًا ولا حاضرًا ولا مستقبلًا بتغييب رأس الدولة، المسيحيّ المارونيّ، التزامًا بالميثاق الوطنيّ واتفاق الطائف، وتأمينًا لقيام دولة المؤسّسات، بحيث يستعيد المجلس النيابي سلطته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها الإجرائيّة، وإسقاطًا لممارسة تشريع الضرورة، وإجراءات الضرورة، فيما الضرورة واحدة وحيدة هي انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأمينًا لفصل السلطات، وإيقافًا للفوضى في حياة الدولة. ولا يمكن القبول من جهةٍ ثانية أن تحصل وتسير قانونًا مفاوضات ومعاهدات واتفاقات التي هي حصرًا من صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وفقًا للمادّة 52 من الدستور. ولا يمكن القبول من جهة ثالثة بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزّة، لأنّ وجوده أفعل بكثير من أي وسيلة أخرى، لأنّه يحمل قضيّة الفلسطينيّين عاليًا على المستويين الإقليمي والدولي، ويحمي لبنان أرضًا وشعبًا وكيانًا”.