لكن في ظل توقف معظم المستشفيات في كل أنحاء غزة عن العمل في الوقت الحالي، ومقتل المئات من الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الصحة، وتعطل الاتصالات بسبب نقص الوقود والكهرباء، فقد أصبح من الصعب بشكل متزايد إحصاء عدد القتلى والجرحى.
ويشكل العاملون في مشرحة
مستشفى ناصر جزءا من جهد دولي، يضم أطباء ومسؤولين صحيين في غزة بالإضافة إلى أكاديميين وناشطين ومتطوعين من كل أنحاء العالم، لضمان عدم فقد القدرة على إحصاء عدد القتلى نتيجة للظروف القاسية الآخذة في التزايد في
قطاع غزة بسبب الحرب.
وقال حمد
حسن النجار لرويترز إن العاملين بالمشرحة، وبعضهم من المتطوعين، ليس لديهم ما يكفي من الطعام أو الماء لأسرهم، لكنهم يواصلون العمل لأن تسجيل عدد القتلى الفلسطينيين يعني الكثير لهم.
وأضاف أن الخسائر النفسية للعمل هائلة. وقال الرجل البالغ من العمر 42 عاما، وهو يحمل ورقة بيضاء تحتوي على معلومات مكتوبة بخط اليد عن أحد القتلى، إنه يشعر بالصدمة في كثير من الأحيان عندما يجد جثة صديق أو قريب أصيبت بأضرار بالغة.
ويتم جمع البيانات التي يسجلها النجار وزملاؤه من قبل العاملين في مركز المعلومات الذي أنشأته
وزارة الصحة في
مستشفى ناصر في مدينة خان يونس. وفرّ موظفو الوزارة من مكاتبهم في
مستشفى الشفاء في شمال غزة بعد أن دخلته القوات الإسرائيلية، في منتصف تشرين الثاني.
ويعلن أشرف القدرة، المتحدث باسم الوزارة، الأرقام في المؤتمرات الصحفية أو ينشرها على منصات التواصل الاجتماعي في حالة تعطل الاتصالات بسبب الأعمال العدائية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه مقارنة بالصراعات السابقة في غزة، تظهر الأرقام أن المزيد من المدنيين قتلوا، بما في ذلك نسبة أكبر من النساء والأطفال.
وقال مسؤولون إسرائيليون، هذا الشهر، إنهم يعتقدون أن البيانات التي تم نشرها حتى الآن دقيقة إلى حد كبير. وقدروا أن ثلث القتلى في غزة هم من المسلحين الأعداء، دون تقديم أرقام مفصلة.
ويعمل الأكاديميون والنشطاء والمتطوعون في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة والهند على تحليل البيانات التي قدمتها
وزارة الصحة في غزة للتأكد من تفاصيل القتلى وتحديد أعداد الضحايا المدنيين.
وقالت
ليزلي روبرتس، الأستاذة الفخرية للسكان وصحة الأسرة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا إن “عدد الأعين والفاعلين المشاركين في تسجيل الوفيات في غزة أكبر بكثير من العدد الطبيعي، ومن العدد المتواجد في أسوأ الأزمات الأخرى في العالم”.
وقالت
إميلي تريب، مديرة منظمة إيروورز، وهي منظمة غير ربحية تابعة لقسم الإعلام والاتصالات في كلية غولدسميث
بجامعة لندن، إن نحو 20 متطوعا يعملون في المشروع جنبا إلى جنب مع الموظفين العاديين، وقد حددت حتى الآن هوية حوالي 900 مدني لاقوا حتفهم في القتال. وأضافت أنه حتى لو توقف القتال، فقد يستغرق الأمر عاما آخر للانتهاء من المسح.
وشاركت
زينة جمال الدين، طالبة الدكتوراة في
كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، في كتابة تحليل الشهر الماضي في مجلة لانسيت الطبية بناء على قائمة
وزارة الصحة الصادرة في 26 تشرين الأول. وخلصت الدراسة إلى أن أرقام وهويات القتلى كانت مرتبطة بشكل كبير بالعمر، وهو نمط من غير المرجح أن ينشأ عن تلفيق البيانات.
وقالت: “كل اسم في القائمة يمثل شخصا وحياة وقصة. كل اسم يستحق أن نتذكره”.
المصدر : (الحرة)