“هآرتس”: المخاوف من مستنقع غزة.. هل تخوض “إسرائيل” حرب استنزاف طويلة؟
كتب الصحافي الإسرائيلي، يوسي ميلمان مقالاً في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، جاء فيه أنّ المستويين السياسي والعسكري في “إسرائيل” يحلمان بحرب طويلة في غزّة دون أيّ خططٍ لإنهائها، كما أنّهما يتجاهلان موضوع الأسرى الإسرائيليين في القطاع، وباتوا يعتقدون أنّ الجمهور الإسرائيلي بدأ يعتاد كميّة الخسائر العسكرية جرّاء المعارك.
مع استمرار الحرب في قطاع غزة، يتزايد القلق في صفوف الجمهور والجيش (خاصة في صفوف جنود الاحتياط) من أنّ المعركة، يمكن أن تشهد ركوداً وتتحول إلى حرب استنزاف طويلة.
خلال الأسابيع الأولى من الحرب، كان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في مرتبة منخفضة للغاية على جدول أعمال الحكومة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولكن نتيجة الضغط من قبل عائلات الأسرى والجمهور الإسرائيلي، استيقظت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووضعت القضية على رأس القائمة إلى جانب استمرار القتال.
لكن بعد انتهاء الهدنة عادت إلى أساليبها القديمة. على ما يبدو، الرهائن مرّةً أخرى لا يُشكّلون أولويةً قصوى.
إنّ خطر الغرق في وحل شتاء غزّة، بالمعنى الحرفي والمجازي، يصبح أكثر بروزاً عندما لا يكون من الواضح على الإطلاق ما هي الأهداف الحقيقية والواقعية للحرب، وما إذا كان من الممكن تحقيقها بالفعل.
وعلى الرغم من أنّ نتنياهو وغالانت والمؤسسة الأمنية يتحدثون علناً كما لو أنّ لديهم كلّ الوقت في العالم، فمن الواضح حتى بالنسبة لهم أنّ الوقت الذي يتعين على “إسرائيل” مواصلة الحرب فيه بدأ ينفد، وذلك يرجع إلى الضغوط التي تُمارسها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن (الإدارة الأكثر تأييداً لإسرائيل على الإطلاق)، والتكلفة التي يتحمّلها الاقتصاد، والخوف من الركود.
ويسبب نتنياهو مشاكل أكبر. وأعلن أنّه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بتحمّل المسؤولية عن غزّة وأن تحتفظ “إسرائيل” بالسيطرة الأمنية هناك، كما خلق غالانت صعوباتٍ عندما تحدث عن استمرار القتال لمدّة عامٍ آخر.
كما يطالبون بإنشاء منطقة أمنية عازلة داخل قطاع غزة. حتى الآن، المناطق الأمنية الوحيدة التي تمّ إنشاؤها عن غير قصد هي داخل “إسرائيل”، على طول الحدود مع غزة، وعلى طول الحدود مع لبنان، حيث جرى إجلاء المستوطنين من مستوطناتهم.
مثل هذا الكلام يعني أنّ الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم أنحاء قطاع غزة، أو على الأقل في أجزاءٍ كبيرة منه. إنّ معنى ذلك، كما يعلم المحاربون القدامى مثلي، هو الاحتكاك المستمر مع السكان ومقاتلي الفصائل في جوهره، لذلك ستعيش “إسرائيل” حرب استنزاف متفاوتة الشدّة.
وكل هذا دون البدء بمناقشة مسألة كيفية استعادة الهدوء على الحدود الشمالية، في ظل قيام حزب الله باستمرار بتأسيس وقائع جديدة على الأرض.
المصدر : الميادين