حول العالم
الـ”The Spectator”: لماذا على إسرائيل أن تفكر مرتين قبل اغتيال قادة حماس؟
تعلم إسرائيل أن الضربات الجوية وحدها لا يمكن أن تساعدها في كسب حربها ضد حماس.
وبحسب صحيفة “The Spectator” البريطانية، “لإعاقة عدوها، يتعين على قوات الدفاع الإسرائيلية أن تقتل أو تعتقل قادة الجماعة، سواء في غزة أو في أماكن أخرى، أي في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك قطر، ولكن تكاليف مثل هذه العمليات الخطيرة سوف تكون مرتفعة ومن الممكن أن تأتي بنتائج عكسية بسهولة. في الوقت الحالي، الأولوية بالنسبة لإسرائيل هي استهداف قادة حماس في قطاع غزة، وعلى رأس قائمة القتلة يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة؛ ومحمد ضيف، رئيس كتائب عز الدين القسام وهي الجناح العسكري لحركة حماس؛ ومروان عيسى الرجل الثاني في كتائب القسام. وخلال الأيام الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلي بقصف خان يونس، وهي مدينة تقع في جنوب قطاع غزةحيث يُعتقد أن قادة حماس يتواجدون فيها، وسيقوم الجنود الإسرائيليون باقتحام المدينة سيرًا على الأقدام لقتل أو أسر هؤلاء الرجال وإنقاذ الرهائن”.
وتابعت الصحيفة، “تنظر الحكومة الإسرائيلية إلى القتل المستهدف أو اعتقال زعماء حماس باعتباره أمراً ضرورياً لتحقيق هدفها الرئيسي والمتمثل في تدمير حماس. وإسرائيل معروفة بتنفيذ مثل هذه المهام، ففي عملية غضب الله، استهدفت إسرائيل الفلسطينيين المتورطين في اختطاف وقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972. كما وقتلت القوات المسلحة وأجهزة المخابرات الإسرائيلية “إرهابيين” متورطين في التخطيط لهجمات أو تنفيذها في إسرائيل، أو كانوا على وشك ارتكاب هجمات. كما قاموا باغتيال قادة وكبار قادة مختلف المجموعات، بما في ذلك مؤسسا
حماس، أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، اللذان قُتلا في عام 2004″.
ورأت الصحيفة أن “قادة حماس داخل غزة ليسوا الهدف الوحيد إسرائيل. فبحسب ما ورد، تخطط الاخيرة أيضًا لاغتيال كبار مسؤولي الجماعة، الذين يقيمون في تركيا ولبنان وقطر. ومن المعروف أن مثل هذه العمليات صعبة للغاية، خاصة عندما يتم تنفيذها في دول معادية. وباءت محاولة سابقة قام بها الموساد الإسرائيلي لقتل زعيم حماس خالد مشعل في الأردن عام 1997، بالفشل وأدت إلى أزمة دبلوماسية كبرى مع الأردن، الذي وقعت معه إسرائيل معاهدة سلام في عام 1994″.
وبحسب الصحيفة، “هناك خطر آخر يتمثل في تنفيذ عمليات ضد مسؤولي حماس الذين يعيشون خارج غزة: فقد يتم تقويض المفاوضات، مما يعرض حياة الرهائن للخطر. وقد لعبت قطر، حيث يقيم مشعل، دورا حاسما في تأمين إطلاق سراح الرهائن. وفي الحقيقة، لا تريد إسرائيلالمخاطرة بعلاقاتها مع القطريين في هذه المرحلة، على الرغم من دعمهم وتمويلهم لحماس على المدى الطويل. وفي الوقت الحالي، مشعل بأمان، لكن لن يكون هذا هو الحال دائمًا. وبالنظر إلى الصدمة والخوف الذي خلفته هجمات 7 تشرين الأول، فإن سياسة القتل المستهدف سوف تحظى بشعبية كبيرة بين الإسرائيليين. وبحسب ما قال رئيس الشاباك، وكالة الأمن الإسرائيلية، رونين بار، إن إسرائيل “مصممة” على القضاء على حماس في كل مكان، في غزة والضفة الغربية ولبنان وتركيا وقطر. وقال: “هذه هي ميونخ الخاصة بنا”، مضيفاً أن تنفيذ هذه العمليات قد يستغرق عدة سنوات، لكنها ستُنجز”.
وتابعت الصحيفة، “يجب على إسرائيل أن تكون واقعية بشأن ما ستحققه عمليات القتل هذه. وبعيداً عن الإضرار بعلاقاتها الدبلوماسية مع الدول التي ستنفذ فيها الاغتيالات، فقد أدى بعضها إلى شن هجمات انتقامية أسفرت عن مقتل مدنيين، تماماً كما حدث في أعقاب اغتيال الزعيم السابق لحزب الله عباس الموسوي في عام 1992. وردا على ذلك، هاجمت حركة الجهاد الإسلامي السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس، مما أسفر عن مقتل 29 إسرائيليا وأرجنتينيا. وأدى هجوم آخر على مبنى تابع للجالية اليهودية في بوينس آيرس أيضا إلى مقتل 85 شخصا”.
وختمت الصحيفة، “مثل هذه العواقب غير المقصودة، والشكوك حول مدى فعالية قتل زعماء حماس خارج غزة، تعني أن ليس الجميع داخل المؤسسة الإسرائيلية يؤيدون هذه العمليات الخطيرة. ويعد رئيس الموساد السابق إفرايم هاليفي أحد الأصوات البارزة التي تحذر من أن القضاء على المعارضين بهذه الطريقة أمر غير حكيم. وكما كتب رونين بيرغمان في كتابه “انهض واقتل أولا” عن الاغتيالات المستهدفة التي تنفذها إسرائيل، فإن قتل أعداء إسرائيل قد يؤدي إلى “نجاح تكتيكي، ولكنه قد يؤدي أيضا إلى إخفاقات استراتيجية كارثية”.”
المصدر : لبنان ٢٤