منوعات
التوغل في خان يونس قد يستغرق3 اشهر..والخطط يلفها الغموض
مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي الانتقال إلى المرحلة الثانية من الهجوم البري على منطقة خانيونس جنوبي قطاع غزة بعد أن وسّع توغله، وطوّقها من جهات متعددة، تبرز أسئلة متعددة حول قدرته على احتلال المدينة، وسط عوائق لوجستية كبيرة، تجعل من شمال القطاع الذي لم ينجح في السيطرة عليه طوال شهرين من الحرب، مهمة سهلة أمام ما ينتظره في خانيونس.
وألقت طائرات الاحتلال الحربية مناشير تحذر السكان في ضواحي خانيونس من أن هجوماً عسكرياً سيبدأ خلال الساعات القادمة، وتحديداً مناطق “حي السطر، حمد، الكتيبة، المحطة، معن وبني سهيلا”.
اليوم الأصعب
ورصدت “المدن” إفادة للمراسل العسكري للتلفزيون العبري العام، قال فيها إنه تم الانتقال إلى مرحلة أخرى من العملية العسكرية، بينما وصف قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الساعات ال24 الأخيرة ب”الأكثر شدة وصعوبة” في ما يخص العملية العسكرية، وما وصفها “بالأضرار في صفوف حماس”.
وبحسب المراسل العسكري نفسه، اعتمد الجيش الإسرائيلي طريقة التفافية في عملية التوغل البري نحو خانيونس، حيث تقدمت قواته ودباباته من ناحيتها الشمالية، ثم اتخذت مساراً التفافياً اجتازت فيه دير البلح والمخيمات وسط القطاع، وبعدها باتجاه خانيونس.
ومع ذلك، تقر الدوائر العسكرية لجيش الاحتلال بأن عملية خانيونس ما زالت في بداياتها، وستحتاج وقتا طويلا قد تمتد لثلاثة أشهر، خاصة أنها تتعامل مع 4 كتائب “قسّامية” في المحافظة، وتمتلك قدرات وإمكانات قتالية متعددة.
في المقابل، أكدت مصادر ميدانية من وسط القطاع ل”المدن”، أنه رغم تقدم قوات الاحتلال البري، إلا أنها ما زالت تبعد عن المدخل الرئيسي لمدينة خانيونس بنحو 2 كيلومتر، ولم تتقدم إلى عمق المناطق السكانية، وتركز الآن على ضواحي خانيونس الشرقية.
وأضافت أن “القسام” خاضت اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في المنطقة، لكن المصادر نفسها أشارت إلى أن “القسام” تتبع تكتيك عدم الزجّ بأفرادها نحو مناطق مفتوحة وفارغة حتى لا تكون فريسة سهلة للاستهداف الإسرائيلي.
عوائق لوجستية
وثمة تأكيدات فلسطينية بأن معركة خانيونس البرية ستكون مختلفة عن شمالي القطاع؛ لوجود عوائق وظروف لوجستية مختلفة، وهو أمر أقرت به مصادر عسكرية إسرائيلية للإعلام العبري.
ولعلّ أبرز العوائق اللوجستية في خانيونس تتمثل في بيوتها السكانية منخفضة الارتفاع، وإحاطتها بمزارع وحقول، إضافة إلى احتضانها لعدد كبير من النازحين. وقال المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية إيال عليما إن هذه العوامل تحتاج إلى مواءمة أساليب القتال في المنطقة بما يتناسب مع الظروف المُغايِرة بالمقارنة مع شمال القطاع.
وتبلغ مساحة خانيونس حوالي 52 كيلومتر مربع، وهي ثاني أكبر مدينة في القطاع بعد مدينة غزة، ويبلغ عدد سكانها مع ضواحيها نحو نصف مليون نسمة، ويُضاف لهم نحو 250 ألف نازح انتقلوا إليها من شمال القطاع نتيجة الهجوم البري، والقصف الجوي المكثف في المرحلة الأولى للحرب.
الأحزمة النارية..للعائق السكاني أيضاً
ومع شراسة القتال المترافق مع التوغل على تخوم خانيونس، شددت قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على مناطق متعددة فيها، ونفذت أحزمة نارية؛ لتمهيد الطريق للتوغل البري نحو عمق خانيونس عبر استهداف الأنفاق ومقاتلي “القسام”، وأيضاً لتقليل عدد السكان في المناطق التي تتقدم إليها.
لكنّ وسائل إعلام عبرية اعتبرت أن الخطة الإسرائيلية الكاملة بخصوص خانيونس ما زالت غامضة، ولا يُعرف إن كانت القوات ستدخل إلى عمق الكثافة السكنية، أم ستكتفي بمهمات توغلية تستهدف “مراكز قوة حماس”، كوسيلة لتحييدها ومنع تشكيلها “خطراً مستقبلياً على إسرائيل”، وفق ادعاءات الاحتلال.
في غضون ذلك، تحدثت قراءات عسكرية إسرائيلية عن أن خانيونس قد لا تكون المحطة الأخيرة للحرب؛ لأن الجيش الإسرائيلي سينتقل إلى المرحلة اللاحقة المتمثلة بعمليات توغل محدودة في مناطق معينة في القطاع كلما اقتضت الضرورة. وكشفت تسريبات إسرائيلية رصدتها “المدن”، عن أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتسريع توغلها الحالي في خانيونس، ومن ثم الانتقال إلى “التوغل المحدود عند الحاجة” في سبيل “المعالجة الأمنية والعسكرية لقطاع غزة”.
المصدر : المدن