اضطهاد ناشطي سلام إسرائيليين يناهضون الحرب على غزة
ولقيت زوجة أخيها وعدد من ناشطي السلام الإسرائيليين الذين يعيشون في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، مصرعهم خلال الهجوم. وقالت ستال، التي تعمل مديرة تنفيذية لمنظمة حقوقية تحمل اسم “ييش دين”، أنها “لا تطالب بالانتقام لما حدث، لكنها أيضاً لا تتخذ موقفاً سلمياً في ما يخص الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة بعد الهجمات”.
وأضافت ستال: “لا أدعو لوقف إطلاق نار بأي ثمن. تملك إسرائيل حق الدفاع عن نفسها وحماية المواطنين الإسرائيليين”، مستطردة: “لكن ليس بشكل عشوائي ولا على حساب أرواح آلاف الفلسطينيين”. ووصفت ستال موقفها بـ”المعقّد”، مشيرة إلى أن ذلك يكشف التحدي الذي تواجهه حركة السلام الإسرائيلية، في ظل “أسوأ مذبحة للشعب اليهودي منذ الهولوكوست”، على حد تعبيرها.
وبحسب “سي إن إن”، فإن بعض الإسرائيليين المقتنعين بفكرة التعايش مع الفلسطينيين، وجدوا أنفسهم في موقف يوازنون فيه بين المخاوف من دائرة العنف التي تسببها الحرب، وبين الاحتياجات الأمنية للإسرائيليين، في ظل الخسائر الكبيرة في الأرواح يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
واختارت مجموعات يسارية وناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان في إسرائيل، مثل ستال، الابتعاد عن المناقشات العامة حول وقف إطلاق النار الدائم للحرب، مقابل مجموعات أخرى تسعى لوضع نهاية للحرب والوصول إلى حل الدولتين، الذي يرون أنه أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، حتى لو كان رأيهم لا يحظى بشعبية في البلاد التي تحولت خلال العقود الماضية نحو اليمين السياسي.
إلى ذلك، انتقد ناشطون محاولات السلطات الإسرائيلية المساواة بين النشاط السلمي ودعم حركة “حماس” المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، إذ كان “من شبه المستحيل الحصول على تصاريح لاحتجاجات مناهضة للحرب، باستثناء واحدة في تل أبيب”.
وقال ناشطون آخرون أن “التعاطف بشكل علني مع الفلسطينيين، تسبب في فقدان بعض الإسرائيليين وظائفهم، أو التعرض لعقوبات بشكل آخر، بسبب حديثهم علناً عن الوضع في غزة”. وكشف عضو الكنيست عن “حزب الجبهة” الذي يضم “الحزب الشيوعي الإسرائيلي” ومجموعات يسارية أخرى، عوفير كاسيف، إيقافه عن العمل في تشرين الأول/أكتوبر، لمدة 45 يوماً، بعد تصريحه بأنه “يجب مواجهة الحكومة الإسرائيلية”.
واتُّهم كاسيف أيضاً بالمقارنة بين الخطة الإسرائيلية لقطاع غزة وبين ما يعرف بـ”الحل النازي النهائي” أي إجبار اليهود على مغادرة ألمانيا وأجزاء من أوروبا، لكنه قال أنه “لم يطرح ذلك”. وتابع: “لم يهتموا بذلك، بل بالاضطهاد وإسكات المعارضة والأصوات التي ترفع صوتها لمعارضة الحرب”.
وقال الصحافي اليساري الأرثوذكسي، إسرائيل فراي، أنه وزوجته وطفلَيه، تعرضوا للطرد من منزلهم في القدس يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر، من مجموعات من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، بسبب مقطع فيديو له وهو يؤدي صلاة لصالح من قتلتهم “حماس” وللأطفال والنساء الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل في غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
وراح ضحية العملية العسكرية الإسرائيلية أكثر من 15 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.