حول العالم

“تحيا فلسطين” و”رقصة الحرية”: العالم تحدى العدو بالموسيقى.. كيف؟

خلال الاحتجاجات المناصرة لغزة وفلسطين في مختلف بلدان العالم، أدى العديد من الأشخاص رقصة سميت بـ “رقصة الحرية” تحدى أحد الشباب الفلسطينيين بها قوات الاحتلال قبل قرابة 5 سنوات،  وهذه الرقصة لقيت ضجّة كبيرة على مواقع التواصل مصحوبة بأغنية سويدية “Leve Palestina”

لم يدر بخلد شاب فلسطيني ملثّم الوجه، خرج لمقاومة القوات الإسرائيلية، حاملاً (المقلاع – أو الشدادة)، أن تتحول حركته الراقصة التي نفذّها بين النيران والدخان، لإحدى رموز انتفاضة الشعوب حول العالم.
وانتشرت رقصة الشاب وهو يقوم بإطلاق الحجارة من بين الدخان والنيران، كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً، على خلفية الأحداث التي يشهدها قطاع غزة.

“انها ليست قصة عادية.. إنها رقصة الأرض، رقصة الحرية والكرامة والنصر”.. رقصة فلسطيني قبل 5 أعوام تصبح رمزاً لتحرر الشعوب.. ما قصة رقصة الحرية هذه؟

رقصة “الحرية” .. هي رقصة الهنود الحُمر السكان الأصليين لأميركا و اشتهرت بعد أن أدّاها هذا الفلسطيني أثناء الاشتباكات مع قوات الاحتلال حيث أصبح يقوم برقصها كل من يريد نصرة فلسطين.

رئيسة ومؤسّسة الجمعية اللبنانية للعلاج بالموسيقى  كوسيط د. حمدة فرحات  تقول للميادين نت  إن “رقصة الحرية” أحيت ذاكرة الشعوب على رقصة الهنود الحمر السكان الاصليين لأميركا، فهم أصحاب الأرض كما الفلسطينيين وهم يعبّرون بالجسد  الراقص عن توقهم للحرية وللعيش الكريمـ،  ذلك لأن الرقص التعبيري هو اللغة الأولى للإنسان والأصدق تعبيراً وطبعاً على خلفية الموسيقى سواء أكانت طبيعية بصوت الانسان والطبيعة أو الاتية.

وتضيف “هذا هو الدور العظيم للموسيقى في توحيد الشعوب  حول العدالة والحرية فهي المكوّن الطبيعي والأساسي في حياة الكون، وكما قال شوبنهور  “الكلام لغة العقل والموسيقى لغة الشعور”.

وقام نشطاء بدمج هذه الرقصة مع رقصات قديمة للهنود الحمر، السكّان الأصليون لأميركا، لتصبح كأيقونة لثورة الشعوب في وجه الظلم، ورمزاً للنضال حول العالم وتأخذ اسم “رقصة الحرية”.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من مقاطع الفيديو والصور التي تجسّد هذه الرقصة وما تحمله من معانٍ، على رأسها مواجهة قوة السلاح بالحجارة والسلام.

أحد الناشطين قال “أحفظ رقصة الحرية،  فالاستعداد يسبق الحدث  ولغة الانسانية أعمق من الكلمات، لغة الإنسانية شعورية لا يعرفها إلاّ البشريون”!

ودمجت المشاهد مع عدد من الشخصيات الكرتونية التي نفذت هذه الرقصة سابقا، وانتشرت على منصات “إكس” بأكثر من لغة حول العالم.

ووصل تأثير “رقصة الحرية” إلى أرض الملاعب، حيث بدأ نجوم الكرة في تأديتها تعبيراً منهم عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية.

وقام اللاعب الجزائري ضرار بن سعد الله، لاعب نادي معان الأردني بتنفيذ الرقصة من جديد، حاملاً العلم الفلسطيني، ليعيد المشهد من جديد إلى الواجهة.

وقبل ذلك، كان نجم مولودية الجزائر يوسف بلايلي، قد تصدر المشهد بتنفيذ “رقصة الحرية” على أرض ملعب مباراة فريق مولودية الجزائر وشباب الساورة ضمن البطولة الجزائرية لكرة القدم.

ودمج الكثيرون هذه المشاهد مع الأغنية التي انطلقت من السويد والتي تحمل عنوان “تحيا فلسطين” بكلماتها الرنانة والحماسية، لتشكل لوحة تجسد نضال الشعوب حول العالم.

ووجدت الأغنية، على الرغم من أن كلماتها باللغة السويدية، صدى كبيراً لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، على وجه الخصوص “تيك توك”، في جميع أنحاء العالم للتعبير عن دعمهم لفلسطين.

وفي السياق، تقول د. حمدة فرحات للميادين نت “تعتبر الموسيقى لغة وعلم وفن  فهي تسهّل التواصل بين الشعوب كونها اللغة العالمية التي ليست بحاجة لترجمة فتعبر الحدود والفضاءات لتصل لكل انسان على كوكب الأرض، تؤثر به وتغير سلوكه حتى بدون معرفة الكلمات لو كانت أغنية  مثلاً”.

وتضيف “ما يؤكد قولنا هذا  مانشهده خلال الأحداث الأخيرة في غزة  وكيف تعاطفت الشعوب مع الشعب الفلسطيني بفعل تأثير أغنية “تحيا فلسطين” من أعمال الموسيقي الفلسطيني جورج توتاري 1976 السويدي الجنسية ومؤسس فرقة الكوفية وهي مكتوبة باللغة السويدية،  فانطلقت من السويد باتجاه العالم بأجمعه”.

“الأغنية أولاً  أثرت على الشعب السويدي،  لأسباب تتعلق بتركيبتها الموسيقية الإيقاعية  التي تتضمن اللازمة والكوبليه المتعدد   وهي ذات إيقاع حيوي ولحن فيه من الشرقي العربي النابض والحماسي بالاضافة إلى النص الذي يعبّر عن صدق مشاعر المؤلف واحساسه العميق بالقضية العادلة. وقد عبر بعض المواطنين السويديين عن تفاعلهم مع الأغنية بقوة وتعاطف شديدين وهذا التفاعل أثّر على العالم بأجمعه فقد تمت ترجمة الاغنية للغات متعددة. وقد أفادتنا مواطنة سويدية بأنه للمرة الأولى يقوم السويديون بهكذا تظاهرة وذلك بفعل التأثر بالاغنية لحناً ونصاً وصوتاً معبراً”..

وأطلقت فرقة “الكوفية” السويدية العربية، أغنية “Leve Palestina”، في عام 1976، إلا أنها عادت للظهور بقوة وسط الاحتجاجات المطالبة بوقف إطلاق النار على غزة في الدول الغربية ولا سيما في السويد.

ويقول مطلع الأغنية: “تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية، تحيا تحيا تحيا فلسطين، نحن زرعنا الأرض، ونحن حصدنا القمح، ونحن قطفنا الليمون، وعصرنا الزيتون، ونحن رمينا الحجارة، وأطلقنا الصواريخ على أعدائنا، وكل العالم يعرف عن كفاخنا”.
المصدر : الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى