موقع إسرائيلي حكومي يقرّ: 1362 جريحاً دخلوا 8 مستشفيات في الشمال
في وقت يخفي الاحتلال حصيلة خسائره البشرية والمادية بفعل الحرب أينما كانت، موقع تابع لوزارة الصحة الإسرائيلية يقرّ بأنّ المواجهات مع حزب الله أدخلت 1362 جريحاً لـ 8 مستشفيات في الشمال، بينما تكتّم عن عدد القتلى.
ذكر موقع تابع لوزارة الصحة الإسرائيلية دخول 1362، بين جريح ومصاب، لـ 8 مستشفيات في الشمال، منذ بداية المواجهات عند الحدود مع لبنان حتى الـ9 من تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم يحدد الموقع عدد القتلى لدى “جيش” الاحتلال بفعل المواجهات المستمرة عند الحدود مع المقاومة الإسلامية في لبنان وفصائل فلسطينية.
وأمس، أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في كلمة بمناسبة يوم الشهيد، أنّ الإعلام الإسرائيلي اعترف بوصول أكثر من 350 مصاباً إسرائيلياً إلى مشفى الجليل في شمالي فلسطين المحتلة، بينهم إصابات خطيرة، معلناً استمرار عمليات المقاومة الإسلامية على الرغم من كل إجراءات الاحتلال الوقائية.
وقال السيد نصر الله إنه “حدث ارتقاء في عمليات المقاومة على مستوى العمل الكمّي وفي نوعية السلاح، كاستخدام المسيّرات الهجومية ونوع الصواريخ”، مضيفاً أنّ “المقاومة بدأت استخدام صواريخ بركان في عملياتها، والتي يصل وزن كل منها إلى نصف طن”، وشدد على أن المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين.
وفي الخطاب الأول بعد عملية طوفان الأقصى، أكد السيد نصر الله أنّ “المقاومة الإسلامية دخلت المعركة بعد يوم من طوفان الأقصى، وأنّ ما يجري في الجبهة اللبنانية مهم ومؤثر جداً، وغير مسبوق في تاريخ الكيان”.
وقال إنّ “المقاومة الإسلامية تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلّا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية”، موضحاً أنّها “معركة مغايرة في ظروفها وأهدافها وإجراءاتها واستهدافاتها”، كاشفاً أنّ “ما يجري في الجبهة اللبنانية لن يتم الاكتفاء به، في أي حال”.
ووصّفت وسائل إعلام إسرائيلية التصعيد العسكري، في شمالي فلسطين المحتلة مع الجبهة اللبنانية، بأنه “حرب حقيقية”، وأكّدت أنّ “ما يجري في الشمال حرب استنزاف“.
وعلى الرغم من أنّ الاحتلال عادةً ما يُخفي حصيلة خشائره البشرية والمادية، ويتذرّع بحوادث عسكرية لإعلان وقوع القتلى في صفوفه، فإنّ وسائل إعلام إسرائيلية أحصت، في وقت سابق، سقوط ما يصل إلى 40 جندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح، ودخول نحو 140 مستوطناً للمستشفيات.
وأعلن “جيش” الاحتلال أنّ بين القتلى نائب قائد اللواء الـ300، وهو برتبة مقدم، وضابطاً آخر وعنصرين على الأقل من جهاز الشاباك، وجنوداً من رتب متعددة.
وأقرّ “الجيش” الإسرائيلي، في 19 تشرين الأول/ أكتوبر، بأنّ خسائر قواته المنتشرة في الجبهة الشمالية حتى الآن بلغت 10 دبابات ميركافا، من الجيلين الـ4 و الـ3، أصيبت بصواريخ خارقة للدروع، الأمر الذي أدّى إلى خروجها عن الخدمة وإعطابها، و4 آليات متعددة لنقل الجند جرى تدميرها بواسطة الصواريخ الموجهة والمضادة للدروع، بحسب ما نقل الإعلام الإسرائيلي.
وتُظهر المشاهد، التي بثّها الإعلام الحربي في المقاومة تباعاً، إصابة عدد من الدبابات وآليات مدرعة وسيارات تستخدها القوات الإسرائيلية، بنيران المقاومين. وأحد هذه المشاهد نشره الإعلام الحربي أمس، ويوثّق مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين في عملية للمقاومة الإسلامية قرب ثكنة هونين (راميم) عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.
كما أدّت عمليات المقاومة إلى تعطيل نسبة كبيرة من قدرات العدو على الجمع المعلوماتي والاستخبارات الذكية، من خلال استهداف أبراج المراقبة البصرية والحرارية واستهداف وسائل التنصت والاتصالات الموجودة في المواقع الإسرائيلية على طول الحدود، وعلى السياج الإسمنتي الفاصل.
وفي السياق، نقل رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، أنّ جنود “جيش” الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية “تلقّوا أوامر بعدم الرد على نيران حزب الله”.
وفي منشورٍ في موقع “أكس”، أوضح ليبرمان أنّه “بينما تلقى أحد المواقع الأمامية في الشمال 6 صواريخ مضادة للدبابات، في الأيام الماضية، صدر أمر صريح لجنودنا بأنّ الرد ممنوع على نيران حزب الله”.
وأضاف: “لا يمكن أن يشعر جنودنا كأنّهم بط في منطقة رماية عند الحدود الشمالية، في حين أن السياسة التي تقودها الحكومة هي أنه أنّه ممنوع المبادرة، وممنوع إطلاق النار، وممنوع الرد، إلاّ اذا اجتاز مقاتل الحدود بالفعل”.
وفي وقتٍ سابق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ حزب الله “يمتلك زمام المبادرة في الشمال”، و”الجيش” الإسرائيلي “محبَط وفي موقع الرد طوال الوقت”.
ولفتت إلى أنّ لدى حزب الله “القدرة على الوصول بعيداً جداً في إسرائيل، إذا أراد ذلك”، مضيفةً أنّه “في الشمال نحن نرد ولا نبادر، وجنود الجيش مثل البط يصطادهم حزب الله عند الحدود“.
المصدر : الميادين