إسرائيل على وشك خسارة معركة الرأي العام الغربي
تحاول إسرائيل استعادة ما تبقى لها من صورة الكيان القوي بعد السابع من أكتوبر، بعد عملية طوفان الأقصى التي هزت عرش جيش الإحتلال بالدخول والتوغل واحتجاز عدد كبير من الأسرى بساعات قليلة.
فيما قالت صحيفة ليبراسيون إن ما وصفتها بوحشية هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حمّلتها منذ البداية مسؤولية الكارثة المستمرة في غزة، لكن الوحشية العمياء للرد الإسرائيلي توشك أن تحمّلها المسؤولية نفسها وتعرضها للخزي والعار.
وأوضحت الصحيفة في مقال لتوما لوغران أن تجريد العدو من إنسانيته -على كلا الجانبين- هو الذي يهيمن على تبرير عمليات القتل الفظيعة، وبعد أن كانت ما وصفتها ببربرية حماس تحمّلها المسؤولية بالدرجة الأولى بدأ رد الفعل الإسرائيلي والتصريحات الانتقامية والعنصرية للعديد من قادة الأغلبية الحاكمة في تل أبيب، لندرك أن تصرف الحكومة هناك لا ينطبق على بلد متمسك بالمبادئ الأساسية التي تحدد الديمقراطية.
وكان على إسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية فيها انتخابات وضوابط وتوازنات فعالة -كما يقول لوغران- أن تحترم اتفاقيات جنيف والقانون الدولي، ولكننا نجد المليشيات المسلحة تعمل في الضفة الغربية على زيادة الاستيطان غير القانوني الذي تدعمه وتشجعه الحكومة، وفي الوقت نفسه تقصف القوات الجوية غزة بوحشية وعشوائية على مرأى من الجميع.
وخلص الكاتب إلى أن إسرائيل -التي خسرت منذ فترة طويلة معركة العالم غير الغربي- أصبحت على وشك خسارة معركة الرأي العام الغربي، وسوف يطالب سكان أوروبا وأميركا قريبا بما نطالب به ضد الدول المارقة من العقوبات والمقاطعة، لأن إسرائيل تخاطر بتغيير مكانتها في نظر العالم الديمقراطي، وتقوض ما تبقى من التفوق الأخلاقي للديمقراطيات في عيون المواطنين في بلدان الحرية، وهو كذلك أسوأ خيانة للآباء المؤسسين لإسرائيل.
المصدر : صحيفة ليبراسيون