مقالات

الشرق الأوسط يحبس أنفاسه على وقع الخطاب ‎

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: في جلسة خاصة سلّم ديبلوماسي غربي أنّ بلاده، كما دول أخرى، في حالة ترقّب لما سيقوله السيد نصرالله، فالمسألة ليست في الخطاب الفصل، بل في ما بعد الخطاب ومصير الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي تقدير المراقبين أنّ السيد لن يعلن الحرب، ولكنّه سيعلن استنفار محور الممانعة للحظة الفاصلة للانخراط الجماعي في الحرب. في ردّه على سؤال يقول أحد المقربين إنّ ما لدى السيد من معطيات ليس في حوزة أحد، وإنه سيطلّ في لحظة مفصلية لتوصيف الواقع والبناء عليه. قبيل ساعات من الإطلالة «الحدث» بالميزان الدولي، التزم كلّ مسؤولي ««حزب الله» الصمت المطبق، هم أيضاً في حالة ترقّب، وفي يقينهم أنّ الساعات الفاصلة ربما تحمل مفاجآت يمكن البناء عليها. ليس المقصود هنا الحديث عن الحرب، ذلك أنّ المفروغ منه أن لا إعلان حرب قريب، كما أنّ ««حزب الله» يعتبر أنّ الحرب بدأت وهو يخوضها وسبق وانخرط فيها من يومها الأول. لافتاً الى إعلان المقاومة عصر أمس عن تنفيذ عملية عسكرية ضد مقرّ الاحتلال في ثكنة زبدين بواسطة مسيّرتين انقضاضيتين هجوميتين (انتحاريتين) مليئتين بكمية من المتفجّرات ليمثّل دخولاً مباشراً للمسيّرات في المعركة.

اليوم وبقدر ما سيطمئن نصرالله اللبنانيين بقدر ما سيحمل كلامه قلقاً متزايداً لإسرائيل. والواضح أنّ المعادلة الحسّاسة التي سيرسيها هي كيف يطمئن اللبنانيين، وهذه قناعة ثابتة لديه من دون أن يكون ذلك مصدر راحة للإسرائيلي أو يكون حزبه في موقع المتفرّج. فـ »»حزب الله» بمواجهاته على الحدود يشغل خمسة فيالق من الجيش الإسرائيلي على مدى 27 يوماً في حرب استنزاف سقط جرّاءها عدد من الشهداء في صفوفه، ولكنه أوقع إصابات مؤكدة في الجانب الإسرائيلي. بالمعنى الاستراتيجي بقيت الأثمان مقبولة وسط معارك لم تتجاوز قواعد الاشتباك بعد. ‎هل يخرج السيد إلى الرأي العام ليوضح ما الذي أنجزه ««حزب الله» على طريق القدس؟ وماذا يعني شعار المرحلة الذي أطلقه «على طريق القدس»؟ وهل أنّ المحور سيمضي في حربه ضد إسرائيل الى النهاية، إلى أن يصل إلى القدس؟ أم أنّ طريق المفاوضات بعد انتهاء هذه الحرب سيؤدي حكماً إلى القدس؟ وهل يضمّن خطابه عناوين المرحلة المقبلة ومسارها؟
واقع الساعات الفاصلة وصفه أحد المحللين السياسيين الإسرائيليين للتلفزيون الإسرائيلي بقوله: «إنّ الشرق الأوسط يحبس أنفاسه على وقع ما سيقوله نصرالله».

المصدر : نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى