حول العالم

صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية أكدت أنّ لا مفرّ من اجتياحٍ بري لقطاع #غزة.

“إسرائيل هيوم”: الاعتبارات الأساسية للدخول البري إلى قطاع غزة

صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية تتحدث عن المتغيرات الجديدة التي تشكل استراتيجية “إسرائيل” في إدارة حربها على غزة.

تحدثت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية في مقال لمراسلة الشؤون الدبلوماسية والمحللة السياسية، شيريت أفيطان كوهِن، عن المتغيرات الجديدة التي تشكل استراتيجية “إسرائيل” في إدارة حربها على غزة، مؤكدةً أنّ لا مفرّ من اجتياحٍ بري للقطاع.

وفيما يلي النص منقولاً إلى العربية:

لقد مر سبعة عشر يوماً منذ أن أعلن الكابينت الأمني السياسي عن الهدف الأعلى للحرب على غزة، مساء السبت، عندما وقعت المجزرة المروعة في مستوطنات غلاف غزة: “تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس والجهاد الإسلامي بطريقة تنتزع منهما قدرتهما ورغبتهما في تهديد إسرائيل واستهدافها لسنوات كثيرة”. كلما مرّت الأيام واستمرت الغارات الجوية، يبدو أنّ هناك متغيرات جديدة أكثر فأكثر تشكل استراتيجية العناصر السياسية التي تدير المعركة – الضغط الدولي، وفي المقدّمة الولايات المتحدة، ومسألة اليوم التالي في قطاع غزة، ومصير الأسرى لدى حماس، وفرص تطوّر ساحة أخرى مع لبنان.

دخول بري

على الرغم من حقيقة أنّ قوات “الجيش” الإسرائيلي لم تدخل بعد قتالاً برياً في غزة، إلا أنه قرار تكتيكي من المتوقع أن يحدث. بخلاف الادعاءات بأنّ “إسرائيل” تفضل مواصلة المعركة من الجو فقط، وعلى الرغم من التقارير الواردة في الصحافة الأجنبية بأن الولايات المتحدة تنصح “إسرائيل” بعدم الدخول بعد، تقول مصادر سياسية لصحيفة “إسرائيل هيوم” إن هذا القرار سيُتخذ وأنه بيد المستويين السياسي والعسكري وحدهما وليس بيد أي جهة أجنبية. وعلى الرغم من التساؤلات حول التوقيت، يفضل صانعو القرار بطبيعة الحال ترك القليل جداً من المعلومات المتاحة للعدو. “ضباب المعركة مهم. التصميم على المستويين السياسي والعسكري للعمل برياً لم يتغير بل وتعزز مع مرور الوقت”، قال المصدر الدبلوماسي لصحيفة “إسرائيل هيوم”.

كان الهدف ولا يزال الدخول في عملية برية يُقتل فيها أكبر عدد ممكن من مقاتلي حماس أينما كانوا يختبئون، ولكن لغاية إعطاء الإشارة، ستواصل إسرائيل سحق مقاتلي حماس من الجو. المستشارون الأميركيون الذين أُرسلوا إلى “إسرائيل” يطلبون من صناع القرار في الجلسات المغلقة أن يتعلموا من “أخطاء الولايات المتحدة في الحروب السابقة” ويوصون بالعمل في أفضل الظروف لجنود الجيش الإسرائيلي حتى يتمكنوا من الانتصار في المعركة. في حين أنّ الفهم الأساسي لجميع القادة ومرافقيهم الذين هبطوا في “إسرائيل”، مثلما نقله نتنياهو نفسه: لا مفر من دخول بري إلى قطاع غزة.

كان يُتوقع أن يجتمع الكابينت مرة أخرى مساء أمس. وفي غضون ذلك، يرفض رئيس الحكومة ووزير الأمن ورئيس الأركان التقارير عن التوتر بينهم ويزعمون العمل المنسق. وقد علمت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنه منذ اندلاع الحرب، لم يلتقِ نتنياهو فقط باللواء احتياط إسحاق بريك، بل وأيضاً رئيس أركان “الجيش” الإسرائيلي الأسبق غابي أشكنازي، وتحدث أيضاً مع رئيسي مجلس الأمن القومي (السابقين) يعقوب ناغل ومئير بن شبات، وكذلك مع اللواء احتياط يعقوب عميدرور. مصادر مطلعة على العمل الجاري تقول إنّ قرار الشروع في حرب غير مسبوقة ضد حماس هو قرار مهم يمكن أن يكون له تداعيات على حياة جنودنا، ولذلك يُكثر رئيس الحكومة من التشاور في الأيام التي تسبق الدخول البري.

الضغوط

إن الجسر الجوي من قادة العالم، الذي يستمر في جلب قادة مهمين إلى “إسرائيل” طوال الوقت، يؤدي أيضاً إلى مقترحات من هؤلاء القادة الذين يركزون في أسئلتهم على الحفاظ على السكان الفلسطينيين في غزة والمساعدات الإنسانية، وكذلك على قضية اليوم التالي للقضاء على حماس. من الواضح لكل من أتى لغاية الآن أن هدف “إسرائيل| المتمثل في تدمير منظمة حماس ليس مطروحاً للمناقشة، ولكن في مقابل الدعم الجارف الذي تلقته، تحتاج “إسرائيل” أيضاً إلى مرونة في المسائل الإنسانية فيما يتعلق بسكان قطاع غزة.

لهذا السبب يواصل نتنياهو نفسه الدعوة، إلى جانب “الجيش” الإسرائيلي، للسكان بالإخلاء إلى جنوب قطاع غزة، حيث سيتم تقديم الدعم. وبهذه الطريقة، يمكن التقدير أيضاً بأن العمليات الهجومية الإسرائيلية ستكون فقط في الجانب الشمالي من قطاع غزة. وزير الطاقة وعضو الكابينت السياسي الأمني، يسرائيل كاتس، قال في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية أمس: “نفضل أن يفتح السيسي، الرئيس المصري، معبر رفح الحدودي ويسمح لهم بالبقاء في سيناء لأطول فترة ممكنة. إنه لا يوافق. لدينا اتفاق سلام. ولهذا السبب نقبل قراره. في جنوب غور غزة هناك منطقة لا يوجد فيها قصف، وأولئك الذين بقوا هناك لم يصابوا بأذى. المساعدات الإنسانية تذهب إلى هناك”.

أما بالنسبة لـ “التحذيرات” من أميركا، فقد قال كاتس: “لقد قدموا المشورة. تحدث الرئيس الأميركي عن الدرس الأميركي وهناك فوارق كثيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. أولاً، أعداؤهم كانوا في العراق، ثم أفغانستان، على بعد آلاف الكيلومترات. أعداؤنا خارج نوافذنا، وقد اقتحموا بيوتنا. لهذا السبب نحترم رئيس الولايات المتحدة، الذي لا يعطينا الأوامر، وإسرائيل تتخذ قراراتها لوحدها، ونحصل على المشورة والدعم الجيد”.

الأسرى

إن سياسة حماس المتمثلة في “تقطير” الأسرى الأحياء إلى “إسرائيل” تهدف من خلالها إلى تأجيل تكثيف العمليات في قطاع غزة قدر الإمكان، لكن في “إسرائيل” يكررون التوضيح بأن إعادة الأسرى لن تشكل قيداً على عملية برية. رغم هذا، التقدير لدى صناع القرار هو أن من سيواكبون استمرار الصفقات هم القطريون، الذين أثبتوا لغاية الآن أنهم قادرون على تحقيق نتائج حيال حماس.

وقد تقرر في كابينت الحرب عدم مد يد العون لسياسة “تقطير” الأسرى والدفع نحو صفقة مهمة تؤدي إلى إطلاق سراح عشرات المدنيين المحتجزين لدى حماس. القرار بيد حماس والتقدير هو أن الأمور ستتضح قريباً. وقال كاتس أيضاً في المقابلة مع الصحيفة الألمانية: “في الوقت الحالي نفترض أن حماس تريد الاحتفاظ بالأسرى لأغراض التفاوض. لكن حماس لا تستطيع منع الدخول البري”.

العيون إلى الشمال

على مدى الأيام الـ 16 الماضية، كانت “إسرائيل” تعمل على احتواء الجبهة على الحدود الشمالية والرد برد محدد على مصادر النيران في لبنان، في حين يواصل رئيس الحكومة وقادة الجيش التهديد تجاه الخارج بأنه إذا انضم حزب الله إلى المعركة، فإن مصيره ومصير لبنان سيكون مريراً مثل نتائج حرب لبنان الثانية. عملياً، لا يعرفون في “إسرائيل” التنبؤ بخطوات حزب الله، والخشية هي من فشل استخباري مماثل لذلك الذي افتتح أحداث السبت الأسود. لذلك، فإنّ معظم الجنود الذين تم تجنيدهم موجودون على الحدود الشمالية لـ”إسرائيل” كي يكونوا على استعداد لأي سيناريو يتطور بموازاة الدخول البري إلى غزة.

هناك مقاربتان تُناقشان في الكابينت: الأولى، نتيجة دخول بري وضربة قاتلة لحماس – سيتم ردع حزب الله ولن ينضم إلى المعركة؛ الثانية، لن يكون قادراً على الوقوف جانباً، ولذلك سيغتنم الفرصة وسينضم إلى الهجمات على “إسرائيل” من الشمال. “إسرائيل”، عن طريق الرئيس الفرنسي الذي زارها أمس، بعثت برسالة واضحة إلى لبنان لتجنب التصعيد في هذا التوقيت. ومع ذلك، فإنّ عدداً غير قليل من الجنود المتمركزين على الحدود الشمالية وسكان في المنطقة يسألون أنفسهم عما إذا كانت الحرب الحالية يمكن أن تنتهي من دون إزالة وتدمير التهديد المنعكس من الشمال.

المصدر : الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى