مفاوضات اتفاق غزة تستمر فنياً في الدوحة والقاهرة… والمقاومة عند الثوابت
كتبت صحيفة “البناء”: لم يعد رئيس حكومة الاحتلال بحاجة لاتصال من الرئيس الأميركي جو بايدن لإرسال وفود التفاوض إلى الدوحة والقاهرة، حيث في كل منهما وفد فنيّ من الكيان لمواصلة المفاوضات، وفيما تتمسك المقاومة بالثوابت المعلنة من قبلها المتضمنة في نصوص اتفاق 2 تموز الذي عُرض عليها وقبلته، وهو مضمون مبادرة الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي 2735، خصوصاً مبادئ الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء الحرب ورفض تعديل الشروط المتفق عليها لتبادل الأسرى بفيتوات جديدة، لا يبدو أن ثمّة تبديلاً في موقف الوفود المفاوضة للكيان، حيث المراوحة عند الطلبات الجديدة المتصلة بمحور فيلادلفيا ومعبر نتساريم، مع تسريبات مرفوضة من المقاومة بمقايضة الانسحاب من محور فيلادلفيا بالبقاء في معبر نتساريم، بينما تعتقد مصادر فلسطينية متابعة أن رهان الاحتلال هو على تحقيق تعديل جذريّ على موازين القوى في الضفة الغربية عبر الحملات الدموية التي ينظمها جيش الاحتلال هناك، قبل الجلوس الجدّي على طاولة التفاوض، ولذلك تضع فصائل المقاومة ثقلها لإحباط خطة الاحتلال في الضفة الغربية باعتباره المدخل لتحقيق التوازن التفاوضي، خصوصاً في ضوء ترددات رد المقاومة في لبنان على العمل العدواني الذي استهدف الضاحية الجنوبية قبل شهر وأدى الى اغتيال القائد فؤاد شكر، حيث ظهر التراجع عن خطاب الحرب على لبنان بين قادة الكيان مؤشراً على مرحلة جديدة تستدعي المتابعة لمعرفة حدود التغيير التفاوضي الذي سوف ينتج عنها، باعتبار تفاقم مشكلات الكيان على جبهة الشمال لا تحتمل الوقت، ولم يعد خيار الحرب أو الوعد بها طريقاً للإجابة على هذه التحديات. وعندما يقول وزير الحرب يوآف غالانت إن الحرب الى المستقبل البعيد، فعليه أن يقول كيف سوف يؤمن عودة مهجّري المستوطنات بغير التوصل الى اتفاق في غزة يضمن وقف جبهة جنوب لبنان؟
في الكيان كثير من الخبراء والمعلقين يناقشون ترددات ردّ حزب الله، لكن التريّث سيد الموقف بانتظار الرد الإيراني، الذي قالت طهران بلسان نائب وزير دفاعها إنه حتميّ ومقبل، بينما تمنى رئيس أركان الجيوش الأميركية أن لا يؤدي الى المزيد من التصعيد الإقليمي، لكن النقاش في الكيان لا يتوقّف عن معنى استرداد المقاومة في لبنان ميزان الردع، ومعنى إيصال عشرات الطائرات المسيّرة إلى سماء تل أبيب واستهداف منشأة شديدة التحصين والحماية هي مقرّ الوحدة 8200، وما يعنيه ذلك من أن أمن تل أبيب بات مكشوفاً، وسط أسئلة عن مفهوم الردع وخيار الحرب الذي لا زالت بعض الأصوات في الكيان تأمل بأنه لا يزال ممكناً إحياؤه، كما دعا مقال في جيروزاليم تايمز، رغم تأكيدات القيادات السياسية والعسكرية أنه سحب من التداول.
بينما لفتت التطمينات التي صدرت عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الاميركية تشارلز براون، والذي أكد بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام للمنطقة أن مخاطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفضت، فإن حزب الله وفي رده على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر نجح في إرساء معادلة ردع جديدة، حيث أكد لـ»إسرائيل» أنه يستطيع الوصول الى تل أبيب من دون أن يستخدم قدراته العسكرية الأكثر تطوراً.
وأمس سيطر هدوء لافت على الجبهة الجنوبية، لم تخرقه إلا بعض العمليات العسكرية. في السياق، نفذت مسيّرة إسرائيلية، غارة استهدفت منطقة مفتوحة بين موقعي الدبشة وعلي الطاهر عند أطراف النبطية الفوقا الشرقية، إلا أن الصاروخ لم ينفجر. وقصف جيش العدو المرج الجنوبي جنوب شرق بلدة ميس الجبل (قرب طريق الجدار – درب الحورات) بالقذائف الفوسفوريّة، مما أدى إلى اندلاع حريق في المكان. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سهل المجادل شرق صور. وأدّت الغارة هذه إلى أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية وإلى إصابة 3 مواطنين بجروح. كذلك أدّت غارة على شيحين إلى إصابة مواطن بجروح متوسّطة استدعت نقله إلى مستشفى جبل عامل لإتمام علاجه.
وأعلن حزب الله استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة المنصوبة على رافعة في محيط ثكنة دوفيف بمحلقة انقضاضية وإصابتها إصابةً مباشرة. واستهدف مباني يستخدمها جنود الجيش الإسرائيلي في «نطوعة» بالأسلحة المناسبة.
وفيما يلقي رئيس مجلس النواب نبيه برّي كلمة متلفزة يوم السبت، عند الساعة الثالثة عصراً، لمناسبة الذكرى 46 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، اعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أنّ «رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر كان مدروساً جداً مذكّراً بأن السيد حسن نصرالله قال في خطابه إن الحزب استهدف أهدافاً عسكرية فقط وذكرها واستطاع أن يخرق الدفاعات الإسرائيلية وأصاب مركزاً مهماً للاستخبارات في ضاحية تل أبيب». وأضاف أنّ «المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين يحرّض وهو ليس محايداً بالأساس، بل يؤيد الرواية الإسرائيلية بأن حزب الله أطلق الصاروخ على مجدل شمس».
ومع اقتراب استحقاق التمديد للقوات الدولية العاملة جنوباً، في مجلس الأمن الدولي، الخميس المقبل. قدّمت باريس الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل بانتظار أن تُقرّ من دون تعديلات جوهرية مبدئياً. وتعتبر مصادر سياسية أن رئيس الحكومة مستمر باتصالاته مع ممثلي الدول المعنية بالتمديد لقوات الطوارئ لعدم إدخال أي تعديلات على الصيغة الحالية، مع إشارة أوساط سياسية أخرى أن الخشية تبقى من محاولات «إسرائيل» الضغط على إدخال تعديلات على عمل اليونيفيل بالرغم من التطمينات الفرنسية التي تلقاها لبنان بأن الامور ستبقى على حالها.
وفي السياق، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون وتم التباحث في الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية للبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي اللبنانية، بالإضافة الى الوضع في قطاع غزة والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة مع كل من مصر وقطر للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين «إسرائيل» وحماس. كما بحث الوزير بو حبيب مع السفيرة جونسون في مسألة التمديد لليونيفيل، وجدد التأكيد على موقف لبنان المتمسك بأن يكون التمديد لسنة أخرى ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد المرتقب صدوره عن مجلس الأمن.
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو. كما زار ماغرو رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل وتطرّق الحديث الى آخر المستجدات التي يشهدها لبنان والمنطقة. وغداة لقائه ماغرو، زار السفير السعودي، وليد بن عبد الله بخاري، السفير التركي لدى لبنان علي باريش أولوصوي، في مقر السفارة في منطقة الرابية. وجرت خلال اللقاء مناقشة التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في كافة المجالات.
وأصدر قائد الجيش العماد جوزيف عون قراراً قضى بوقف منح المأذونيات السنوية إلى خارج البلاد لكافة العسكريين من ضباط ورتباء وأفراد. واعتبر القرار كافة طلبات المأذونيات السنوية إلى الخارج المرفوعة سابقاً إلى قيادة الجيش وأركان الجيش العديد بحكم الملغاة.
وفي ملف الكهرباء، أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أن ناقلة النفط كام الين المحملة بـ30 الف طن من الفيول وصلت الى الزهراني وبدأت بإفراغ حمولتها، ما يسمح برفع التغذية بالتيار الكهربائي الى ما بين 4 و6 ساعات. وكتب النائب طوني فرنجية عبر منصة «اكس»: على أساس كهرباء لبنان نجاحها باهر و24/24؟ ويجب ضم كهرباء قاديشا الها بأسرع وقت!!! المشكل بكهرباء قاديشا هو فقط إنّه تم استردادها من أصحاب الامتياز قبل انتهائه إلى كهرباء لبنان ببداية التسعينات، ولولا ذلك لما كان في بالشمال مشكل كهربا وكنا منكون متل زحلة بالحد الأدنى. كان من الأجدى تقديم اقتراح تجديد امتياز كهرباء قاديشا وفصل إدارتها بالكامل عن إدارة كهرباء لبنان.
وليس بعيداً من الوضع المالي، أحال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إلى مجلس الوزراء مشروع قانون قطع حساب الموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2025، بحسب ما أعلن مكتبه الإعلامي في بيان. وكانت مديرية المحاسبة العامة قد أودعت ديوان المحاسبة مشروع القانون هذا، إضافة إلى حساب المهمة للعام 2025 وحساب مهمة محتسب المالية المركزي للعام المذكور.