حول العالم

مستوطنات الشمال ترفض افتتاح العام الدراسي

في اجتماع ضمّ رؤساء مستوطنات على الحدود مع لبنان ووزير التربية والتعليم يوآف كيش وقائد قيادة الجبهة الداخلية رافي ميلو أمس، أقدم رئيس «منتدى سلطات خط المواجهة»، رئيس مجلس ماطيه آشر، موشيه دافيدوفيتش، بشكل مفاجئ، على تشغيل تسجيل صوتي لصافرة إنذار، ما أثار هلعاً بين الحاضرين. وذكرت صحيفة «معاريف» أن دافيدوفيتش صرخ في وجه كيش وميلو بغضب: «تقريباً بوّلتم على أنفسكم، أرأيتم كيف هرعتم مسرعين. الآن تفهمون ما الذي يعيشه أطفالنا منذ 11 شهراً»!ومنذ اندلاع الحرب أخلت سلطات العدو الإسرائيلي سكان المستوطنات التي تبعد حتى 3.5 كلم عن الحدود مع لبنان، فيما لم يُخلَ الجزء الأكبر من المستوطنات الواقعة بين 3.5 و9 كلم عن الحدود. وبما أن أسبوعاً واحداً يفصل عن بدء الموسم الدراسي، عملت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية في الأسابيع الفائتة على البحث عن حلول للدراسة تحت وقع الصواريخ وصافرات الإنذار التي لا تتوقف، فيما يبدي رؤساء المستوطنات عدم رضاهم عن الحلول المقدّمة لهم، ويرفضون حتّى الآن افتتاح السنة الدراسية في مناطقهم.
على هذه الخلفية، عُقد اجتماع أمس والذي أبلغ فيه دافيدوفيتش وزير التربية وقائد قيادة الجبهة الداخلية أن المدارس في هذه المستوطنات غير جاهزة لافتتاح العام الدراسي في ضوء الخطر الأمني الذي تواجهه بفعل ضربات حزب الله.
وأتى الاجتماع، بعدما حذّرت السلطات المحلية أخيراً من أن 26% من المؤسسات التعليمية في أنحاء فلسطين المحتلة، والتي يدرس فيها نحو نصف مليون طالب، غير محصّنة. وبحسب المعطيات فإن نحو 35% من المؤسسات التعليمية في القدس، و33% في حيفا، و31% في منطقة «غوش دان» والمركز و«الشارون»، و20% في الشمال والجنوب، غير محصّنة وتفتقر للملاجئ.
وقال دافيتوفيتش لكيش إن «هذه الحكومة ستُسجّل في كُتب التاريخ بصفتها الحكومة التي تخلّت عن أولادنا»، وأضاف: «تلقّيت اتصالاً من أحد وزراء الكابينت أبلغني فيه أن الوزراء توسّلوا (رئيس الوزراء، بنيامين) نتنياهو، لاستكمال الضربات (التي بدأت كـ«ضربة استباقية» على لبنان)، لكنه رفض ذلك. عملياً أنتم تتخلّون عنّا. والحكومة لا تعيرنا أي اهتمام، ولذلك قررت قطع التواصل مع الحكومة».
وأوضح دافيدوفيش باسم جميع السلطات المحلية في الشمال أنه «خلال السنوات الخمس صرخنا وتحدّثنا في وسائل الإعلام حول الملاجئ والتحصينات، ولكنّ الإجابة التي تلقّيناها كانت صفراً. لا شيء». وتساءل: «متى ستستفيقون؟ الآن، في عز الحرب، لدينا مدارس أساسية، وثانوية، ورياض أطفال بلا ملاجئ. إننا ننبح كالكلاب. هذه الحكومة لا هدف لها ولا استراتيجية، وهي لم تحدد موعداً لعودة سكان الشمال إلى بيوتهم» متوجّهاً إلى الحاضرين: «تأتون إلى هنا وشفاهكم ترتجف. وترحلون كما أتيتم وتتركوننا وحيدين».
من جهته، حاول ميلو التخفيف من الغضب مشيراً إلى أن الجيش أعاد توزيع منظومات الاعتراض والدفاع الجوي، لافتاً إلى أنه «لا يمكنني الخوض في التفاصيل أكثر، ولكن الهدف من ذلك هو توفير الحماية للحافلات التي تنقل الطلبة إلى المدارس.. وسنواصل نشر الملاجئ والغرف المحصّنة».

إلى ذلك، قال رئيس المجلس المحلي في «ماروم هجليل» في مقابلة مع موقع «واينت»: «استيقظنا (فجر أول أمس) على بشائر هامة – بشأن «الضربة الاستباقية» – لكن للأسف بعد ساعات فقط سمعنا أنه بالإمكان العودة إلى روتين الحرب»، موضحاً أنه «من غير المعقول أنهم قاموا بالضربة لأن جزءاً من الصواريخ وُجّه إلى تل أبيب، وبعد إزالة هذا التهديد أعادونا إلى روتين التخلي في الشمال». أمّا بالنسبة إلى السنة الدراسية، فقال إنه «استصعب رؤية افتتاح المدارس، فهي بلا ملاجئ، وباصات النقل غير محصّنة. الأمر يبدو وكأننا نلعب الروليت الروسية بحياة أولادنا».

المصدر: الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى