لبنانيات

المقاومون على أتمّ الاستعداد للدخول إلى الجليل

استحوذت عملية “طوفان الأقصى” والتطورات الميدانية التي يشهدها قطاع غزة بين المقاومين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الصهيوني على الافتتاحيات والمقالات الرئيسية للصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 09 تشرين الأول 2023.

بينما كانت عيون العالم تتابع مسلسل إذلال جيش العدوّ ومستوطنيه، كان العدو يرصد بالتنسيق مع الولايات المتحدة وأوروبا الجبهة الشمالية، لتبيّن إمكانية دخول المقاومة الإسلامية كشريك كامل في العملية وبمستويات غير متوقّعة.

ولم يتأخر حزب الله وفقًا لصحيفة “الأخبار” في إعلان موقفه مما يجري، فنفّذت المقاومة الإسلامية عملية عسكرية ضدّ ثلاثة مواقع في مزارع شبعا، قبل أن يتبعها موقف سياسي أعلنه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين حاسماً «أن المقاومة في لبنان ليست على الحياد في المعركة القائمة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال».

وبعد ساعات على انطلاقة العمليات الفدائية في غلاف قطاع غزة المحتل، سارع حزب الله إلى إصدار بيان أعلن فيه أن «العملية ردّ حاسم على جرائم الاحتلال ورسالة إلى العالميْن العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره»، موضحاً أن «قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان تواكب التطورات الهامة على الساحة ‏الفلسطينية وعلى اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية».

وفي وقت لاحق، بدأ العدو يراقب حركة حزب الله في المنطقة الحدودية، إثر معلومات عن استنفار كبير في صفوف قواته. وسارعت الولايات المتحدة وباريس إلى نقل رسائل إسرائيلية إلى لبنان تستهدف عدم فتح جبهة جديدة بوجه العدو. وعُلم أن «باريس أبلغت حزب الله رسائل في هذا الخصوص»، فضلاً عن «رسائل أميركية وصلت إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحمل تنبيهات من توريط لبنان في هذه الحرب»، الأمر الذي كان مندوب العدو لدى مجلس الأمن جلعاد إيردان كشف عنه بالإعلان عن طلب حكومته من «دول عدّة إبلاغ حكومة لبنان بأنّنا سنحمّلها مسؤولية أي هجوم لحزب الله على إسرائيل».

ولم يتأخر الحزب بالردّ على رسائل التهديد الواردة من الخارج، من خلال عملية استهداف «مجموعات الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في المقاومة الإسلامية ثلاثة مواقع للاحتلال الصهيوني في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بأعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة وتمّت إصابة المواقع إصابات مباشرة»، وفق بيان للمقاومة.

وأعلن (السيد) صفي الدين في خطاب خلال احتفال تضامني مع المقاومة الفلسطينية أن «المقاومة أرسلت صباحاً رسالة في كفر شوبا، لتقول إنّ من حقنا أن نستهدف العدو الذي لا يزال يحتل أرضنا، وهذه رسالة يجب أن يتمعّن فيها الإسرائيلي جيداً. هناك رسالة للأميركي والإسرائيلي بأنّ ما حصل في غزّة له خلاصة، بأن حماقاتكم المتمادية واستخفافكم أوصلا إلى طوفان الأقصى، وإذا تماديتم فستشهدون طوفان الأمة الذي سيُغرق كل الكيان».

وردّ العدو على استهداف مواقعه بقصف مدفعي في مناطق مفتوحة، مع استهداف للخيمة التي نصبتها المقاومة في مزرعة بسطرة. وبعد وقت أعادت المقاومة نصب خيمة جديدة في الموقع نفسه، وتعمّد المقاومون نشر عتادهم وأغراضهم وشرعوا بإعداد القهوة على موقدة الحطب. وعندما حضرت دورية تابعة للجيش اللبناني، طلب مسؤول مجموعة المقاومة من أحد الضباط إيصال رسالة إلى قيادة اليونيفل «حذّر فيها إسرائيل من استهداف الخيمة ومن فيها وإلا ستكون العواقب كارثية على الكيان الصهيوني». في المقابل، لم يتأخر ردّ العدو الإسرائيلي الذي بعث برسالة إلى اليونيفل «يحسم فيها قراره بعدم التصعيد على الحدود الشمالية مع حزب الله».

وقد سارعت الوحدة الهندية في قوات «اليونيفل» إلى إخلاء موقعها المقابل لخيمة المقاومة، بعدما تبيّن أن القصف الإسرائيلي الذي طاول تلال كفر شوبا أدّى إلى جرح الطفلة تسنيم عبد العال (8 أشهر) ونوح نبعة (8 سنوات) بشظايا الزجاج. وخلال النهار، أطلقت منظومة باتريوت صاروخًا ضد هدف في الجو، وبعدما أعلن العدو أنه اشتبه في مُسيّرة تحلّق فوق مستعمرات الجليل الأعلى أطلقها حزب الله، عاد ونفى الأمر.

البناء

من جهتها لفتت صحيفة “البناء” إلى الحصيلة الضخمة لعددد قتلى العدو الصهيوني وأسراه، مشيرة إلى أن غزة أطلقت بقيادة كتائب “القسام” ومساهمتها المحوريّة حرب الكرامة الفلسطينية، فتساقطت الصواريخ بالآلاف في أنحاء المناطق الفلسطينية المحتلة حيث أقام كيان الاحتلال منشآته ومدنه ومستوطناتها، واقتحم المقاتلون المستوطنات والمواقع العسكرية وقتلوا المئات وجرحوا الآلاف، وأسروا العشرات، وزاد عدد الأسرى عن مئة ويتوقع أن يبلغ عدد القتلى الـ 1000 وقد زاد عدد الجرحى عن الـ 2000. وفي اليوم الثاني بدا أن العملية لم تنته، وأن السؤال الذي افترض الكثيرون أنهم راهنوا على كيفية ردّ الاحتلال بعد نهاية العملية، لا يزال مبكراً، لأن العملية تستمر فصولاً، وحتى ليل أمس أعلنت قوات القسام عن دخول مقاتليها إلى مواقع عسكرية لجيش الاحتلال وأسر عدد جديد من ضباطه وجنوده. وتحدّثت قيادة المقاومة عن خطوات لاحقة من جدول الأعمال المقرّر لم تنفذ بعد، بينما بدا أن الشيء الوحيد الذي يجيده جيش الاحتلال هو تدمير الأبراج السكنية وقتل المدنيين، وأنه عاجز عن ردّ الاعتبار لهيبته المهدورة، وبدت حكومة الكيان مرتبكة عاجزة ضعيفة تترنّح وسط الحديث عن حكومة طوارئ يدعو إليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الكيان اسحق هرتزوغ، وهي حكومة تشجّعها واشنطن لضمّ المعارضة ممثلة بيائير لبيد وبني غانتس إلى الحكومة تمهيداً لإخراج المتطرفين بقيادة ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش منها، على أمل أن ينتج ذلك الفرصة لتهدئة طويلة عبر هدنة تتضمن حلولاً لقضايا راهنة مثل أمن القدس والمسجد الأقصى ووقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وفك الحصار عن غزة، لكن على قاعدة إنعاش السلطة الفلسطينية والحفاظ على مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي.

الرعاية الأميركية المباشرة سياسياً وعسكرياً للكيان بدت ضرورة وجودية مع الإصابات البالغة التي تلقاها مع ضربات المقاومة، فأرسل الأميركيون حاملة طائراتهم جيرالد فورد لطمأنة الكيان بأنه لن يترك وحيداً، بينما تعيش القيادة العسكرية والسياسية للكيان في حال تخبّط، حيث الرد بعمل عسكري بري ضد غزة محفوف بمخاطر كبيرة، والجيش في أسوأ حالاته، واللجوء إلى القصف الهادف للقتل والتدمير يحتمل مخاطر المثل بصواريخ المقاومة، التي قد لا تبقى صواريخ مقاومة غزة، خصوصاً أن الجبهات المساندة وفي طليعتها جبهة لبنان تستعدّ، وقد قامت بالخطوة الأولى، حيث كانت عملية قصف قامت بها المقاومة من لبنان على مواقع الاحتلال في مزارع شبعا رسالة واضحة عبرت من خلالها المقاومة عن جهوزيتها واستعدادها للدخول على خط الحرب عندما تستدعي الحاجة ويكون ذلك ضرورياً بالحدود التي يستدعيها.

وأعلن «حزب الله»، في بيان، بأنّ «مجموعات الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في المقاومة الإسلامية قامت صباح هذا اليوم الأحد الموافق 8 تشرين الأول 2023 بالهجوم على ثلاثة مواقع للاحتلال الصهيوني في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة»، وأوضحت أنّها استهدفت «موقع الرادار وموقع زبدين وموقع رويسات العلم بأعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة وتمت إصابة المواقع إصابات مباشرة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم». وأوضح البيان أنّ ذلك «على طريق تحرير ما تبقى من أرضنا اللبنانية المحتلة، وتضامنًا مع المقاومة الفلسطينية المظفرة والشعب الفلسطيني المجاهد والصابر».

وعرضت قناة “المنار” مشاهد حية لعملية استهداف مواقع الاحتلال التي تحوي مراكز عسكرية واستخبارية وأجهزة اتصالات وأبراج مراقبة.
وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” الى أن “المقاومة في لبنان بجهوزية تامة للدخول في المعركة إلى جانب المقاومة في غزة في أي وقت يراه محور المقاومة مناسباً، وتُعُدّ للإسرائيليين مفاجآت أشد إيلاماً مما يشهده غلاف غزة اليوم”، لافتة الى أن “المقاومين على أتم الاستعداد لتنفيذ طلب قيادة المقاومة والسيد حسن نصر الله بالدخول الى الجليل”، موضحة أن “دخول حزب الله الحرب بشكل واسع مرتبط بالتطورات في فلسطين”.

ووفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” فإن “حزب الله أراد من خلف استهداف مواقع الاحتلال في مزارع شبعا توجيه إنذار لـ”إسرائيل” بعدم التمادي في العدوان على غزة، وإلا فسوف ينفجر الوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة”.

وأراد الحزب من العملية وفق الخبراء، الردّ على كل الرسائل والتهديدات لا سيما على الرسالة التي وصلته من فرنسا عبر قناة رسمية ومضمونها “التمني المشدّد” لعدم التصعيد في الجنوب.
لكن الخبراء يستبعدون توسّع الجبهة الجنوبية في هذه المرحلة بسبب إرباك جيش الاحتلال وحكومته بجبهة غزة بعد الضربة التي أصابت العدو بـ”النخاع الشوكي” وبالتالي لا يستطيع فتح جبهة جديدة في لبنان، ويرى الخبراء أن “لا خيار أمام “إسرائيل” إلا التفاوض مع حركة حماس وفق قواعد اشتباك جديدة”، متوقعاً مفاوضات طويلة غير مباشرة على نقاط أربع: “تبادل الأسرى وإخلاء المستوطنات وضمانات في المسجد الأقصى ورفع الحصار الكامل عن قطاع غزّة”.

وأشار رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في المهرجان الشعبي الذي أقامه الحزب للتضامن مع غزة، أنّ “دخول المقاومين الى المستوطنات التي كانوا يظنون أنها محصنة ومحمية وأسر عدد كبير من الصهاينة، هو مشهد فيه من الإذلال ليدل على قدرة الفلسطينيين الأبطال والانتقام لعقود من الظلم”، موضحًا “أننا نعلم أن المقاومة في فلسطين شجاعة ومقدامة وأثبتت ذلك في مختلف ميادين القتال، ولكن اقتحام السياج والحواجز والموانع وتراكم الخبرة العسكرية القتالية للمقاتلين يدلّ على خبرة عسكرية هائلة ومتقدّمة في العمل المقاوم”.

وأعلن أنّ “مشهد دخول المستوطنات في غلاف غزة المترافق مع القصف الصاروخي سيتكرّر في يوم من الأيام مضاعفًا عشرات المرات من لبنان، وكل المناطق المحاذية لفلسطين المحتلة”. وأوضح صفي الدين، أنّ “على نتانياهو أن يعلم بأنّ هذه المعركة ليست معركة غزة فحسب. المسؤولية تحتم على كل أبناء أمتنا ألا يقفوا على حياد ونحن لسنا على حياد”.

وشدّد على أنّ “المقاومة أرسلت صباحًا رسالة في كفر شوبا، لتقول إنّ من حقنا أن نستهدف العدو الذي لا زال يحتلّ أرضنا، وهذه رسالة يجب أن يتمعّن بها الإسرائيلي جيدًا. هناك رسالة للأميركي والإسرائيلي بأنّ ما حصل في غزّة له خلاصة بأن حماقاتكم المتمادية واستخفافكم أوصل إلى طوفان الأقصى وإذا تماديتم اليوم سوف تنتج هذه المرّة طوفان كل الأمّة وليس الأقصى فقط، وسوف تشهدون طوفان الأمة الذي سوف يُغرق كل الكيان».

وكان جيش الاحتلال استهدف خراج عدد من القرى المحيطة بمزارع شبعا بصواريخ رداً على عملية المقاومة، واستهدفت بعض الصواريخ الخيمة التي نصبها الحزب في مزارع شبعا.

وأشارت قناة “المنار” بأن “جيش العدو حاول إبعاد رجال المقاومة عن الخيمة الجديدة التي نُصبت مكان الخيمة المستهدفة في مزارع شبعا باستهداف المنطقة المحيطة بها بثلاث قذائف لكن التحدّي الأسطوريّ للمقاومين أفشل هدف العدو لعدم جرأته على استهدافهم بشكل مباشر”.

ويرى الخبراء أن تفادي الاحتلال استهداف مناطق سكنية وبنى تحتية يعكس خوفاً اسرائيلياً من ردة فعل المقاومة، ويعكس بالتالي التزام الاسرائيلي بموازين القوى التي فرضتها المقاومة مع العدو.

وكانت عملية المقاومة في شبعا قد أربكت قيادة الاحتلال وشلّت حركته على طول الخط الأزرق وحالة من الرعب الشديد في المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة والتي أوعز وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت “بالاستعداد لإخلاء المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، كما أمر غالانت بتسليم أسلحة وذخائر لسكان البلدات القريبة من لبنان وقطاع غزة”.

وأفادت وسائل إعلام “إسرائيلية” بإطلاق صواريخ القبة الحديدية قرب كريات شمونة على حدود لبنان. وفي السياق، ذكرت مصادر عبرية بأن “الحكومة الإسرائيلية اعلنت تعطيل الدوام المدرسي في كافة أنحاء “إسرائيل”.

ومساء أمس، تضاربت المعلومات في وسائل الاعلام الإسرائيلية حول ما حصل في مستوطنة شتولا على حدود لبنان بين تسلل أو حدثٍ جنائي.
وفيما تحدث وسائل إعلام الاحتلال عن حدث أمني في المنطقة، أشارت في ما بعد إلى أنه عمل جنائي، تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن استنفار للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى خشية تسلل من لبنان إلى شتولا”.
وذكرت وسائل إعلام أنه تمّ العثور على ثغرة بالجدار الفاصل على حدود لبنان من دون رصد أي متسلل.
الى ذلك، أعلن مندوب الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة بأننا “طلبنا من دول عدّة إبلاغ حكومة لبنان أنّنا سنحمّلها مسؤولية أي هجوم لـ”حزب الله” على “إسرائيل” في سياق دعم عملية “طوفان الأقصى” التي تنفذها فصائل المقاومة في قطاع غزة”.
بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، “أننا على اتصال مع السلطات على جانبي الخط الأزرق، على جميع المستويات، لاحتواء الوضع وتجنب تصعيد أكثر خطورة”، مشيرًا إلى أنّ “حفظة السلام التابعين لليونيفيل يتواجدون في مواقعهم ويقومون بمهامهم ويواصلون العمل، بما في ذلك من الملاجئ حفاظًا على سلامتهم”. وشدّد على “أننا نحث الجميع على ممارسة ضبط النفس والاستفادة من آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل لخفض التصعيد ومنع التدهور السريع للوضع الأمني”.

ولفتت “البناء” على أن الأحداث في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان حجبت الأضواء عن الملفات والأزمات الداخلية على مختلف الصعد، ففي حين لم يعلن عن مواعيد لزيارة موفدين خارجيين لا سيما الفرنسي والقطري حتى مساء أمس، توقعت أوساط سياسية لـ”البناء” أن تجمد كل المبادرات والزيارات في الملف الرئاسي الى أجل غير مسمّى بسبب التطورات العسكرية على جبهات الجنوب وغزة بانتظار وضوح المشهد والى أين ستذهب الأمور وما ستفرزه تطورات المشهد الفلسطيني من تغيرات في المعادلات، وموازين القوى ستنعكس بطبيعة الحال على المنطقة برمّتها ولا سيما على لبنان.

لكن ملف النزوح السوري بقي في دائرة الضوء من بوابة توسّع رقعة الإشكالات بين اللبنانيين والنازحين الى مناطق عدة. فبعد الدورة والجديدة والسبتية وجل الديب، وقع إشكالٌ كبير مساء أمس في بيصور قضاء عاليه، بين أبناء البلدة ونازحين سوريين، ممّا أدى الى وقوع جريحين من آل ملاعب بطعنهم بسكين وجرحى من السوريين.

اللواء
من جهتها سألت صحيفة “اللواء”: هل ينخرط حزب الله، بالمواجهة، إذا ما أصبحت شاملة بين إسرائيل ومحور المقاوم، في ضوء مجرى العمليات الحربية بين اسرائيل التي أعلنت رسمياً الحرب وحركة «حماس» ومعها الفصائل الفلسطينية؟
بصرف النظر، عن الأصوات التي تصاعدت برفض جرّ لبنان مجدداً الى حرب، ليس بإمكانه تحمل أعبائها المالية والتهجيرية والتدميرية، في ضوء الازمة الحادة التي يعاني منها.. فإن الاشارات التي بعث بها حزب الله، لا توحي بدخول أكيد في المواجهة، ولكن في الوقت نفسه لا تشير الى اسقاط هذا الاحتمال من الخيارات المطروحة على الأرض.

فخطوات الحزب تدرس بعناية فائقة، فأصل المعركة الموجعة، هو ما يحصل حالياً على الأرض، وتمثل المقاومة الفلسطينية، وحماس على رأسها الاصل في المواجهة في ضوء النجاحات العسكرية الفلسطينية، والاخفاقات القاتلة للمنظومة الامنية والعسكرية الاسرائيلية.
وعلى مستوى الاتصالات لحصر دائرة المعركة ضمن قطاع غزة، كشف وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ان بلاده تبذل «كل ما في وسعنا لضمان عدم اندلاع جبهة حرب اخرى، بما في ذلك مع حزب الله».

وكانت قيادة قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» بقيت على اتصال مع الطرفين على جانبي الحدود مع اسرائيل ولبنان، وضمناً مع حزب الله لعدم تدهور الوضع.

تميز اليوم الثاني من الحرب القاسية بين آلة الحرب الاسرائيلية ممثلة بالطائرات والدبابات والبحرية والمسيرات ورجال الكوماندوس، بتضامن لبناني واسع من الجنوب الى الشمال، ممثلاً بتجمعات واعتصامات ولقاءات تضامنية ومسيرات، ابرزها، بعد بيروت، في صيدا، حيث دعا نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان بسام حمود انصار الجماعة للاستعداد الجدي للانخراط في «المعركة ضد العدو الصهيوني».

الجمهورية
بدورها رأت صحيفة “الجمهورية”، أن «طوفان الاقصى» جرف كل ما عَداه من اهتمامات داخلية، فانعَدم الكلام عن الاستحقاق الرئاسي وملف النازحين السوريين، ليتصدّر الوضع في الجنوب حيث استفاق اللبنانيون على هجوم مدفعي وصاروخي شنّته المقاومة على ثلاثة مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلة، وقصف اسرائيلي للمنطقة المحيطة، ما أثار توقعات بتوسّع الحرب الدائرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وغلافها الى الجبهة الجنوبية اللبنانية.

تتبّعَت كل الاوساط امس تطورات «طوفان الاقصى» الذي قضّ مضاجع اسرائيل وألحقَ بها هزيمة كبرى لم تشهد مثيلا لها في تاريخ النزاع العربي ـ الاسرائيلي، بسبب ما مُنيت به من خسائر بشرية ومادية ومعنوية، على رغم القصف التدميري الذي شنته على غزة معقل حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» اللتين تمكّن مقاتلوهما من اقتحام مواقع عسكرية ومستوطنات اسرائيلية محصّنة في غلاف غزة.

وفيما تسود توقعات بتوسّع رقعة الحرب الى خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة في اتجاه لبنان وسوريا وغيرهما، خصوصاً بعد مهاجمة «المقاومة الاسلامية» التي يقودها «حزب الله» مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلة، ورد الجيش الاسرائيلي بقصف متقطّع طوال النهار على مناطق لبنانية خالية، نشطت الاتصالات على كل المستويات في مختلف الاتجاهات محليا واقليميا ودوليا لوقف القتال، على وقع تهديدات اسرائيلية متلاحقة.

وذكرت مصادر متابعة مطّلعة عن قرب على مجريات الوضع الجنوبي والميداني لـ«الجمهورية»، انه بعد قصف المقاومة لمواقع اسرائيلية في تلال كفر شوبا، جرت اتصالات دولية وعربية مع لبنان خلال اليومين الماضيين عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمعرفة او فهم كيف سيتصرّف «حزب الله» حيال التطورات الميدانية والسياسية الجارية في غزة، وهل سيوسّع نطاق المعركة من غزة الى جنوب لبنان؟ لكن رَد الحزب كان انه من «المستحيل ابلاغ اي طرف محلي وخارجي عمّا يفكّر به الحزب وكيف سيتصرف في هذه المعركة المفتوحة مع الكيان الاسرائيلي». لكنّ الحزب يتابع لحظة بلحظة سير المعركة في غزة ونتائجها ومسارها المستقبلي.

وأوضحت المصادر انّ تقديرات «حزب الله» تشير الى انّ المعركة الجارية في فلسطين ستطول قليلاً، والى ان اسرائيل «عاجزة عن أي فعل جوهري لتغيير المعادلة الجديدة التي حصلت بعد عملية «طوفان غزة»، لا في غزة ولا في لبنان، وما هي قادرة عليه فقط هو مزيد من الغارات والتدمير والقتل في غزة والضفة الغربية.

واضافت المصادر: «اما اذا فكّر الاسرائيلي بأي اجتياح بَرّي لغزة او اي عمل عسكري في لبنان، فهو سيأخذ بالاعتبار جداً وبشكل دقيق، اولاً انّ إمكانية تحقيق اي خرق ميداني على الارض في غزة هو امر صعب حسب المعطيات. وثانياً رد فعل الجبهة الداخلية المنهارة نتيجة انتشار جثث القتلى في المستوطنات والشوارع، وثالثاً واخيراً تَرقّبه لتحقيق مقولة «وحدة ساحات قوى محور المقاومة» الممتد من غزة الى لبنان وسوريا وربما الى دول اخرى.

واشارت المصادر الى ان قصف «حزب الله» امس للمواقع الاسرائيلية في تلال شبعا وكفرشوبا يؤكد مقولة وحدة الساحات، ما دفعَ اسرائيل الى الرد بقصف اماكن مفتوحة في التلال وخيمة المقاومة في محيط بلدة الغجر، والتي اعادت المقاومة بناءها خلال ساعات.

إلى ذلك قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” إن قصف المقاومة لمواقع اسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا أربكَ الاسرائيليين ومَنعهم من الرد على اهداف محددة في المناطق اللبنانية المشمولة بالقرار 425 على طول خط الحدود من الناقورة وصولاً الى المزارع الخاضعة لخط قوات «الاندوف» العاملة في الجولان السوري المحتل.

ولمّا قصفَ الاسرائيليون الخيمة التي كان «حزب الله» قد أقامها قبل أشهر في مزارع شبعا، عاوَد الحزب نصبها في المكان نفسه ولم يتمكن الاسرائيليون من منعه من ذلك، وقصفوا مناطق محيطة من دون ان يبلغ عن وقوع اصابات في الارواح. ثم اطلقوا العنان لتهديداتهم للبنان، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الجيش الإسرائيلي يرسل تعزيزات عسكرية كبيرة وآليات إلى المنطقة الشمالية»،

وانه نشر دبابات عند السياج الحدودي مع لبنان، فيما أمر وزير (الحرب) الإسرائيلي يوآف غالانت، في ختام تقويم أمنيّ أمس، بوضع خطط لإخلاء البلدات الحدودية مع لبنان. وأفادت قناة 13 الإسرائيلية بأنّ «غالانت أمر بتسليم أسلحة وذخائر لسكان البلدات القريبة من غزة ولبنان».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق صواريخ باتريوت شمال إسرائيل لإسقاط مسيّرة قدمت من لبنان.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانّا فرونِتسكا: «سنواصل بالتنسيق مع اليونيفيل بَذل كل ما في وسعه ودعم الجهود الرامية إلى حماية أمن لبنان واستقراره».

المصدر : العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى