منوعات

والطير صافّات.. نحو ميدان الجولان

حكاية المتحدث باسم جيش العدوّ “الإسرائيلي” مع تصريحات “الإنذارات الكاذبة” وهدهد حزب الله لم تنته بعد. صاحب النبأ اليقين ما زال يترصّد كلّ ما يلزم من أهداف. وفي جديده بعد جزئه الأول حول حيفا والكريوت ومجمع الصناعات العسكرية، أفصح حزب الله عن الحلقة الثانية “مما عاد به الهدهد”، كاشفًا عن مشاهد استخبارية جوية جديدة لقواعد استخبارات ومقرات قيادية ومعسكرات، في الجولان العربي السوري المحتل هذه المرّة.

 – قبيل الحلقة: يوم الأحد في السابع من تموز/يوليو 2024، دخل الجولان السوري المحتل بشكل أكثر تركيزًا في ميدان المواجهة بين المقاومة الإسلامية وجيش العدوّ “الإسرائيلي” منذ الثامن من تشرين الأول /أكتوبر 2023، حيث أعلن حزب الله عن عملية نوعية جاءت دعمًا للشعب الفلسطيني ومقاومته، “وفي إطار الرد ‌‏على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدوّ “الإسرائيلي” في منطقة البقاع” نهار السبت 6 تموز/يوليو. أطلق الحزب هجومًا جويًا بأسراب متتالية من المسيّرات الانقضاضية طالت ‏مركز الاستطلاع الفني والإلكتروني بعيد المدى على الاتّجاه الشرقي (مرصد التزلج الشرقي) في ‏جبل حرمون في الجولان السوري المحتل، معلنًا عن إصابة قببه وتجهيزاته التجسسية والاستخبارية ‏ومنظوماته الفنية مما أدى إلى تدمير الأجهزة المستهدفه واندلاع النيران فيها بشكل كبير. ‏

عملية استهداف المركز اعتبرت الأكبر للقوات الجوية في حزب الله منذ الثامن من أكتوبر. أمّا المركز فيقع في أعلى قمم جبل الشيخ، ويوازي من حيث الأهمية قاعدة ميرون “الإسرائيلية”، ويرصد الاتّجاه الشرقي من سورية إلى العراق والأردن وتبوك حتّى الحدود الإيرانية، ويضمّ تجهيزات إلكترونية وتجسسية واستخباراتية ومنظومات فنية هي الأكثر تطوّرًا، ويمثّل أعلى هدف يتعرض للاستهداف (على ارتفاع 2230 مترًا).

والاستهداف جاء بعد زيارة وزير حرب العدوّ يوآف غالانت إلى المركز، حيث أطلق مجموعة تصريحات أبرزها اعتباره أن أي وقف لإطلاق النار في غزّة لن يشمل الجبهة الشمالية للكيان، وفي ذلك، أكثر من رسالة تهديد بالغة.

أمّا عن دور الوحدات التي تشغل مرصد جبل الشيخ (حرمون)، فالوحدة 8200 أو “وحدة SIGINT”، مسؤولة عن التجسس الإلكتروني عن طريق جمع الإشارة، وفك التشفير وقيادة الحرب الإلكترونية في الجيش “الإسرائيلي”، وتقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء، وتعتمد في ذلك على: الرصد، والتنصت، والتصوير، والتشويش، باستخدام وسائل تقنية متقدمة يُطَوِّرها مجمع الصناعات العسكرية الصهيونية بالشراكة مع مجموعة مهمّة ومتخصصة من الشركات العالمية.

وتقوم الوحدة 9900 بجمع المعلومات من مصادر متنوعة مثل الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار ومصادر إنسانية في صورة شاملة وموحدة، وتستخدم تكنولوجيا الذكاء الصناعي ما يسمح “للوحدات المقاتلة بإمكانية مواجهة التحديات في ساحة القتال الجديدة وتخطيط المناورة البرية بواسطة جهاز يحاكي ساحة القتال”.

 – عنوان الحلقة: أراد حزب الله أن يكون الجولان السوري المحتل هو العنوان الأوحد، بما يعكس أهميته كساحة مساندة لجبهة غزّة، في القادم من العمليات.

والطير صافّات.. نحو ميدان الجولان

 – المضمون: مدّة الفيديو كاملة اقتربت من العشر دقائق (9:50 ثانية)، استعرضت مواقع استراتيجية وهامة وفق ما يلي:

أولًا، قواعد الاستخبارات والإنذار المبكر، ويطلق عليها “عيون الدولة”، وهي 6 محطات استراتيجية للاستطلاع الإلكتروني على الاتّجاه الشمالي والشرقي لكيان العدوّ (واحدة في مزارع شبعا و5 في الجولان):
أ ـ موقع التزلج الغربي (شلاغيم)
ب ــ موقع الرادار (أسترا)
ج ــ موقع شلاغيم الشرقي
د ــ موقع الإنذار المبكر (يسرائيلي)
هــ ــ موقع أبو الندي (أفيطال)
و ــ موقع تل الفرس (تل فارس)

وتقوم هذه المواقع بمهام التنصت والاسترشاد والرصد البعيد المدى، والهجوم الإلكتروني على صعيد التشويش والتضليل. وتحوي عقدًا رئيسة للربط والاتّصالات وتبادل البيانات، وتتموضع فيها قوات من وحدتي 8200 و9900 ووحدة الحرب الإلكترونية. وتضم كذلك قوات لمهام تأمين القاعدة وتجهيزاتها وتأمين الخط الحدودي.

ثانيًا، مقرات قيادية ومعسكرات: ركّز القسم الثاني من الفيديو (قرابة 6 دقائق) على مجموعة ضخمة من المواقع والثكنات، حيث تم رصد القبة الحديدية في معظمها:

والطير صافّات.. نحو ميدان الجولان

* موقع “حبوشيت”: موقع تأمين حدودي تشغله سرية مركبة “مشاة ومدرعات”.
* ثكنة “معاليه غولاني”: مقر القيادة للواء 810 ومقر قيادة قطاع كتائبي حدودي في حرمون، وتشمل: نقاط مستحدثة لقوات العدوّ خارج المواقع خلال “طوفان الأقصى” وطرقًا مستحدثة خلال الطوفان.
* مربض الزاعورة: مربض ثابت لبطارية مدفعية يتبع للواء 769 ويضمّ منصة قبة حديدية.
* ثكنة “كيلع” الجنوبية: وتضم منصات قبة حديدية
* قاعدة “راوية”:
ثكنة “راوية” الجنوبية: مقر قيادة كتيبة المدرعات 71 لواء 188
ثكنة “راوية” الشمالية: مقر قيادة كتيبة المدرعات 74 لواء 188 وتحتوي على مخزن ذخيرة للدبابات ومدرج تفريغ احتياطي للآليات.
* قاعدة “نفح”: هي مقر قيادة الفرقة الإقليمية 210 وكتيبة الاتصالات التابعة لها 366 وتضم مقر قيادة اللواء الإقليمية 474 والكتيبة المدرعة 77 وملاجىء محصنة للجنود للاحتماء، وتم خلال المشاهد رصد مبنى قيادي فيها ومركز طبي مستحدث خلال شهر حزيران.
* قاعدة “تسنوبار” – القسم الرئيسي: يضمّ معسكر تدريب للقوات البرية يشمل مشاغل صيانة ومخازن أسلحة
قاعدة “تسنوبار”: تضم معسكر تدريب المشاة ومخازن الذخيرة.
* ثكنة “كتسافيا”: تضم مقر قيادة اللواء المدرع النظامي السابع ومحطة رادار سطح مدفعي على الاتّجاه السوري.
* ثكنة “غملا” الجنوبية: تضم معسكر تدريب وجهوزية للقوات البرية بحجم كتيبة وفيها مكان تموضع لكتيبة المدرعات 77.
* محطة التلفريك السفلية: نقطة استقرار قوات جيش العدوّ في محطة التلفريك خلال طوفان الأقصى
* مربض “أودم”: مربض ثابت لبطارية مدفعية يتبع للواء 810.
* موقع “أودم”: موقع حدودي يحتوي على رادار سطع مدفعي “راز” ورادار جوي ثلاثي الأبعاد للإدارة الجوية
* معسكر “كيلع”: قاعدة تدريب لقيادة المنطقة الشمالية ومقر أساسي للقوات المتدربة في معسكر تدريب الجولان
* ثكنة “يوآف”: قاعدة كتيبة مدفعية وصواريخ لصالح جبهتي الجليل والجولان
* مزارع الهواء: مراوح إنتاج الطاقة الكهربائية
* مقر “شاعل”: المقر البديل للفرقة الإقليمية 210
* ثكنة “عليقة”: مقر قيادة اللواء المدرع النظامي 188، وتحتوي على مهبط مروحيات ومراكز تخزين وقود ومشغل صيانة.
* ثكنة “كيرين”: مكان تعسكر للوحدات البرية المتدربة في حقول الجولان.
* ثكنة “يردن”: مقر قيادي على مستوى فرقة في حالات الطوارىء، تضم مقر فوج المدفعية 209 ومقر كتيبة الجمع الحربي 595 ومخزن طوارىء للواء 679
* مطار ومعسكر “أوفيك”.

 – ملاحظات: أظهرت مشاهد الجزء الثاني من حلقة الهدهد تصويرًا عالي الدقة، ومشاهد ثابتة ومتحرّكة، إلا أن الأدق في الرصد والمتابعة، هو ما تم التنويه إليه في بعض المواضع، وأشار إلى وجود ما هو قبل هذا الفيديو، فضلًا عمّا هو بعده، مثل: “طرقات ونقاط مستحدثة لجيش العدوّ خارج المواقع خلال طوفان الأقصى”، أو “مركز طبي مستحدث خلال شهر حزيران”. هذا التنويه يؤكد أن الرصد استمر لفترة غير وجيزة، وقد عمد المعنيون إلى المقارنة بين المشاهد وتبيان الفوارق فيها. وهذا ما يفسّر ارتباك العدو، والمتحدث باسم جيشه في تبرير زحمة التصريحات حول الإنذارات الكاذبة المرتبطة بدخول مسيّرات مفخخة إلى الأجواء.

والطير صافّات.. نحو ميدان الجولان

 

 

المصدر : العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى