المقاومة تعرض على العدو بنك أهدافها مسبقاً: قادرون على ضرب بُناكم المدنية والصناعية والعسكرية والتجارية
كتبت صحيفة “الأخبار”: لم يكد الموفد الأميركي عاموس هوكشتين يغادر بيروت، حتى نشرت المقاومة الإسلامية شريط فيديو «هو الأكثر خطورة» بحسب وسائل إعلام العدو. وعلى مدى عشر دقائق، عرضت المقاومة مقاطع مختارة من صور جوية «حديثة جداً» جمعتها طائرات من نوع «الهدهد» الاستطلاعية، التي يمكنها العمل براحة لوقت طويل ضمن مساحة واسعة، وهي مزوّدة بكاميرات متطورة قادرة على التقاط صور ثابتة وأخرى متحركة، وبثّها مباشرة إلى غرفة الإدارة والتحكّم الخاصة بها.واختارت المقاومة عرض جزء يخص منطقة حيفا، وقدّمت شرحاً مفصلاً لما تحويه من تجمعات سكنية ومراكز صناعية وتجارية وعسكرية، إلى جانب منطقة الميناء التي تضم المرفأ المدني وقاعدة عسكرية لوحدة «شيطيت» التي تدير زوارق قتالية متطورة، وتوجد قاعدة مماثلة لها في ميناء أسدود جنوب تل أبيب. وقدّمت المقاومة في العرض شروحات حول عدد السكان وفصّلت المراكز الصناعية والتجارية، إضافة إلى أماكن تموضع منظومات الدفاع الجوي الخاصة بالقبة الحديدية ومقلاع داوود، وأماكن تموضع الرادارات الخاصة برصد المقذوفات الآتية من الجهات المعادية، إضافة إلى مواقع سريّة، منها المنطقة الصناعية العسكرية التابعة لشركة «رفائيل» ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي خصوصاً القبة الحديدية. كما وثّق الفيديو سفناً حربية تابعة لجيش العدو منها «ساعر» 4.5 و 5 و 6، وسفينة دعم لوجستي «باتيام»، وزوارق «ديفورا»، إضافة إلى منطقة ميناء حيفا: رصيف الكرمل – رصيف مزراحي – محطة كهرباء حيفا – خزانات مواد كيميائية، منشآت بتروكيميائية، وقاعدة حيفا العسكرية المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية وهي القاعدة البحرية الأساسية في جيش العدو، ومطار حيفا حيث رصدت مخازن القبة الحديدية ومنصاتها وخزانات النفط. كما أظهرت اللقطات مدن وأحياء «الكريوت» الذي تبلغ مساحته نحو 20 كلم مربّعاً ويبعد عن الحدود اللبنانية 28 كلم.
صدمة العدو لم تقتصر على عدم توقف عمل المقاومة الاستطلاعي، وهو أمر خبره في الشهرين الماضيين، عندما وثّقت المقاومة بالصور أماكن انتشار قوات الاحتلال، خصوصاً المواقع المستحدثة. وصوّرت هذه المواقع قبل استهدافها وبعده، وإنما في الرسائل التي وصلت إلى المستويات السياسية والعسكرية والأمنية وإلى الجمهور في كيان الاحتلال. وهي رسائل يمكن اختصارها بالآتي:
– تقول المقاومة لجمهور العدو إن حكومتكم مسؤولة عن وقوع أي مواجهة كبرى، وعليكم الاستعداد منذ اللحظة لتقدير نوع الضربات التي تنوي المقاومة توجيهها في حال لجأ العدو إلى شن عمليات واسعة ضد لبنان، سواء من خلال حملة جوية أو عملية برية.
– تقول المقاومة لجمهور العدو إنه بعد الخلل الهائل في قدرة حكومتكم على التعامل مع نزوح نحو مئة ألف مستوطن من قرى في الشمال، سيكون من المستحيل بالنسبة إليها إدارة عملية تهجير لربع مليون شخص (عدد السكان في المقطع الذي عرضته المقاومة)، علماً أن عدد السكان في كل المنطقة الشمالية يتجاوز مليوناً ونصف مليون شخص. وهي نقطة بالغة الحساسية لدى جمهور العدو الذي لمس فشل الجبهة الداخلية في توفير أعباء عملية إيواء النازحين من المستوطنات الشمالية.
-رسالة المقاومة إلى قيادة العدو العسكرية والأمنية هي أن بنك الأهداف الذي يفترض أنه موجود منذ وقت طويل لدى المقاومة تمّ تحديثه، لجهة تثبيت ما هو موجود وإضافة ما استجدّ، خصوصاً على صعيد منظومات الدفاع الجوي، كما أن بنك الأهداف هذا واضح ومحدّد نقطوياً، والمقاومة تملك الأسلحة المناسبة لضربها، سواء من خلال المُسيّرات أو الصواريخ الموجّهة التي استُخدمت أو تلك التي لم تظهر إلى العلن بعد، والتي بيّنت تطورات الأسابيع الماضية عدم قدرة العدو على إحباط أي عملية أو تعطيلها.
– تؤكد المقاومة للقيادة السياسية أن فكرة الهروب من مأزق غزة إلى حرب واسعة مع لبنان ليست في مكانها، وفي حال كان بنيامين نتنياهو يعتقد بأن حرباً كبيرة مع لبنان يمكن أن تشكّل طوق نجاة له بعد فضيحة 7 أكتوبر وفشل الحملة على غزة، فإن المقاومة تعدّ له حبل المشنقة التي ستقضي عليه تماماً.
– تقول المقاومة لقيادات العدو ولجمهوره، وكذلك للجهات الدولية الراعية له، مسبقاً وعلناً، بأن لديها بنك أهداف واضحاً سيكون عرضة لضربات غير مسبوقة في حال لجأ العدو إلى حرب واسعة، أو حتى إلى توسيع نطاق اعتداءاته على مدنيين في لبنان. كما تؤكد المقاومة لجمهورها بأنها على استعداد تام لأي مواجهة واسعة محتملة مع العدو، وأن بمقدورها توجيه ضربات موجعة له متى تطلّب الأمر.
ولم يمض وقت طويل على مطالبة قيادات إسرائيلية للجمهور بعدم تداول فيديو الإعلام الحربي، حتى كانت وسائل الإعلام الرئيسية تعرض مقاطع وتنشر تعليقات لمسؤولين عسكريين سابقين ومحللين، ركّزت على «خطورة ما يملكه حزب الله وما يمكنه القيام به في حالة الحرب الواسعة»، وتصرّف الجميع على أن «ما يجري هو جزء من حرب نفسية قاسية». لكن أبرز التعليقات جاء على لسان المرجع الأمني – العسكري السابق غيورا ايلاند الذي قال إن «حزب الله أثبت أنه جيش متطوّر لا مثيل له». وتحدّث البروفيسور أميتسيا بارام لـ«معاريف» واصفاً «المشكلة الاستراتيجية الواسعة التي تضطر إسرائيل الآن إلى مواجهتها والتي لم نفكر بها من قبل». وأضاف: «يوضحون في الفيديو أنهم يعرفون كل نقطة مهمة في الشمال. والرسالة الكبيرة هي أنهم يحاولون تحذيرنا من بدء حرب شاملة لأنهم يعرفون أين توجد المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية التي يمكن تدميرها بسهولة». واضاف: «الآن فقط، مع بداية القتال في الشمال، أضاءت كل الأضواء الحمراء».
المُسيّرات تلاحق دبابات العدو ومواقعه
حلّ الهدوء النسبي على الجبهة الممتدة من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة، منذ السبت الماضي، مع قرار حزب الله تجميد عملياته لتمرير مناسبة عيد الأضحى.
وهكذا كان، إذ ملأت الحشود البلدات الحدودية، وأدّى مئات الأهالي صلاة العيد في مساجد بلداتهم، ما أثار غضب المستوطنين الإسرائيليين الفارين من المستوطنات الشمالية، والذين حمّلوا حكومتهم وجيشهم مسؤولية الفشل في السيطرة على المشهد العام وفرض عودة آمنة لهم. وعبّر المراسل العسكري للقناة 14 العبرية عن ذلك بأن حزب الله «أثبت أنه هو من يفرض الأجندة في المنطقة، وهو الذي سيحدد متى تشتعل ومتى لا تشتعل».
وامس، استأنفت المقاومة الإسلامية عملياتها، واستهدفت دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمُسيّرة انقضاضية، كما استهدفت موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وثكنة زبدين في مزارع شبعا.
ورداً على عملية الاغتيال التي نفّذها العدو في بلدة الشهابية، شنّ حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفةً نقاط تجمّع ضبّاط العدو وجنوده، و«أصابت أهدافها بدقّة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، إضافة إلى اندلاع حرائق في الموقع». ورداً على الاعتداء الإسرائيلي الذي طاول بلدة البرغلية، وبعد رصد مجموعة جنود في ميدان الرماية، استهدفهم مقاتلو حزب الله بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية «محقّقين إصابات مؤكدة».