رسالة القرى الحدودية في عيد الأضحى.. ردع المقاومة حاضر أمام عدوٍ عاجز
لم يكن مستغربًا مشهد توافد الأهالي إلى قراهم في جنوب لبنان، الحدودية مع فلسطين المحتلة في أول أيام عيد الأضحى المبارك الاثنين 17 حزيران/يونيو 2024، في مشهدٍ عكس ثقة الجنوبيين بالمقاومة في وجه التهديدات “الإسرائيلية”. كانت طمأنينة الجنوبيين الذين توجهوا منذ أمس الأحد وباتوا ليلتهم في منازلهم قرب الحدود، ظاهرة، بالتزامن مع هدوء عسكري فرضه حزب الله على طول الجبهة، في ما لم يجرؤ العدوّ على ارتكاب أي اعتداء يُذكر، سوى بعد مغادرة الأهالي.
وحول الموضوع، أجرى موقع العهد الإخباري مقابلةً مع الخبير في الشؤون “الإسرائيلية” الأستاذ علي حيدر الذي تحدّث عن الأبعاد السياسية والعسكرية لخفض التصعيد الذي فرضته المقاومة الإسلامية وصورة الطمأنينة التي بعثها أهالي القرى الحدودية وانعكاسها على العدوّ سياسيًا وإعلاميًا.
واعتبر حيدر أنَّ الهدوء الذي فُرض على الجبهة الشمالية للعدو “الإسرائيلي” “يشكّل تجسيدًا لحقيقة أن حزب الله هو من يملي قواعد الاشتباك ووتيرة النيران على الجبهة مع كيان العدو، ويكشف حقيقة عمق وقوّة ردعه وتأثيره على مؤسسة القرار السياسي والأمني”.
ولفت حيدر إلى أنَّ التزام العدوّ بالهدوء نسبيًا يعكس “مدى رسوخ الرسائل النارية التي وجهها حزب الله وإدراكهم لمدى التزام حزب الله بأمن المدنيين، لذلك لم يغامر العدوّ بأي خطوة حمقاء في هذا الاتّجاه”.
ونوّه بالحضور الشعبي في القرى الحدودية مشيرًا إلى أنَّه عكس “عمق ثقة سكانها بالمقاومة وبقوة ردعها، وشكّل حضورهم نوعًا من التحدّي للعدو، وقدّم عيّنةً عمّا سيؤول إليه الوضع بعد انتهاء هذه المعركة، في أبعادها السكانية والمعنوية وفي التمسك بالأرض”.
وأضاف حيدر: “لا شك بأنّ العدوّ كان يراقب كيف سيكون سلوك سكان القرى وما إن كانوا سيتوجهون إلى قراهم، أم أن الخوف من عدوانيته وجرائمه سيكبحهم ويجعلهم يتردّدون في هذا المجال، لكن النتيجة كانت مخيبة لرهاناته وآماله”.
وتابع الخبير بشؤون العدوّ “الإسرائيلي” الأستاذ علي حيدر حديثه لموقع العهد معتبرًا أنَّ صورة حضور الأهالي في قراهم رغم التهديدات “الإسرائيلية” “بالتأكيد ستشكّل محطّة إضافية ستترسخ في وعي جهات التقدير والقرار إزاء نظرتها لبيئة المقاومة، وهو أمر ينطوي على قدر من الأهميّة كونه سيحضر في خلفية هذه الجهات لدى دراسة طبيعة المخاطر والخيارات الضيّقة أمام مؤسسات القرار”.
واعتبر حيدر أنّ صور التحدّي التي رسمها أهل الجنوب “من الطبيعي أن تحضر في وسائل الإعلام الصهيونية التي لا تستطيع تجاهل هذا المستجدّ، والأهم أنّها ستحضر تلقائيًا في سياق المقارنة مع المستوطنين، وتقدّم صورة دقيقة عن البيئة التي يستند إليها كلّ من المقاومة وجيش العدو”، مؤكّدًا على أنَّ “هذه المسألة شرط رئيسي لازم في رسم المستقبل وصناعة النصر”.
وحول العجز “الإسرائيلي” أمام المشهد الذي فرضه حزب الله وأهالي الجنوب، لفت حيدر إلى أنّ أداء العدوّ أظهر “حضور قوّة ردع المقاومة في وعي وحسابات قيادات العدو، وكشف عن حجم المخاوف التي تراودهم من ارتكاب أي خطأ وانعكاس ذلك على مستوطنيهم”.
وأضاف: “يمكن التكهُّن أنهم كانوا على يقين بأن ردود حزب الله إزاء أي خطأ أو جريمة ستجعلهم يتلقون ردودًا غير مسبوقة في العمق والشّدة والنتائج”.
وختم الخبير بشؤون العدوّ “الإسرائيلي” الأستاذ علي حيدر حديثه لـ”العهد” لافتًا إلى أنّ “الحضور الشعبي في القرى الأمامية شكّل محطّة إضافية انطوت على الكثير من الرسائل في العلاقة بين المقاومة وبيئتها، وفي مواجهة العدو، وقدّم صورة واضحة عن مستقبل هذه المنطقة والمعادلات التي ستحكم الوضع على الحدود بعد انتهاء المعركة”.
تجدر الإشارة إلى أنَّ إعلام العدو استغرب سبب الهدوء عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، فيما قال الصحافي في صحيفة “معاريف” “الإسرائيلية” جاكي حوجي: “آسف لإحباطكم، سبب انخفاض وتيرة إطلاق النار من لبنان هو عيد الأضحى وليس جولة الوسيط هوكشتاين”.
كذلك، كشفت وسائل إعلام العدو أن مستوطني الشمال “غاضبون جدًا لأنّ الهدوء يثبت أنَّ حزب الله هو من يملي وتيرة الأحداث”.
المصدر : العهد الاخباري